الكلام عازف
محمد أحمد الزاملي
يا صيَّاد البحر، لا تُلقِ بالاً لِما في شباكك، للذي لا يُسمن ولا يغني من جوع، اجعل مُبتغاك لؤلؤةً تسرُّك حين تنظر إليها، تلذَّذْ بنسمات البحر في صباحٍ فيه أنوار الشمس تناثرَت في أرجاء المعمورة؛ لعلَّها تكون بلسمًا تُشفَى منه الجراح.
يا صيَّاد الطيور، غروب الشمس يُناديك، دع ذاك الطَّير يؤنسني، ينقش في وجداني أملَ الحياة، دَعْه؛ فهو صديقي، إنِّي في حنينٍ إلى صداقة الوفاء.
يا صمت، حُلَّ قيودك عن الكلمات، ترَ الشوق بلغَ مداه عَنان السَّماء، لِمَعنى لحظات الهناء، الَّتي هي أمنيات القلب الحائر بين سوادات اللَّيل الرهيب؛ إذِ الأنين مزَّقه، والمطر ما أروى أفنان مملكتي الحزينة.
هيَّا يا دموع، ارسمي طرقًا لتسير فيها الأحزان، الآتيةُ من القلب لِتَذهب مع النَّسمات هناك، حيث لا تُرى إلاَّ كحبات التُّراب الملقاة في الأودية السحيقة المعذَّبة من شدَّة وَقْع دموعي.
القلم حبره نازف؛ هربًا من شدة (الآه)، اللِّسان عن الكلام عازفٌ من صدى أمواج الفِكْر المُتلاطمة، الَّذي ما زال يَسأل: أين الرَّاحة؛ لأذوق نعيم الربيع؟.
يا ألله، أنت مرشدي لما أتمنَّى، أسألُك أن ترحمَني، وتسترَ المسلمين والمسلمات، والصَّلاة والسلام على نبِيِّ الرحمات محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم.