الوداع المر
خرجت قبله وخرج بعدي ، كنا عند باب المدرسة واقفين ، ودعني بابتسامته ، على أن يلقاني غداً ولكن:
ودع على عجل وعش علـى أمـلِ=حل الفراق وحلت ساعـة الأجـلِ
تدنـو المنيـة والآجـال مشرعـة=أبوابها لصغيـر النـاس والرجـلِ
إن الحياة لأهـل اللـب مزرعـة=فاغرس ثماراً بها بعيـدة الأُصُـلِ
إن الحيـاة لأهـل الفهـم مدرسـة=وذو الفهامة قنـاصٌ علـى مهـلِ
إن الحياة لأهـل السخـف مزبلـة=فهل رأيت سوى الأوساخ والزَبَِـل؟
نبني قصوراً من الآمـال يهدمهـا=في سكرة هـادم اللـذات والحيـلِ
نحتال للدنيـا فـي جمـع فتنتهـا=في غفلة يا لنا مـن معشـر غُفُـلِ
يشقى صحيح حثيث الخطو طلبتـه=مناصب لـم تـدرك سالـف الأزَلِ
أشبع فضولك من هذي الحياة فمـا=فيها سوى نكد الأقـذاءِ و الوحـلِ
هي الحوادث تطـوي كـل داهيـة=في نفسه العز عـز غيـر مكتمـلِ
عبر الرسائل والأوضـاع صامتـة=جاءت تكدر صفو الخاطر المَحِـلِ
قالوا رزينا ـأبو فهـد ـرزيتنـا=تلك المصائب والقلوب فـي وجـلِ
فتى قوي صحيح الجسـم أجمعـه=ما مات من كثرة الأوجاع والعلـلِ
حوادث الدهر لا تبقي علـى أحـد=ثوب السعادة فـي حـل ومرتحـلِ
نفس تتوق إلى الخيـرات مسرعـة=لكنها طويت عـن صالـح العمـلِ
قد كـان يرجـو أن يلقـى أحبتـه=ألقت عليه المنايـا شركـة الحبـلِ
ودعتـه ولذيـذ القـول منطـقـه=يسبي قلوبـاً بلفـظٍ رائـقٍ عَسِـلِ
هذي الحياة وفي الأهـواء ملهيـة=إن الأمان لها نـوع مـن الخَطَـلِ
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله ; 2008-09-26 الساعة 10:22 PM.
توقيع أبو عبد الله |
روي أن ابن سيرين يحزر له في المجلس أربعين رؤيا لا يعبر إلا واحدة
يظن الناس بي خيرا وإني **** لشر الناس إن لم تعف عني
|
|