أحكام الصلاة
الصلاة ركن من أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ، ولم تخل منها شريعة رسول من رسل الله .
وقد فرضها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج في السماء ;لعظمتها ومكانتها عند الله . وأمر الله بها في 58موضعاً من كتابه ..
ويؤمر بها الطفل الصغير في السابعة من عمره ليهتم بها , ويتمرن عليها .. قال صلى الله عليه وسلم " مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين , واضربوهم عليها لعشر , وفرقوا بينهم في المضاجع" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم .
ولا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها لقوله تعالى :" إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا " أي : مفروضة في أوقات معينة , لا يجوز تأخيرها عنها .
ومن ترك الصلاة تهاونا أو كسلا من غير جحد لوجوبها كفر على الصحيح من قولي العلماء , بل هو الصواب الذي تدل عليه الأدلة كحديث :" بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة " رواه مسلم ، وينبغي مناصحة تاركها حتى يتوب ويقيم الصلاة .
صفة الصلاة
- قال صلى الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) .. وتكره الصلاة في مكان فيه تصاوير ; لما فيه من التشبه بعباد الأصنام .
- ويسن أن يجعل المصلي أماه سترة ، إذا كان منفرداً أو إماماً ; قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلى أحدكم , فليصل إلى سترة , وليدن منها ) رواه أبو داود ، لتمنع المار بين يديه , وتمنع المصلي من الانشغال بما وراءها . وإن كان في صحراء ; جعل أمامه شجرة أو حجراً أو عصاً ، يسن للمصلي رد من يقطع صلاته ; قال صلى الله عليه وسلم إذا كان أحدكم يصلي , فلا يدعن أحدا يمر بين يديه , فإن أبى , فليقاتله ; فإن معه القرين ) رواه مسلم .
والسنة في الصلاة هي :
- يستقبل القبلة ثم يقول ( الله أكبر ) وهي ركن لا تنعقد الصلاة إلا بها ، ولا بد من قولها باللسان ، ولا يشترط أن يرفع صوته بها ، والأخرس ينويها بقلبه ، ويُسَن أن يرفع يديه عند التكبير إلى منكبيه ، أو يرفعهما بمحاذاة أذنيه .
- ثم يضع بطن كفه اليمنى على ظهر كفه اليسرى ، أو يضع يده اليمنى على رسغ يده اليسرى ، وينظر إلى موضع سجوده .
- ثم يقرأ دعاء الاستفتاح ، وهو سنة ، فيقول : ( سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، أو يقول : ( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس ، الله اغسلني بالماء والثلج والبَرَد ) ، ثم يقول : ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) أو : ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ) ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ثم يقرأ الفاتحة في كل ركعة وهي ركن لا تصح الصلاة بدونها .
وإذا كان المصلي لا يُجيد الفاتحة ، فإنه يقرأ ما تيسر من القرآن بدلها ، فإذا كان لا يجيد ذلك ( كالمسلم الجديد ) فإنه يقول : ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ، ويجب عليه المبادرة بتعلم الفاتحة .
ثم يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن .
وإذا عرض للمصلي أمر ; كاستئذان أحد عليه , أو سهو إمامه , أو خاف على إنسان الوقوع في هلكة , فله التنبيه على ذلك ; بأن يسبح الرجل وتصفق المرأة , لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا نابكم شيء في صلاتكم ; فلتسبح الرجال , ولتصفق النساء ) متفق عليه .
- وإذا سلم أحد على المصلي فإنه يرد السلام بالإشارة بيده فقط .
- أخطاء أثناء القيام :
قول بعض الناس نويت أن أصلى كذا وهذا خطأ لأن النية محلها القلب والتلفظ بها بدعه .
قول بعض الناس في الصلاة الجهرية عند قول الأمام { إياك نعبد وإياك نستعين } استعنا بالله .
زيادة بعضهم كلمة ولك الشكر بعد قوله ربنا ولك الحمد .
مسح الوجه بعد رفع اليدين من الركوع .
عدم التراص في الصفوف وترك أماكن فراغ وهذا مخالف للأمر بتسوية الصف .
