عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2007-05-30, 12:22 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي هل وحيد والديه مشكلة ؟
هل وحيد والديه مشكلة ؟
لفت نظري أحد العلماء الذين تعرفت عليهم وهو «وحيد أبويه» بما يتميز من صفات إيجابية كثيرة وروح مرحة وعلاقات اجتماعية واسعة.

بلغ سنه الآن «97» سنة ومازال بنشاطه وعطائه في تعليم الناس «أمد الله في عمره» وذكر لي قصة عجيبة وهي أن والدته ولدت قبله «18» طفلا ولكنهم توفوا ولم يعش مع أسرته إلا هو، وكان رقمه «19» بالأسرة، ذكرت هذه المقدمة حتى أوكد أن للوالدين والبيئة أثراً على تربية الطفل حتى ولو كان وحيداً، وتشير أكثر الدراسات إلى أن الطفل الوحيد سيكون «انطوائياً/ عنيداً/ لايحب تكوين الصداقات/ دائماً يطالب بحقوقه ويهمل الواجبات التي عليه/ دائماً يتوقع من الآخرين الاهتمام به/ والتدليل يفسده/ وتتعذر قيادته/ شديد الحساسية...» وغيرها من الصفات. ولكننا أردنا أن نؤكد بأن التربية لها دور في علاج كل هذه السلبيات، بل وتجاوزها حتى يكون الوحيد قائدا وعالماً ومتميزاً كأبي حنيفة- رضي الله عنه- فقد كان وحيد أبويه. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: من هو الوحيد؟ إن الطفل الوحيد يدخل فيه: الطفل البكر في كل أسرة، والطفل المدلل بسبب المرض أو الإعاقة، والطفل الذي يأتي بعد طول انتظار، والطفل الذكر بين إخوة له بنات، والبنت بين إخوة ذكور... كل هؤلاء يدخلون في مسمى «الطفل الوحيد». ويبقى مفهوم أن الطفل الوحيد مشكلة إذا تعاملنا معه على الطريقة الصينية، فقد أجريت دراسة على «000.90» طفل صيني وجد أن ثلثهم يعانون من مشاكل نفسية، وأكثر من «70» مليون طفل بالصين ليس لهم أشقاء، لأن الحكومة منعت كل أسرة من إنجاب أكثر من طفل إلا إذا كان الحمل توأماً، وهذه السياسة أحدثت خللا في البنية الاجتماعية، لذا فإن عدد الرجال الذين يريدون الزواج اليوم بالصين لايجدون زوجات تغطي «70 » مليون ذكر، لأنه اكتشف أن المواليد الإناث تقتل حتى لاتحسب للأسرة أنها أول مولود، والأغلب يريد الذكور، ففي كل عام يزيد عدد الذكور على الإناث في الصين مليون طفل، ويولد في الصين سنويا «9» ملايين دون أن تخرج لهم شهادة ميلاد حتى لايعرف من والديه بالإضافة إلى أن نسبة الإجهاض عالية بالصين، وأغلب الأطفال الوحيدين سينشأون بمشاكل نفسية، ولنتخيل جيلاً كاملاً يصنفون جميعاً من «الوحيدين» لاشك أنها جريمة. فنقول ختاماً إن هذه المآسي والخوف لاتعرفه الأسرة المسلمة والحمد لله، وأقول لكل أسرة عندها طفل وحيد بالمعنى الذي ذكرناه، يكفيكم فخراً أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق كان وحيــــداً.

المطوع