أختي الفاضلة الروح النقية .. جزاك الله خيراً و أحسن إليك .. و اعتذر لتأخر ردي و مشاركتي معكم ..
بالنسبة للأخت جزايل الشكر .. تستطيعين أن تقصي على أهلك بعض القصص في حسن الخاتمة و سوءها كما سأذكر هنا .. و اصدقي مع الله في التوبة ييسر لك أمرك و يصلح أحوالكم .. أسأل الله لكم الهداية و التوفيق و السداد ..
أما مشاركتي معكم فهي بعض الاقتباسات التي وجدتها .. أسأل الله أن ينفع بها :
إذا سمعت الأغاني هل تذكرك بالله (عزوجل) ؟
او بالنار والجنة والصراط والحشر ويوم القيامة ؟
هل تذكرك بأنك نسيت صلاتك ؟
هل سمعت عن أحدهم أنه تاب ورجع إلى الله بعد أن سمع أغنية ما؟
هل سمعت عن أحدهم بكى من خشية الله عندما سمع إحدى هذه الأغاني ؟؟؟
( وأترك الإجابة لك لتحكم بنفسك ) .
وأود أن أسألك سؤالاً أخيراً وهو :
أيهما تحب أن يكون أخر كلامك إذا أتاك ( ملك الموت ) , (لا إله إلا الله ) أم إحدى هذه الأغاني الماجنة ؟؟؟.
وهاك قصتين واقعيتين الأولى لشابين كانا يقودان السيارة بسرعة كبيرة وهما يسمعان إحدى هذه الأغاني فإذا بهما يقعان بحادث مروّع ( ويروي القصة أحد إخواننا الذين يعملون في النجدة ) ويقول عندما رأيتهما يحتضران هالني الموقف ولم أدري ماذا أفعل وكان معي أخ أخر يعمل في النجدة ويملك الخبرة الكافية في هذه الأمور فبدأ يلقنهما الشهادتين ويقول لهما قولا ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) فإذا بهما يرفعان عقيرتهما بالغناء والشاب يقول لهما قولا ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ولكنهما يغنّيان حتى فاضت روحهما ( نسأل الله حسن الخاتمة ).
وبالمقابل نجد أحد الشباب وهو يقوم بإصلاح سيارته في الطريق العام فإذا بسيارة مسرعة تدهسه من الخلف ويتم إستدعاء الإسعاف فيقول المسعف عندما كنا نرفعه سمعناه يهمهم بكلمات فلم نفهم منه شيئاً ولكن عندما وضعناه في سيارة الإسعاف فإذا بنا نسمع صوتاً جميلاً لقراءة القرآن فإذا بالشاب يتلو القرآن وهو يحتضر فيقول المسعف فبدأنا وصاحبي بالبكاء من منظره وبعد قليل إذا بالشاب يرفع إصبعه إلى السماء ويقول : { أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله } ثم تفيض روحه إلى بارئها ( اللهم ارزقنا حسن الخاتمة ) , فيقول المسعف فوصلنا بالشاب إلى المستشفى وقصصنا على من حضر قصته فبدأوا بالبكاء حتى حتى أن أحدهم وهو يبكي أتى وقبّل رأسه .
أتدري يا أخي ماذا كان هذا الشاب يفعل أو إلى كان ذاهباً ؟ لقد كان ذاهباً لجدته وهو كان باراً بها واصلاً لرحمها , وكذلك كان يذهب لبعض أُسر اليتامى ليطمئن عليهم وإذا سُئِل عن طول الطريق يقول يقصّره عليً تلاوة القرآن . كان يرتل القرآن وهو يسير في الطريق فبالله عليك يا أخي من أي صنف تريد أن تكون والله (جلّ جلاله ) قد ميزّك عن سائر خلقه بالعقل ففكر بالله عليك أين أنت من هذا أو هذا ؟؟؟
أدلة على تحريم الغناء :
1- يقول تعالى : ) وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )(لأعراف: من الآية157) فبالله عليك هل الغناء خبيث أم طيّب ؟.
2- يقول تعالى : )وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ )(لقمان: من الآية6) ويقول عنها (عبد الله بن عمر ) إنها في الغناء والمعازف .
3- يقول عليه الصلاة والسلام : ( يأتي زمان على أُمتي يستحلون فيه المعازف ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام والحديث في صحيح مسلم , فقوله عليه الصلاة والسلام ( يستحلون ) دليل على تحريمها .