الالتفات في الصلاة ورفع البصر إلى السماء وقد ورد النهي عن ذلك .
مدافعة الأخبثين في الصلاة ، وهو أن يصلي مع شدة حاجته لقضاء الحاجة من بول أو غائط .
تغطية الفم من غير حاجة ، أو سدل اليدين عن جانبيه في الصلاة .
وضع اليد اليمنى على اليسرى على البطن ، والسنة وضعهما على الصدر .
تغميض العينين لغير الضرورة .
النظر إلى ما يلهي عن الصلاة والواجب النظر إلى موضع السجود .
تشبيك الأصابع أو فرقعتها .
- ثم يركع قائلاً : ( الله أكبر ) ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو إلى حذو أذنيه ، كما فعل عند تكبيرة الإحرام .
- ويجب أن يسوى ظهره في الركوع ، ويقبض بأصابع يديه على ركبتيه مع تفريقها ، ويقول في ركوعه : "سبحان ربي العظيم " والواجب أن يقولها مرة واحدة ، وما زاد فهو سنة .
- ويسن أن يقول في ركوعه أيضاً : "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي "و" سبوح قدوس رب الملائكة والروح " .
- ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً : ( سمع الله لمن حمده ) ويُسَن أن يرفع يديه ، كرفع تكبيرة الإحرام ، ثم يقول بعد أن يستوي قائماً " ربنا ولك الحمد " أو " اللهم ربنا ولك الحمد " ، ويُسن أن يقول بعدها : " ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " . ويُسَن أن يضع يديه على صدره في هذا القيام ، كما فعل في القيام الأول قبل الركوع .
- أخطاء في الركوع :
عدم إقامة الصلب أثناء الركوع ، والسنة أن يكون الظهر مستوياً .
النظر إلى القدمين ، والسنة النظر لموضع السجود .
عدم مساواة الرأس مع الظهر ، والسنة أن يكون على امتداد الظهر .
- ثم يسجد قائلاً : ( الله أكبر ) ، ويقول في سجوده " سبحان ربي الأعلى " مرة واحدة ، وما زاد على ذلك فهو سنة .
ويجب أن يسجد المصلي على سبعة أعضاء : رجليه ، وركبتيه ، ويديه ، وجبهته مع الأنف ، ولا يجوز أن يرفع عضواً منها عن الأرض أثناء سجوده ، وإذا لم يستطع المصلي أن يسجد بسبب المرض فإنه ينحني بقدر استطاعته حتى يقرب من هيئة السجود .
ويُسَن في السجود أن يُبعد بطنه عن فخذيه ، وأن يُبعد عضديه عن جنبيه إلا إذا كان ذلك يضايق من بجانبه .
- ويُسَن أن يكثر من الدعاء في سجوده ، فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .
- أخطاء في السجود :
• عدم السجود على الأعضاء السبعة .
• أن يبسط المصلي ساعديه ويضع مرفقيه على الأرض في سجوده .
• أن يسجد على الجبهة دون الأنف ، أو الأنف دون الجبهة .
• أن يرفع رجليه عن الأرض ، أو يكتفي بوضع رؤوس الأصابع ، والواجب إلصاق بطون الأصابع بالأرض .
• أن يلصق بطنه بفخذيه ، أو عضديه بجنبيه ، والأصل أن يجافي بين ذلك كله .
- ثم يرفع رأسه من سجوده قائلاً " الله أكبر " ويجلس بين السجدتين مفترشاً رجله اليسرى ناصباً رجله اليمنى ، واضعاً يديه على فخذيه ، وأطراف أصابعه عند ركبتيه ، أو يضع يده اليمنى على ركبته اليمنى ويده اليسرى على ركبته اليسرى .
ويجب أن يقول وهو جالس بين السجدتين : ( رب اغفر لي ) أو " اللهم اغفر لي اغفر لي " أو " رب اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني " مرة واحدة ، وما زاد على ذلك فهو سنة .
