الصورة الحقيقة = الصورة الناطقة
مرام السيف..
ما بين خطابيّ (الصورة) والكلمة صراع خفي فلمن الغلبة والنصر، وهل نجحت (الصورة) في الانتصار على مشهد (الكلمة)، فمع تعدد أدوات الإبداع البعض يرى أن الصورة باتت جزءاً من ذاكرتنا اليومية، ويعزو ذلك إلى أنها الأكثر صدقاً والأقرب واقعاً وتفاعلاً وتكاملاً.
وبروز (الصورة) على جانب الكلمة ليس قصوراً في (الكلمة) وتعابيرها والعكس.. فالعلاقة فيما بينهما وطيدة، ومكملة في أحايين كثيرة.
الصورة الضوئية.. لسان ناطق بالنور بها قد تكون بديلاً للكلمات والمؤلفات والتقارير وبها قد تكون دليلاً للتاريخ والأحداث والمشاهد وبهما جميعاً هي الضمير الحي دائماً.
والفوتوغرافية مرام السيف.. استطاعت قطع دابر التزييف، لتضيء عالمنا بالنور كيف؟ بنقلها الواقع بشيء من الحلم الذي لا نتمنى أن نصحو منه، أو بعبارة أخرى الخيال المليء بواقعية الأسئلة، عن مشهد الصورة، وأيهما يسجل حضوره اليوم، الصورة أم الكلمات تقول الفوتوغرافية مرام السيف:
(الصورة تسجيل للحظة فقدت حضورها، وربما لن تتكرر، هي توثيق لأزمنة مضت ولن تعود. الصورة حفظ لجمال الأمكنة ودهشتها، نقل المشهد لأعين بعيدة عنه ولا تراه إلا خلالها، وهي بالتأكيد تنقيب في الأشياء البسيطة حولنا وإظهار روعتها، الصورة قد تكون لريشة مهملة وغير ملحوظة وليس بالضرورة لرجل ممدد في ساحة حرب. ليس بمقدورنا تحديد فلسفة الصورة بدقة، لكل شخص الحرية في فهمها حسب رغبته لكنها (إيقاف اللحظة) في نهاية الأمر. أتفق مع الممثل الصيني الذي يقول إن لقطة واحدة تعدل آلافاً من الكلمات، إن الصورة الحقيقية هي الصورة الناطقة التي تنقل إليك حديثاً طويلاً وتحمل داخلها معاني كثيرة وكأنها نصّ متكامل. الصورة الحقيقية هي القادرة على تزويدك بإحساس مماثل للذي تحدثه الكلمات تماماً، بإمكاننا إثبات ذلك بالنظر إلى صورة كاريكاتورية مثلاً توصل إلينا الهدف المراد والرسالة المقصودة مع أنها لا تحمل كلمة واحدة. أحياناً نحتاج إلى الكلمات والصور جنباً إلى جنب ولا يمكننا الاستغناء عن أحدهما، الانسجام الذي يحدث بينهما من شأنه أن يساعدنا في فهم المعنى بصورة صحيحة).
جريدة الرياض