عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 2007-05-20, 1:31 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
خصائص أدب الطفل:
إن المضمون الجيد يفقد أثره عندما يصاغ في قالب رديء، ورغم أنه ليس هناك أسلوب محدد في أدب الأطفال، إلا أننا نستطيع أن نشير إلى بعض المعالم المهمة لهذا الأدب، وهى:
أن يتصف بالوضوح, وبساطة العرض، وسهولة اللغة.
أن تكون الجمل قصيرة، والمفردات واضحة.
الاختصار والتركيز، والوصول إلى المعنى بأقل عدد ممكن من المفردات.
لا بأس بالتكرار غير الممل، والتأكيد غير المتكلف.
ربط الطفل بأصوله الحقيقية وانتمائه إلى أمته المسلمة وبث المسؤولية التي سيتحملها تقديم البديل الاسلامى لجيل الغد وفرسان المستقبل.. أي المساهمة في وضع لبنة في قلعة الأمة الإسلامية كذلك استخدام أسلوب المفاجأة، وعنصر التشويق والإثارة، والتنوع في التعبير بين المبنى للمجهول، والمحاورة, والأسئلة, ثم العودة إلى الصيغ البسيطة، فإنها تساعد في نجاح وصول المادة إلى الطفل, وتدعوه أيضا لمواصلة القراءة.
ولعل من أبرز خصائص أسلوب أدب الأطفال: الوضوح، والتلقائية، والقوة، والجمال, فحيثما وجد يلقى القبول, لان الغموض والتكلف والألفاظ الصعبة, كلها من دواعي العزوف عن القراءة، حتى لو كانت في قوالب فنية جميلة.
إذ أن عقل الطفل ووجدانه وغذاءه يجب أن يختلف عما يقدم للكبار من حيث الموضوع والمحتوى والفكرة.. لأن الأطفال يختلفون عن الكبار في درجات التفكير والنضج والتذوق.. وعليه فان الأدب الابداعى الموجه للطفل له طبيعة..فهو يرمى إلى أهداف متعددة تستغرق التربية الوجدانية، وتربية الإحساس بالجمال والتربية الخلقية وتنمية الثروة اللغوية، وبث القيم في نفوس الأطفال وتنمية المهارات عندهم.
ومن حيث تشابه مجلات الطفل، فان مجلات الطفل مهما تشابهت فى مظهرها أو في تخطيطها فهي تعتمد على الإسهام في بناء شخصية الطفل وتحديد هويته، ذلك عن طريق عدد من الشكليات والوصايا والمناظرات والرحلات والفكاهات والنوادر والطرائف.. والتراجم ودوائر المعارف وكل شكل من هذه الأشكال له لونه وشكله الفني، وهذا بلا شك يوفر سياقا وأرضية لسمات الإبداع وينميها بحيث تشكل الطفل وتستثار بواسطتها مواهبه.
كل هذا جعل التشابه بين مجلات الأطفال أمرا محتوما إذ أنها تسعى لإيجاد مادة تسد حاجته وتلبى رغباته وميوله وتنمي قدراته ليستجيب في سن مبكرة ويشارك بحماسه وشغف.

وعند النظر في واقع أدب الأطفال العربي المعاصر، فإننا نجد أنه يتميز بالصفات العامة التالية:
غيابا ما يصطلح عليه "أدب الطفل"
طغيان نظرية أن الطفل رجل صغير، فيقدم له من الأدب ما لا يتناسب مع عقله وسنه.
سيطرة الترجمة على أدب الأطفال، خصوصا في بدايته.
سيطرة القصة على كافة ألوان أدب الطفل الأخرى.
الاعتماد الرئيسي على الحكايات الشعبية كمصدر للأدب.
انتشار الخرافة والمبالغات والخيال.
غياب أثر البيئة على الأدب.
انعدام الروح الإسلامية في معظم مواده.
غياب أدب الأطفال في السن المبكر (قبل السابعة).
معظم المواد المقدمة للطفل تنمى ثقافة الذاكرة، وتغيّب ثقافة الإبداع والابتكار.
يعتمد على التوجيه المباشر في كثير من الأحيان.
تسيطر عليه نمطية الأوامر والنواهي.
يخلو من عناصر الخيال المتوازن.
يعتمد أسلوب التسليم والإذعان، وليس أسلوب الإقناع والمناقشة.
قلة المادة المقدمة للأطفال وسيطرة الهدف التجاري عليها.
وبعد كل هذا أريد أن أقول أن الكتابة للأطفال تعتبر من أصعب فنون الكتابة والتأليف، فقد نجد كاتبا يتكلف الصياغة للطفل، ويتقعر في اختيار الألفاظ ويدقق في المعاني، ويحاول أن يسبر غور الأطفال، حتى يعبر عما يجيش في نفوسهم، من خلال قصة، أو حكاية, أو معلومة، أو حتى طرفة.
وليس كل من كتب للكبار يستطيع أن يكتب للصغار، فلقد فشل بعض كبار الكتاب، في سرد قصة واحدة للأطفال، ولعل الصعوبة في ذلك تنبع من عدم قدرة الأديب على فهم عالم الطفل وميوله ونفسيته.
