عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2011-12-30, 1:26 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
العمل في أحد قُطبي الصناعة المحلية:

بعد الإنتهاء من الدراسة الجامعية التخصصية, حان وقت تخصص التخصص, بمعنى العمل الذي سأعمل فيه بتخصصي, وفي تلك المرحلة كُنت أتمنى أن أكون مُدرساً في أي جهة تعليمية, وبدأت في إجراء العديد من الإختبارات والمقابلات مع كُلية واحدة وعدد من الشركات, واجتزت أغلبها إن لم تكن كُلها, ولكن الرد السريع كان من الشركات الخاصة أو شبه الخاصة وكان إحدى هذه الشركات هي شركة تعتبر أحد قُطبي الصناعة لمحلية, فلم أتردد في قبول العرض, وباشرت العمل, وكُنت أردد دائماً " لعلها خيرة ربما أنني لست جيداً في مجال التعليم, أو ربما هُناك أمر جيد لم أدركه بفكري البشري القاصر", كُنت أعمل في تلك الفترة بجد ومتعة, أتعلم كل يوم ما هو جديد في مجال الصناعة, أجتهد كثيراً للإحتكاك بأكثر من قسم, من باب توسيع القاعدة المعرفية في الصناعة, لدرجة أن هُناك أيام عملت فوق وقتي المطلوب من ثلاث إلى خمس ساعات,,

وبعد ما يُقارب خمسة شهور, يأتيني إتصال من الجهة التعليمية التي تخرجت منها, بقبولي كمُعيد, حينها أستخرت ولم أتردد بكتابة استقالتي, واضعاً كل المميزات المادية خلف ظهري, الحالي منها والمستقبلي, وكان نص استقالتي مُختصر و واضح المُبتغى, وهو التالي:

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرجاء قبول إستقالتي .. وذلك لتواجُد عرض لي من قبل الهيئة الملكية للعمل كمُعيد

وذلك لا يعود لأهداف مادية .. بل أنه يعود لرغبة خاصة لدي في مجال التعليم والتطوير ويعود لأهداف عامة أطمح أن أحققها .. والأهداف العامة تتغلب على أهدافي الخاصة

وشاكر ومُقدر لكم إحتضاني لهذه الفترة التي أضافت لي الكثير في مجال الصناعة

وبارك الله فيكُم"

أما بعد رفع الإستقالة أجريت لي ما يُقارب أربع مُقابلات, ليتم شرح أسباب الإستقالة, فوجدت في تلك المُقابلات وجهات نظر مُختلفة, فكان البعض يُحدثني بطريقة مادية بحته, فمنهم من كان يقول "الميزات التي ستجدها هنا لن تجدها في مجال التعليم, قد تُصبح دكتوراً, ولكن ما الفائدة, طالما أنك مادياً لست كالمهندس هُنا", وكان ردي في هذا "لكل شخص غاية وأهداف يُريد أن يحققها في هذه الحياة, وحق مشروع أن يكون الشخص مادي من الدرجة الأولى, ولكن في ذات الوقت من أبسط حقوقي, أن أضع الماديات في الدرجة الثالثة أو الرابعة", وكُنت أجد تقبل رائع للفكرة من قبل البعض بعد شرح وجهة نظري في مجال التعليم, ولكن كان هُناك إخوة يرفضون ذلك تماماً, ويعتبرون أنني أهرف بما لا أعرف, وأن زمن التضحية والبطولات والغايات السامية والنظرة الواسعة قد انتهى, ولكن لم أتردد ولم أتأثر بتلك الآراء, فالمنظور مع المِقياس مُختلف, ولكن بكل صدق واجهتُ الكثير واستفدت اكثر,,

الفوائد والحصاد:

فائدة مادية كبيرة, كانت سبباً رئيساً في تسهيل عدد من الإلتزامات.

خبرة عملية عميقة في مجال الصناعة "تناسباً مع الفترة", كانت ذخراً لي في بداية الطريق.

العمل مع أشخاص, ذوي كفاءة عالية جداً, وهذا لأن الجهات الخاصة أو الشبه خاصة تهتم بالكفاءة أكثر من غيرها, وليست مسألة شهادة من جهة تعليمية مرموقة وحسب.

إستنتاج " جميل جداً الإختلاف في الغايات والأهداف لدى الجميع, في حال أداء الواجب على أكمل وجه, لأن هذا الإختلاف هو الذي يضمن سد الثغرات الوظيفية وعدم التكدس على وظيفة ما".

اليقين بأن الكثير يحترمون الإختلاف في وجهات النظر مع الغايات, مع وجود شواذ لا يخلوا منهم لا زمان ولا مكان.

إستنتاج "أن الجهات المُتميزة لا تبحث عن الكفاءة التخصصية وحسب, بل أنها تلتمس أولاً البُعد الشخصي الذي يعطي تصوراً أولياً لتحمل المسؤولية والإلتزام وهذان يندرجان تحت الأمانة".

العمل كمُعيد في جهة تعليمية:

لأني تركت القطاع الشبه خاص, الذي يعِد دوماً بمردود مادي أكبر من لقطاعات الوظيفية الأخرى, بل لأني كُنت أعمل في أحد قُطبي الصناعة في بلاد الحرمين, وما إن نتقلت بكامل إرادتي إلى قطاع التعليم, حتى تكاثرت علي الأسئلة من كل صديق وقريب وبعيد, فالبعض ردد على سمعي "لماذا يا رجُل", والآخر "أضعت فُرصة لعُمر", وغيره "ليت أنني كُنت مكانك", والبعض يعتقد بأن العودة انت من أجل مردود مادي أكبر, أو لتحقيق أهداف ضُعف همة وبريستيج " مثال أن يضع لك حرف د قبل الاسم الكريم ", ولكن من كان قريباً جداً مني يعرف لما عُدت إلى هذا المجال, ولهذا هُنا لن أذكر لفوائد, بل سأذكر الأسباب,,

أسباب إعطاء الأفضلية للعمل في مجال التعليم :

رغبة داخلية قوية جداً, مُنبثقة من أبجديات ديننا الحنيف الذي حث على طلب العِلم التعليم, ولهذا احترم وأحرص على كل ما يتعلق بالعلم, سواء كان تعليمياً أو دارياً أو إشرافياً.

اليقين بأن العلم يُمثل حجر الأساس للنهضة, وأن التعليم أرض خصبة لزرع كل ما هو جيد لأمة, ويوفر مساحة كبيرة لتحقيق أهداف نهضوية.

العمل في مجال التعليم, يضعك في أحد أفضل الفرص لتسديد دين التخصص, وتغطية ثغرة تخصصية للأمة.

فُرص العطاء والتطوير وخدمة الأمة في مجال التعليم أكثر من غيرها.

إن الفوائد والحصاد والأسباب العملية, التي يظفر بها أو تكمن داخل كل فرد, هي رأس المال للإستثمار والإنجاز في الأعمال.

وفي نهاية هذه السطور أدعوا ربي بدعوة المطرف بن عبد الله " اللهم استغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك, فخالط قلبي منه ما قد علمت", والحمد لله رب العالمين,,


أخوكم العَبد المُقصر الفَقير المُهندس بن فقيه


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