عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2007-06-11, 7:26 AM
dreamsteller
رقم العضوية : 30638
تاريخ التسجيل : 2 - 6 - 2007
عدد المشاركات : 15

غير متواجد
 
افتراضي رحلتي مع القرآن على حلقات - الحلقة الثانية -
رحلتي مع القرآن
2


@ الشيخ أحمد بن صبحي بن علي شبكة :


الشيخ من حي مشهور بالقاهرة المحروسة واسمه حي السيدة زينب ، وكان


إماما وخطيبا لمسجد بجانب بيته في نفس حي السيدة زينب واستمر على الإمامة


والخطابة منذ أن كان عمره تسعة عشر عاما وحتى أن بلغ الواحد والثلاثين من


عمره وهو نفس العام الذي سافر فيه للملكة العربية السعودية (أي استمر على


الإمامة لأكثر من اثني عشر عاما ، بجانب ذلك كانت له حلقتان كبيرتان للإقراء


بعد الفجر والعشاء في مسجد الفتح – وهو مسجد مشهور في حي السيدة زينب


- ولذا كان يؤم المصلين في هاتين الصلاتين ، إضافة إلى حلقة بعد العصر في


المسجد الذي بجانب بيته ، وكان يأخذ قسطا من الراحة بين العشائين حيث


يكون في أكثر الأيام صائما.



سيرته مع القرآن ومع مشايخه :



ابتدأ بقراءة القرآن منذ صغره وسمع عن الشيخ الجبل الشيخ عامر عثمان شيخ


عموم المقارئ المصرية آنذاك فكان يلاحقه في جميع المقارئ التي كان يذهب


إليها حيث كان الشيخ عامر يوزع وقته فكان كل يوم في مقرأة ، وقد قرأ عليه


كثيرا ولكنه لصغر عمر الشيخ في ذلك الوقت لم يدرك أهمية الإجازات القرآنية


فلم يختم على الشيخ ، وله قصص كثيرة مع شيخه الشيخ عامر عثمان والحاصل


أنه كان غاية في الإتقان والضبط – عليه رحمة الله تعالى- وكان شديدا ولا


يتساهل مع الأخطاء في القرآن الكريم ، وكان مشهورا ببحة في صوته ،


بالإضافة على ذلك فقد كان شديد المهابة وانتقل للعمل بعد سنوات عدة في


المملكة العربية السعودية وأصبح شيخ القراء بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف


الشريف بالمدينة المنورة ، وابتلاه الله قبل وفاته بسبع سنين بقطع حباله الصوتية


فأصبح قارئ القرآن بلا صوت، هل يسكت أو يتوانى ويعجز؟ لا بل ظل يدرّس


لتلامذته عن طريق حركة الشفاة والإيماءات والشهيق حتى جاءه مرض الموت


فأصبح قصيد الأسرة البيضاء في المستشفى، وقبل وفاته بثلاثة أيام سمعه أهل


المستشفى يقرأ القرآن بصوت جهوري عذب ندي لمدة ثلاثة أيام حتى ختم فيهن


القرآن من الفاتحة إلى الناس، ثم أسلم الروح إلى بارئها فرحمه الله رحمة


واسعة. {الجزاء من جنس العمل للعفاني 2/434}].



وقرأ شيخي أيضا على الشيخ المشهور محمد إسماعيل الهمداني ويذكر عنه


شيخي بأنه كان علامة في القراءات القرآنية ، ورافقه في القراءة على الشيخ


الهمداني - الشيخ الدكتور علي جمعة - المفتي الحالي لجمهورية مصر العربية


، ثم بعد علمه بان الشيخ الهمداني يعد تلميذا للشيخ الزيات وقد قرأ الهمداني


على الشيخ الزيات بالرغم أنه يكبر الشيخ الزيات بسنوات، فما كان منه إلا أن


طلب من الشيخ الهمداني أن يشفع له عند الشيخ الزيات حيث كان شيخي صغيرا


، وبالفعل فقد استصغره الشيخ الزيات في أول الأمر فما كان من شيخي إلا أن


قال له : لعلي أكون آخر من يروي عنك ! وكانت هذه القصة قبل أكثر من


ثلاثة وعشرين عاما لأن شيخي قد ختم على الشيخ الزيات في عام خمسة


وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية ، بالمناسبة فقد ختم على الشيخ الزيات السبع


من طريق الشاطبية جمعاً.



ثم شرع شيخي بالقراءة على أحد تلامذة الشيخ الزيات وهو الشيخ الفاضل عبد


الحكيم عبد اللطيف والذي كان مجازا من الشيخ الزيات بالعشر الكبرى


والصغرى فشرع بقراءة الطيبة عليه ثم لم يكمل بسبب السفر إلى السعودية من


اجل العمل.



-الدراسات الأكاديمية :



حاصل على الشهادة العالية في القراءات من معهد القراءات بالقاهرة المحروسة


في العام 1405 هـ ثم سجل في مرحلة التخصص في معهد القراءات ووصل


للسنة الثانية وحال دون المواصلة السفر والارتباط بالعمل في السعودية واخبروه


بإمكانية مواصلة الدراسة حال عودته واستقراره لأنهم يشترطون الحضور


والتطبيق العملي ولا يشفع للطالب قراءته على مشاهير القرآء دون الانتظام في


الدراسة



بالإضافة على ذلك فالشيخ حاصل على شهادة الطب البيطري وهو يعمل حاليا


طبيبا بيطريا في إحدى الصيدليات البيطرية في مدينة بريدة في المملكة العربية


السعودية.



-بعض من صفاته وأخباره :



كان الشيخ عابدا ورعا زاهدا لا يتاكل على القرآن ولا يحب الشهرة أبدا ً كشيخه


الزيات ، وكان أمّارا بالمعروف ناهياً عن المنكر ولا يخاف في الله لومة لائم ،


وكان لا يجامل ولا يداهن ، وكان ولازال شديد المحافظ على صلاة الجماعة ،


صابراً على البلاء بالإضافة على أنه ذا تهجد وعبادة ، وكان محبا ومقدرا لأهل


العلم سلفيا متبعا للدليل بالرغم من انه شافعي المذهب إلا انه كان لا يتعصب


لقول الشافعي إذا ثبت بأنه مرجوح ، أضف إلى ذلك أنه كان يحج كل عام منذ


قدومه إلى السعودية ، وأذكر أيضا عندما كان يرافقني في السفر أنه يختم في


أقل من ثلاث ساعات عشرة أجزاء – وهذا بالطبع ونحن على طريق السفر براَ


من الرياض إلى مكة .



بل لقد أخبرني حفظه الله أنه عندما كان إماما لمسجده في حي السيدة زينب


بالقاهرة انه كان يختم القرآن في صلاة التراويح ثلاث مرات أو أربع ، وفي


إحدى السنوات وفي آخر ليلة من التراويح وكان ان وصل في القراءة عند أول


سورة يس ولم يتبق إلا ركعة الوتر فنشط في هذه الركعة الأخيرة وختم هذه


الختمة من أول سورة يس وحتى الناس في ركعة واحدة!!! فانظروا يا رعاكم


الله إلى هذا التهجد الذي افتقدناه في زماننا هذا إلا فيما ندر .



