عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 12  ]
قديم 2007-06-14, 9:18 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي
من يرى الملكة ؟!


قالت أريج : سارة .. إذن من الذين يجوز أن أكشف وجهي وأخرج زينتي عندهم ..
سارة : هم المحارم فقط .. وهم الذين لا يجوز أن تتزوجيهم .. وهم اثنا عشر صنفاً .. ذكرهم الله في سورة النور فقال تعالى :
" ولا يبدين زينتهن إلا :
1. لبعولتهن ( الزوج ) ..
2. أو آبائهن ( الأب ) ..
3. أو آباء بعولتهن ( أبو الزوج ) ..
4. أو أبنائهن ( الأبناء ، سواء من النسب أو من الرضاعة ) ..
5. أو أبناء بعولتهن ( أبناء الزوج من امرأة أخرى إن كان عنده أكثر من زوجة ) ..
6. أو إخوانهن ( إخوان المرأة ، سواء الأشقاء أو الإخوان من الأب أو الإخوان من الأم ) ..
7. أو بني إخوانهن ( أبناء إخوانها الذين تكون هي عمتهم أخت أبيهم ) ..
8. أو بني أخواتهن (أبناء أخواتها الذين تكون هي خالتهم أخت أمهم ) ..
9. أو نسائهن ( النساء عموماً ) ..
10. أو ما ملكت أيمانهن ( العبد المملوك الرقيق ) ..
11. أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال ( وهم فاقدو الإدراك الذين ليس عندهم شهوة للنساء ولا رغبة فيهن ) ..
12. أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء " ( الأطفال الصغار غير البالغين ) ..



--------------------------------------------------------------------------------


كانت مها وأريج تنصتان إلى سارة بإعجاب .. وهن في غاية التسليم لأمر الله .. بل إن أريج جعلت تعدل من خمارها الذي تلفه على رأسها وتحاول أن تخرج منه جزءاً تغطي به وجهها .. وهكذا فعلت ..
وهي تقول : من اليوم وصاعداً .. يا وجه لن يراك إلا المحارم ..
آآآآه .. ما أجمل طاعة الله ..
غابت الشمس .. وأذن لصلاة المغرب .. وقد أمضت الفتيات ثلاث ساعات في حديثهن ..
وكان وقت المعرض يشارف على نهايته .. والفراق قد حان .. لكن فصلاً مهماً من هذا الكتاب كان لا بد من قراءته ..
قالت سارة : أريج .. مها .. هل أنتما مستعجلتان ؟! .. بقي معنا فصل في هذا الكتاب حول أدلة من يجيزون كشف الوجه والرد عليهم .. أتمنى أن أقرأه معكما .. حتى لو ناقشكما أحد حول تغطية الوجه تكونان على معرفة بالأدلة .. هاه ما رأيكما ؟
قالت أريج : رائع .. لكن يبدو أنه سيكون بعد صلاة المغرب ..
قامت الفتيات يصلين المغرب بكل سكينة ..
وبعد الصلاة اتصلت سارة بأبيها وطلبت منه أن يتأخر عليها قليلاً ..
ثم عادت إلى صاحباتها وجلست معهن ..
فتحت سارة ص46 وقرأت العنوان :

ثلاثة أدلة استدل بها القائلون بجواز كشف الوجه ، والرد عليها

دليلهم الأول :
استدلوا بحديث سفعاء الخدين .. وهو ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توجه في آخر خطبة العيد للنساء .. ثم أمر النساء بالصدقة ..
قال جابر : فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت : لم يارسول الله ؟ .. إلى آخر الحديث ..
والشاهد منه أنهم قالوا : سفعاء الخدين : أي في خديها تغير وسواد ..
قالوا : فمن أين عرف جابر – راوي الحديث – أنها سفعاء الخدين وعرف لون خديها .. إلا لأنها كانت كاشفة وجهها فرأى صفة خديها ..
والجواب عن استدلالهم به :
أولاً : قد روى القصة نفسها صحابة كثير غير جابر ، كلهم حضروا الصلاة ورأوا المرأة ، ولم يذكر أحد منهم صفة خديها ، فروى القصة أيضاً أبو هريرة وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم ، فلعل جابراً كان يعرف المرأة من قبل ورآها قبل الحجاب ، أو أن لفظة : سفعاء الخدين هي لقب للمرأة ، لذلك لم يعرف عنها هذا الوصف إلا جابر ..
ففي رواية ابن مسعود قال .. فقالت امرأة ليست من علية النساء : وبم يا رسول الله .. ( رواه حمد والحاكم ) ..
وفي رواية ابن عمر قال : .. فقامت امرأة منهن جزلة ( قال النووي في شرحه : جزلة بفتح الجيم : تامة الخلق ( أي قوية البدن ) وكلامها جزل أي شديد ) فقالت : ومالنا يا رسول الله ؟.. ( رواه مسلم ) .. فانظري كيف لما رأى تكامل جسدها من بعيد وصفه فقال : جزلة ، ولم يذكر صفة وجهها ..
وفي رواية ابن عباس قال : فقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها منهن : نعم يا نبي الله ، لا يدرى حينئذ من هي ، قال : فتصدقن .. ( متفق عليه ) ..
وفي رواية أبي هريرة قال : .. فقالت امرأة منهن : ولم ذلك يا رسول الله ؟ .. ( رواه مسلم ) ..
وفي رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ..فقلن : وبمَ يا رسول الله ؟ .. ( متفق عليه ) ..
فهؤلاء خمسة من الصحابة كلهم حضروا الحادثة غير جابر رضي الله عنه ، ولم يذكر واحد منهم صفة وجهها ، فلعل جابراً كما تقدم كان يعرف وصفها من قبل ، أو أنه لمحها أول ما قامت وقد سقط خمارها عن وجهها .. أو غير ذلك ..
ثانياً : أن هذه المرأة إن كانت فعلاً كاشفة وجهها فقد تكون من القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً ، وذلك لأن الفتيات الشابات ليس عندهن من الجرأة أن تقوم في محفل كبير كهذا وتتكلم بصوت عال يسمعه الرجال .. فلعلها لكبر سنها رأت نفسها كالأم للجالسات فقامت تسأل ..
ثالثاً : أن قوله " من سطة النساء .. سفعاء الخدين " أي ليست من أعاليهن نسباً ، وفي خديها سواد ، وهذا الوصف في الغالب ينطبق على الإماء المملوكات ، وهن لا يجب عليهن تغطية وجوههن كوجوبه على الحرائر ..
رابعاً : أن هذا الحديث قد يكون قبل نزول فرض الحجاب ، فإن الحجاب فرض في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة ، وصلاة العيد فرضت في السنة الثانية للهجرة ..
كانت سارة تقرأ بحماس ..
وكانت مها وأريج تستمعان بإعجاب ..
قال أريج : سبحان الله .. سارة .. لقد قرأت مقالاً في إحدى الجرائد يدعو إلى كشف المرأة لوجهها .. ويستميت في سبيل نزع خمارها .. وكأن هزائم الأمة كلها بسبب قطعة قماش جعلتها المرأة على وجهها ..
ما علينا .. المهم استدل بهذا الحديث على جواز كشف الوجه .. وبصراحة لما قرأت الحديث .. وأنه رواه مسلم .. وقع في قلبي شك .. ولم أنتبه إلى أن هذا الكاتب أغفل الروايات الأخرى واختار الرواية التي تؤيد مذهبه .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
قالت سارة : عفا الله عنا وعنه .. أحسني الظن به ، لعله ما اطلع على هذه الروايات .. وليتك إن كنت تعرفين عنوانه أن تهديه نسخة من هذا الكتاب .. فلعل الله تعالى أن ينفعه به ..
ثم نظرت سارة إلى ساعتها وقالت : طيب .. نكمل ؟
قالت أريج : نعم أكملي .. ولا تنظري إلى ساعتك لا يزال الوقت مبكراً ..
فتحت سارة ص48 وقرأت :