إن البساطة في أدب الأطفال –وهى سمة رئيسيه له- تعتبر من العوائق الحقيقية أمام كثير من الكتاب، فالتبسيط عادة ما يتطلب جهدا إضافيا من الكاتب، كي يستطيع أن ينزل المعاني في ألفاظ وجمل سهلة مفهومة سلسة، تخلو من الطول والتعقيد والغموض والغرابة، مع الاحتفاظ بالتشويق والجمال والجاذبية في نفس الوقت.
ان من الغرائب أن بعض أفضل كتاب أدب الأطفال، هم من الكتاب المغمورين، بل بعضهم لا يتجاوز أن يكون قد اكتشف قدرته في هذا المجال فجأة، دون سابق قصد أو معرفة.. ان أديب الطفل، ينبغي أن يكون فنانا من الدرجة الأولى، ذا حس مرهف، وقدرة مبدعة على الابتكار, صبورا، يستطيع أن يقيم جسورا قوية مع الأطفال.

4-الطفل ووسائط الإعلام
إذا تحدثنا عن التلفزيون كوسيط اعلامى هام يتأثر به الطفل تأثرا شديدا يصل في بعض الأحيان للإدمان، فنجد أن الطفل يقوم بكل أنشطته الحيوية وهو يشاهد التلفزيون، فهو يأكل ويلعب ويقوم بعمل واجباته المدرسية أحيانا وهو يشاهد التلفزيون.. ونعلم جميعا أين يكمن الخطر في هذه المشاهدة، حيث يشهد العالم الآن انفجارا من البث الفضائي لقنوات لا نعلم حقيقة مصادرها أو حقيقة أهدافها، ولكننا نعلم أنها تحمل ثقافات بعيدة كل البعد عن ثقافة مجتمعنا الاسلامى وقيمه. ثقافات علمانية ذات أهداف براجماتي (نفعية) ميكافيلية بحتة.
ومثال بسيط على ذلك الكارتون الشهير(توم وجيري) يعرض للطفل كيف يمكن للفأر الصغير الضعيف الخبيث أن ينتصر على القط الضخم بالخداع والحيل واستسهال الإيذاء والتسبب في الألم الشديد له، وتنزل كلمة النهاية على وجه الفأر وهو يتلذذ بقهر القط بدهائه وخبثه.
وتلك الأفلام المسماة بالخيال العلمي التي تأخذ عقل الطفل بعيد عن واقع مجتمعه وحقيقة مشاكله، وتجعل شغله الشاغل هو انتظار مخلوقات خارقة القوة تأتى من الفضاء لتدمر العالم وتقتل البشر وتستولي على الأرض، هذا الفكر يربى عند الطفل الإحساس باستحالة تحقيق سلام حقيقي في هذا العالم المتطور وربما يخلف فيه إحساس بغياب الأمان، والعدوانية، وتجده كلما عرض عليه اختيار لعبة اختار مسدسا أو رشاشا أو ما شابه من أدوات القتال والدفاع عن النفس.
ونجد إعلانات تتخلل هذه البرامج عن سلع شديدة السطحية ليس لها علاقة حقيقية بالسلع التي من الممكن أن يحتاجها الطفل، بل هي أشياء تجعله إنسانا استهلاكيا لا يفكر في حقيقة احتياجاته، بل يصبح الطفل يطالب بحياة كلها ترفيه في ترفيه، وللأسف يستجيب بعض الآباء لتحقيق هذا الترفيه الأعمى للطفل رغبة منهم أن ينعموا طفلهم بما حرموا هم منه.
ولكن لننتبه إلى أن أهم علماؤنا وأدباؤنا وغيرهم ممن نجحوا ولمعوا في مجتمعنا العربي أو حتى في العالم، لم ينعموا بكل هذه السلع التافهة. اعتقد أن العقاد مثلا لم يستخدم الفيديو جيم وهو طفلا، والأديب العالمي نجيب محفوظ لم تتمتع طفولته بجهاز كمبيوتر عليه كل ألعاب الأكشن والرسوم المتحركة، والدكتور أحمد زويل أو الدكتور البر ادعى لم يتناول كل منهم هذا الكم من الشيكولاته والهمبورجر والكورن فليكس وشرائح البطاطس مختلفة الطعوم.
ووقفة سريعة عند الانترنت، ذلك الذي جعل العالم قرية واحدة، وأتاح الاتصال بين كل أفراد العالم نساء ورجال وأطفال، فهو سلاح ذو حدين يجب الانتباه إلى خطورته وكيفية التعامل معه.
فلابد أن نختار للطفل ما يشاهده أو يتعامل معه في زمننا هذا، زمن العولمة، والتهديد بضياع الهوية.
يجب أن نصوب إليه دائما ما يراه أو يعرض عليه.. فنقول هذه أخطأت في كذا، وهذا لم يفعل كذا.. وهكذا.
نراقب ونتابع ونكمل النقص مع مراعاة احترام ميول الطفل واختياره لما يشاهد، فقيمنا قدر ما هي مرنة ولكنها متينة يستطيع الطفل الارتكاز عليها إذا غرست فيه، يستطيع الطفل من خلال ارتكازه على ثقافة مجتمعه المحلى، وقيم دينه أن يتعامل مع كل الثقافات بلا قلق، يأخذ منها ما ينفعه وينبذ ما يختلف عنه نبذا تلقائي، متمسكا ومحافظا على هويته كمسلم وكعربي.