كان الشيخ أحمد صبحي لا يسمح للشخص أن يقرأ عليه في المجلس الواحد أكثر


من ربع حزب ولكن لما وجد من اهتمامي وتفرغي وطلبي الحثيث له بان يسمح


لي بالقراءة عليه أكثر من المقدار السابق ، ثم أيضا كان الشيخ شبه متفرغ في


ذلك الوقت ولم يكن يعرف بأمره الكثير من الطلاب ، وكان في الجامعة يوجد


قرينه الشيخ أحمد بن أحمد مصطفى والذي كان مشهورا عند الطلاب ولكن


الوظيفة التدريسية المنوطة به مع كثرة من يقرأ عليه جعل من الصعوبة القراءة


عليه ، وللحق أقول انه بالرغم من شهرته عند الناس إلا أنني كنت أفضل شيخي


عليه كثيرا بالرغم من صغر سنه ، وهذا مما جعل إدارة الجامعة توصي وتطلب


من شيخي الشيخ أحمد صبحي أن يتولى المقرأة القرآنية بمسجد سكن جامعة


الإمام والعامر بأعداد كبيرة من الطلاب ، بالإضافة إلى أن شيخي كان لا


يتساهل في الإجازة – بمعنى أنه لا يجيز كل من قرأ عليه – فهو يجيز من


يستحق الإجازة فقط ، وكان له شروط بعد الختمة حاصلها أنه يقوم بإجراء


اختبار للخاتم فينصح طالب العلم بقراءة كتاب الشيخ المرصفي الموسوم بــ كفاية


القاري في تجويد كلام الباري ، ويطلب منه حفظ متني تحفة الطفال في تجويد


القرآن لسليمان الجمزوري ، والمقدمة الجزرية للإمام ابن الجزري.


واذكر أن كثيرا من الطلاب الذين ختموا عليه ولم يجزهم ، وكان البعض منهم


ممن أجازه الشيخ أحمد مصطفى فكانوا يذهبون إلى الشيخ أحمد مصطفى شاكين


له وطالبين شفاعته حتى يستشفع لهم عند شيخنا فيطلب الشيخ أحمد مصطفى من


شيخنا أن يجيزهم فيخبره شيخنا أنهم لا يستحقون الإجازة فما رأيك؟ فيثني عليه


الشيخ أحمد مصطفى ويقول له : بارك الله فيك.



ومن قصصه وعجائبه – حفظه الله - أيضا ما حصل مع ربيب كان عنده وكان


هذا الربيب على ما أظن يتيما فتبناه شيخنا واهتم بتنشئته وتعليمه القرآن حتى


حفظ القرآن وأتقنه ، بل قد ختم القرآن عليه ست مرات غيبا من حفظه ، ومع


كل ذلك لم يجزه شيخنا !! فسألته متعجبا ولما؟! فقال : إنه كان عنده عيب


خلقي فكانت بعض الحروف عنده لا تخرج من مخرجها الصحيح ، أي انه كانت


عنده عجمة في لسانه عند حروف مثل : السين والزاي والراء ، فلم يجز شيخنا


لنفسه أن يجيزه ، لأن مثل هذا وإن كان معذورا بسبب عدم تعمده ذلك إلا أن


الناشئة من الصغار ربما حفظوا منه المخرج الخاطئ كما ينطقه هو ، ومعلوم


كما يقال : الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر(أي يثبت ويرسخ بشدة) وهكذا


يصبح من الصعوبة تصحيح لسانه بعد أن اعوج.



ومن قصصه أيضا أنه بالرغم من علو كعبه بالقراءات إلا أنه كان متواضعا ولا


يرد أحدا من حديثي العهد بالطلب يريد القراءة عليه ، وعندما سألته عن سبب


ذلك فقال لي : لو كل واحد وصل إلى مرحلة عالية من العلم وفعل مثل ذلك


لنفر الطلاب وتوقفوا عن طلب العلم فأفعل ذلك تأليفاً لقلوبهم... وهكذا فليكون


العلماء كما قال عز وجل (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلـّمون الكتاب وبما


كنتم تدرسون) والشاهد في قوله (ربانيين) أي يبتدئون بصغير العلم قبل كبيره ،


أو يتدرجون في تعليمهم الناس ، لان الناس يتفاوتون في العلم وهكذا...


- قصته مع الشيخ محمد صادق القمحاوي :


وملخص هذه القصة أنه أقيمت مسابقة قرآنية تسمى بالعيد الألفي للأزهر وكانت


عليها جوائز ، وكان من ضمن لجنة الاختبار الشيخ العالم / محمد صادق


قمحاوي – صاحب كتاب البرهان في تجويد القرآن – وعندما وصل الدور على


شيخنا وقرأ أمام الشيخ قمحاوي تعجب الشيخ من إجادته وإتقانه بالقرآن ورشحه


للمركز الأول على جميع الطلاب ثم ما كان منه إلا أن سأله على من قرأت،


فذكر له الشيخ أسماء من قرأ عليهم ومنهم الشيخ عامر عثمان فأجابه الشيخ


قمحاوي بأنه قد قرأ على الشيخ عامر قبل ثلاثين سنة!!.



يتبع