- ثم يسجد السجدة الثانية ، ثم ينهض من السجود إلى الركعة الثانية قائلاً : "الله أكبر " ، وإن جلس جلسة خفيفة ( جلسة الاستراحة ) فلا بأس .
- ثم يصلي الركعة الثانية كما صلى الركعة الأولى ، إلا أنه لا يقرأ دعاء الاستفتاح ، ولا يتعوذ قبل قراءة الفاتحة ، لأنه قد استفتح وتعوذ في بداية الركعة الأولى .
- وبعد السجود الثاني في الركعة الثانية يجلس للتشهد الأول مفترشاً .
- ويقبض أصبعه الخنصر والبنصر ويُحلق الإبهام مع الوسطى ويشير بالسبابة ، أو يقبض جميع أصابع يده اليمنى ويشير بالسبابة ، أما يده اليسرى فيقبض بها على ركبته اليسرى ، وله أن يبسطها على فخذه الأيسر دون قبض الركبة .
ويقول في هذا التشهد : ( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) .
- فإذا كانت الصلاة ركعتين ، كصلاة الفجر ، صار هذا هو الجلوس الأخير ، فأكمل التشهد فقال : اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
- وإن كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب ، أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء ، قرأ التشهد الأول ، ثم نهض إلى الركعة الثالثة ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه ، كما فعل في تكبيرة الإحرام ، قائلا : "الله أكبر " ..
- ويضع يديه على صدره .. كما تقدم .. ويقرأ الفاتحة فقط ( في الركعة الثالثة والرابعة ) .
فإذا جلس للتشهد الأخير ، جلس متوركاً ، واضعاً قدمه اليسرى تحت ساقه اليمنى ، وبعض مقعدته على الأرض ، ويلقم كفه اليسرى ركبته ، متكئاً عليها ، ويقرأ التشهد كاملاً : التحيات لله .. إلى آخره : إنك حميد مجيد ، ويُسَن أن يقول بعده ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، وعذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال " ثم يدعو بما شاء ، كقول " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" وغيره .
ثم يسلم عن يمينه " السلام عليكم ورحمة الله " وعن يساره كذلك .
ويسن له بعد الصلاة أن يأتي بأذكار الصلاة وهي :
- أن يستغفر ثلاثاً ، ويقول : اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ، لا إله الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ،
- ثم يقول سبحان الله ، والحمد لله، والله أكبر ، كلاً منها 33مرة .
- ثم يتم المائة بقوله : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ،
- ثم يقرأ آية الكرسي وهي : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (البقرة:255) ثم يقرأ سورة "قل هو الله أحد " والفلق ، والناس ، مرة واحدة .
- إلا بعد صلاتي الفجر والمغرب ، فيستحب تكرار هذه السور الثلاث ثلاث مرات .
- كما يستحب أن يقول بعد صلاتي الفجر والمغرب : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ،عشر مرات .
صليت !.. لا .. لم تصلِّ !!
وفي الصحيحين .. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً في المسجد مع أصحابه يوماً .. فدخل رجل فصلى .. وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرمقه وهو يصلي .. ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام .. ثم قال : ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ ..
فرجع الرجل فصلى .. كصلاته الأولى .. ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه .. فقال له : وعليك السلام .. ارجع فصلِّ .. فإنك لم تصلِّ ..فرجع الرجل فصلى .. ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه .. فقال له : وعليك السلام .. ارجع فصلِّ .. فإنك لم تصلِّ .. فقال الرجل : والذي بعثك بالحق .. ما أحسن غير هذا .. فعلمني ..فقال صلى الله عليه وسلم : إذا قمت إلى الصلاة فكبر .. ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن .. ثم اركع حتى تطمئن راكعاً .. ثم ارفع حتى تعتدل قائماً .. ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً .. ثم ارفع حتى تطمئن جالساً .. ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ..
عجباً .. فما أحوج كثير من الناس اليوم أن يقال له بعد صلاته : ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ ..؟!ينقر أحدهم سجوده كنقر الغراب .. ويركع مستعجلاً كالمرتاب .. لا يناجي ربه في السجود .. ولا يخشع للرحيم الودود ..