๑ .. مضار السهر والعمل بالليل .. ๑
النوم هذا الأمر المحير ، الذي يهجم على القلب ويقطع اتصاله بالعالم الخارجي دون أدنى إرادة من الإنسان ،
وربما انتظر ساعات ولا يأتيه ،
وربما يأتيه في أشد درجات استيقاظه !
والمتأمل لحالة الناس اليوم ،
يجد منهم الذي ينام ليلا ، ويجد من لا ينام إلا نهارا ،
ولكن ومما لا شك فيه أن النوم ليلا أفضل بمراحل كثيرة منه نهارا ، ولذلك فالمتتبع للنصوص يجد هذه الحقيقة ،
وإليك هذه النصوص التي تثبت ذلك :
قال تعالى :(وَمِنْ آياِتهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) الروم23
وقال تعالى ( وَهُوَ الّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبََاسا ًوَالنَّوْمَ سُبَاتا ًوَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً ) الفرقان 47
لقد ذكر الله تعالى أن من الأدلة الدالة على قدرته وعظمته هو منامكم بالليل والنهار،
فالنوم من العمليات المعقدة التي تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وقدرته .
فالله تعالى خلق الإنسان وهو أعلم به قال تعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) فقد صمم جسم الإنسان على أساس أن ينشط ويعمل في النهار وينام ويستريح في الليل ،
أما عندما يخالف الإنسان هذا النظام فإنه يعرض نفسه إلى مشاكل صحية ،
وقد أجريت دراسات على العمال الذين يعملون ليلاً فوجد:
أن ساعتهم الداخلية تضطرب بشدة ،
كما أنها ستأخذ وقتاً حتى تتكيف مع الوضع الجديد وتتعود عليه .
وقد تستقر بعض النشاطات الجسمية في وقت قصير ، مثل ضربات القلب ، وإفرازات الأدرينالين
إلا أن نشاطات كثيرة أخري قد تتطلب أياماً وأحياناً أسابيع حتى تستقر ، وتتعود على الدورة الجديدة و( الوضع الجديد )
وخلال فترة التكيف عادة ما يحدث أن الوظائف الفسيولوجية الجسمية لا تكون قادرة على التآزر والتعاضد مع بعضها ، وهذا يؤدي إلى تغيرات وخلل في الإنجاز وتغيرات في الإتقان والأداء .
ومن الدراسات الطريفة التي قامت بها باحثة تدعى: بروان ؛
وهو أنها درست الحياة العائلية والأحوال الصحية لعمال ورديات الليل والنهار، فتبين لها أنه تظهر عليهم أعراض النوم غير المنتظم ،
فنومهم أقل مجلبة للراحة ،
كما أن اضطرابات الجهاز الهضمي المعدي المعوي منتشر بينهم والسبب في ذلك بالإضافة إلى قلة النوم ،
هو أنهم عادة ما يتناولون وجبات أقل انتظاماً وتغذية ويستهلكون مقدارا أكبر من المنبهات مثل ( الشاي والقهوة ) والتبغ لاسيما أن كثيرا يتناولها أثناء عمله المسائي أو في مناوبات الليل أو المذاكرة المسائية .
ووجد في هذه الدراسة عن الذين يعملون مساء ؛ أنهم يعانون من:
التفكك العائلي حيث أن ساعات العمل الشاذة تخلخل المقاييس العائلية .
ولذا كثيرا ما يشتكي هؤلاء من قلة الأوقات التي يقضونها مع أولادهم ، وهذا قد يؤثر على الأطفال ويتقص منهم الدفء الأبوي الذي يحتاجونه ، وبخاصة في مراحل حياتهم السنية المبكرة . ولم تكتفي الدراسات بالبشر ،
بل أجريت عدة دراسات على الحيوانات أيضا ؛ فوجد أنه يحدث خلل لدى هذه المخلوقات عند منعها عن النوم ليلا ،
ومن هذا المنطلق يتضح لنا عظم التشريع الرباني الذي أرشدنا إلى تلك الحقائق وقد جاءت الأحكام التكليفية متوافقة مع السنة الربانية فمثلا:
جعل الإسلام حق الزوجة المبيت فيلزم الزوج أن ييبت عند زوجته ليلة من كل أربع ليال ،لأن أكثر ما يمكن أن يجمع معها ثلاثاً مثلها، وعماد القسم الليل ،
لأن الليل للسكن والإيواء ،
والنهار للمعاش والخروج والتكسب والاشتغال ، قال تعالى:
(وَمِن رّحْمَتِهِ جَعَل لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) . القصص 73
فهل بعد هذا العرض ستختار النوم نهارا ، أو ليلا ؟؟؟؟؟؟
أنت حر ،
بس طعني النوم ليلا أفضل ، وشكرا.
|
|
[line]
يمكن الاستفادة من المقالة بشرط :
الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضه للعقاب الدنيوي والأخروي ..
التعديل الأخير تم بواسطة الزاهرة ; 2008-02-06 الساعة 10:37 PM.
توقيع الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
|
|