لي قمران ، لي ربيعان ، لي جنتان ! ما أروع هذا النعيم ! ..
- - - - - -
عشتُ في رحاب القرآن _ ولا زلت _ وتذوقت شيئا من حلاوة الإقبال عليه ،
وأصبح قلبي متعلقاً به بشكل غير اعتيادي ،
ولم يعد لي صبر عنه ساعة من نهار أو ليل ..
ووجدتني أناجي نفسي يوماًُ ، وبين يدي كتاب الله سبحانه ، وأنا خالٍ في بيت من بيوته ..
وجدتني أقول باسماً في فرح طفولي لا يوصف ..!:
_ للناس في هذا العالم قمر يبدد ليلهم ، ولي أنا قمران ..!
وللحياة في هذه الدنيا ربيع يهز وجدانها ، ولي أنا ربيعان ..!
وللمخلوقات في هذا الكون عالم يعيشون فيه ، ولي عوالم شتى أستمتع بها ..!
وللمؤمنين جنة عرضها السموات والأرض ، ولي أنا جنتان :
جنة أشاركهم فيها ، وجنة معجلة أذوق طيباتها في رياض القرآن الكريم ..!
.
وما قد يجده أصحاب الشهوات الأرضية من متعٍ _ على ما فيها من أكدار
وما يعقبها من أمراض وعواقب _ فإن قلبي يجد في رحاب جنة القرآن متعاً ملونة شتى ،
كما قيل : على كل ضرس لون جديد !!
ولو عرف هؤلاء ما فاتهم حين أعرضوا عن بحبوحة القرآن ، ليقبلوا على شهوات
خسيسة قصيرة المدى ، منقطعة اللذة ، لماتوا كمداً وحزنا وحسرة ..!!
.
يا إلهي ! أنت تعلم أني عاجز تمام العجز عن شكر نعمتك هذه ،
وأسألك وأنت الكريم المنان الجواد ، أن تزيدني ولا تنقصني ،
وأن تكرمني ولا تهينني ، وأن تثبتني ولا تزغ قلبي ،
وأن تضاعف لي هذه المتعة التي لا يعرفها إلا أهلها ،
وأن تجعلني من أهل القرآن الذين هم أهله ،
وهم أهل كرامتك وصفوة خلقك وأوليائك .. اللهم آمين .. اللهم آمين
وجعلت أقول : يا حسرة على العباد ..
الباب مفتوح بين أيديهم وهو منصرفون عنه إلى أبواب لا تغني ولا تسمن من جوع ..!
والجنة قريبة منهم ، وهم في غفلة عنها ، يتلاعب بهم الشيطان وهم يضحكون ..!
وكنز كنوز الدنيا والآخرة في متناولهم ، وهم مشغولون بفتات متساقط هناك وهناك ..!!
وينطبق على هؤلاء قول القائل :
كالعيش في البيداء يقتلها الظمأ ** والماء فوق ظهروها محمولُ !!
بو عبد الرحمن