من الضِرس إلى الأخوان في حِمص
بكُل تأكيد أن علامات التعجب والاستفهام هي الحاضرة .. فأي ضِرس له علاقة بحِمص !
في الأمس القريب, ذهبت إلى المستشفى لإجراء عملية خلع ضرس العقل, وبمجرد أن دخلت إلى غُرفة الجراحة, وجلست على كرسي عملية الأسنان, وبدأ الدكتور بضرب إبر التخدير, حتى حضر على ذهني ولم يُفارقني حتى الآن في قمة هذه الآلام, صورة أخ كريم في حِمص, فأخذني ألم الضِرس إلى أخواني في حِمص !
وهو أخ شاهدته في مقطع فيديو على الشبكة, والدماء تسيل من فمه, وفك فمه مكسور ولا أدري ما حل بأسنانه والضروس, إلا أن ذلك الفيديو حينما رأيته, في ذلك الوقت قشعر البدن وسالت الدموع, ونطق اللسان, في حينها (فقط) يا رب كُن في عون إخواننا المستضعفين في حمص وسوريا وبقية الدول الإسلامية بالعموم,,
ومنذ بدء العملية الجراحية إلى الآن, وأنا أحمد الله على العافية والأمن والأمان, وادعوا لأخواني المسلمين في دول المُعاناة, أن ينصرهم الناصر الكريم ويرفع عنهم البطش, ويُنزل برحمته فيهم العَدل والأمن والأمان,,
ولكن ما كدر خاطري, وسرق نومي, بل سلب راحتي, ليس الألم وحسب (فحبة مسكن تُهدي الألم وتُغني عن السَهر), إنما هو برودنا مع الزمن, والنسيان بلا أمل, فلولا هذا الضِرس "والله أعلم", لما أفقت من تلك الغفوة, التي صرفتني عن الدعاء والتضرع إلى الله "لكشف هذه الغُمة" عن المُسلمين,,
وهذا حالنا في مطلع كل مُعاناة .. نثور ونتابع .. حتى نغتم .. ومن ثم مع عامل الوقت والسعي في الأرض .. نبرد ونركد .. ونألف الصياح والقتل .. وتبقى أقل الأقلية تهتم !!
هل نحتاج إلى تعري تحت الشمس, أو اغتصاب ونهب, أو عطش وجوع, أو كسر وجرح ؟
من أجل أن نتذكر الإخوة المسلمين المغلوب على أمرهم في شتى بُقاع الأرض !
لا والله .. فقط نحتاج لشعور الأخوة بحق .. ولو تفكرنا في النِعم فضلاً عن النِقم .. مُستحضرين قوله عليه الصلاة والسلام (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )), لما غابوا عنا طرفة عين,,
رجاء وتذكرة لكل مُسلم, لا تنسوا إخوانكم بالدعاء, والعمل بأسباب قبول الدعاء, وإستحضار حالهم قدر الإمكان, عسى الله يستجيب لنا بكرمه وفضله, ويغفر لنا القصور في القول والعمل, فهو القادر على كل شيء,,
أخوكم العَبد المُقصر الفَقير المُهندس بن فقيه