4- الكذب حرام لا نقاش فيه وليس أكذب اليوم من الذين يغنون الأغاني الماجنة التي لا يريدون منها إلاّ الإغراء وإشعال الشهوة عند الشباب ودفعهم للحرام بها
وهاك قصة ل ( عمر بن الخطاب ) :
كان ( النعمان بن عدي بن نضلة ) عاملاً ل( عمر بن الخطاب ) في ميسان عند عند البصرة فجلس وتغّنى ( في بيته ) بشعر سمعه الناس وهو يتغنى في زوجته قائلاً :
من مبلغ الحسناء أن حليلها
بميسان يُسقى بكأس وحنتم
( أي من يبلغ زوجتي أنني بميسان أشرب الخمرة بالكأس والحنتم وهو وعاء يوضع فيه النبيذ )
فإن كنت ندماني فبالأكبر أسقني
ولا تسقني بالأصغر المتثلم
(أي إن كنت تشرب معي فلا تسقني بالكأس الصغيرة المتكسرة الأطراف ولكن أسقني بالكأس لكبيرة )
لعّل أمير المؤمنين يسوؤه
تنادمنا بالجوسق المتهدم
(أي لعّل عمر بن الخطاب يستاء إذا وصله أمرنا ونحن نشرب الخمر في القصر المتهدم أو الأثار البعيدة عن المدن ) .
أتدري ماذا فعل ( عمر ) بعد أن وصلت إليه ؟ كتب من فوره إليه قائلاً :
بسم الله الرحمن الرحيم
( حم, تنزيل من الله العزيز العليم , غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير ) .
فقد بلغني قولك (لعّل أمير المؤمنين يسوؤه تنادمنا بالجوسق المتهدم ) ,وأيم الله إنه ليسوؤني ذلك وقد عزلتك .
فلما قدِم على (عمر ) ووبخه قال : والله يا أمير المؤمنين ماشربتها قط , وماذاك إلا شعر طفح به لساني والله (عزّوجلّ ) يقول يا أمير المؤمنين ( والشعراء يتّبعهم الغاوون , ألم تر أنهم في كل واد يهيمون , وأنهم يقولون ما لا يفعلون ) ووالله ما شربتها قط .
فقال له ( عمر ) : أظن ذلك ( ولاحظ قوله أظن أي هي نصيحة من عمر إلى الناس أن لا تصدقوا من لمستم عليه كذباً ) , ولكن والله لا تلي لي عملاً أبداً وقد قلت ما قلت .
أترى ( عمر ) رضي الله عنه لم قال ذلك ؟؟؟ قاله لكذب الرجل وإن كان خالياً بنفسه , و ألا ترى معي أن كل الأغاني هي كل الكذب ورأسه ولكننا نتبعهم لأننا غاوون ومبتعدون عن الله ( عزً وجلّ ) .
ونحن كمثل من قال فيهم الشاعر :
تُلي الكتاب فأطرقت أسماعهم
لا خيفة لكنه إطراق ساهٍ لاهي
وأتى الغناء فكالدجاج تراقصوا
والله ما طربوا لأجل اللـــــــه
عود ومزمار ونغمة شاجــــــن
فمتى وجدت عبادة بملاهـــــي
وأقول لك يا أخي أستبدل سماع الغناء بسماع القرآن وما أعذب أصوات القرّاء , وأبدل بغنائك ما هو خير للسانك وهو قراءة القرآن , وأستبدل الضحك إذا أطربتك الأغاني بالبكاء من خشية الله , وأستبدل قضاء وقتك أمام التلفاز لرؤية المنكرات بالصلاة والوقوف بين يدي الله ( عزّ وجّل ) فأنت شاب ولا شيء يحد طموح الشباب إذا أراد شيئاً وقدرته على فعله وأقول لك :
وتحسب أنّك جسم صغير
وفيك أنطوى العالم الأكبر
دواؤك فيك وما تُكثــــــر
وداؤك منك وما تشعــــــر
وأقول لك أخيراً يا أخي أيهما تفضل صبراً على المعصية لوجه الله تعالى أم أن يصب في أُذنيك الرصاص المذاب يوم القيامة ؟؟؟
والحكم فأنظر إلى أين تذهب ( بعقلك ) ......
( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )