• العفة والإخلاص:
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز أن صفات المؤمنين العفة عن الخوض في الحرام فقال: ((والذين هم لفروجهم حافظون؛ إلا على أزواجهم))، فالآباء المتعففون الشرفاء، يخلفون أبناء عفيفين شرفاء مثلهم، وليتذكر الشباب أن أغلى هدية تقدم للزفاف، عفة تسبق الزواج وترافقه، وإخلاص للشريك بعده، ويسايره.
رغم أن بعض الآباء لم يكونوا في شبابهم يعرفون العفة والالتزام بها، إلا أنك تجدهم الآن يتوقون بصدق، ويأملون بإخلاص أن يكون أبناؤهم في نجوة من الفاحشة في عصر الإيدز الرهيب.
فكن أيها الأب نموذجا في العفة لأطفالك، ولا تنس أن تبين أن في العفة وعدا بالسعادة لكل الذين حفظوا نقاوتهم، وضبطوا أنفسهم إلى أن وصلوا إلى الزواج.
ولاشك أن تعليقاتك على ما يشاهدونه في التلفزيون والمسلسلات أو في الكتب والمقالات ينبغي أن تكون مدروسة، فتؤكد دون تصنع جمال الحشمة ومهابة الالتزام بالدين، ونتائج التمسك بالأخلاق الحميدة، فينال الإنسان رضا الله أولا، ويحفظ صحته ثانيا، ويسعد في دنياه وأخرته.
وزمام العفة ليس موجودا من أجل القضاء على حرية الإنسان أو تدميرها كما يزعم أهل الهوى، وإنما هو أداة لحسن الانتفاع بها وتوجيهها في صالح البشر، وبغير زمام العفة فان من الجائز في كل لحظة أن تنطلق الغريزة (الثاوية في أعماق الإنسان) إلى حيث تهلكه وتهلك معه.
• الوفاء بالعهد:
ذكر أولادك دوما بالمبدأ القرانى في قوله تعالى : ((وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا )) وأكد لنفسك وللآخرين أنك رجل تفي بوعدك، وجدير بالاعتماد عليه، وإذا أردت أن تكون جديرا بالثقة فعليك أن تبدأ بأبسط الأمور، حدد أقوالك فتعد (زيدا) بأنك (ستذهب إليه في الساعة السابعة مساء) بدلا من القول الغائم ( سأمر عليك في المغرب).
وتقول لولدك سأذهب مهما كنت مشغولا لأنني أريد أن أكون معك وأنت تلقى خطابك في المدرسة صباحا، وعندما يتقيدون بالوقت في مواعيدهم.
• الاحترام
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس من أمتى من لم يحل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه"، وإذا أردنا أن نجعل أولادنا قادرين على احترام الناس فعلينا أن نبدأ نحن فنعاملهم باحترام ونكلهم باحترام، ونشعرهم أنهم محترمون.
وللأسف فن كثير من الآباء يعاملون صغارهم وكأنهم أشياء لا كبشر، ويقولون: (مادام الصغار صغارا فليبقوا صغارا)، يقول الأب مثلا: (لقد قلت لك أن تفعل كذا وأنا أبوك هل فهمت).
علم أولادك أن الاحترام يعنى التصرف بلطف والتحدث بأنس، والمسارعة إلى كسب رضا الناس بادئين برضا الله تعالى.
• المودة:
عليك أيها الأب أن توضح لابنك أن سخطك على سوء سلوكه لا يؤثر على محبتك له، أكد لأطفالك وطمئنهم وأعد ثانية وثالثة في كل مناسبة بأنك تحبهم جميعا حبا غير مشروط، وهذا لا يمنع من توقيع العقاب على من يشذ أو يهمل أو يؤذى غيره، وأن عقابك له يتوجه نحو فعله الشائن وليس للحط من شخصه أو لعدم محبتنا له.
• الإيثار:
علم أولادك مغزى حديث رسول اللهً صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
ذكرهم أن رجال المدينة المنورة كانوا أساتذة الإيثار في العالم القديم والحديث، حينما أووا ونصروا المهاجرين من مكة وقاسموهم كل ما يملكون، فأنزل الله فيهم قرانا يتلى إلى يوم القيامة: ((والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)) علمهم أن يشعروا بما يحتاج إليه الآخرون، وأن السعادة في إسعاد الآخرين.
• الدماثة:
ذكر أولادك من حين لآخر أن الإنسان اللطيف المهذب أقرب إلى قلوب الناس، وأدعى كسب مودتهم ومحبتهم.
وذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن ألف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف" وأن الله خاطب نبيه صاحب الخلق العظيم بقوله: ((ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من محولك فاعف عنهم)).
حاول أن تكون ودودا دمثا مع الجميع بما فيهم أطفالك، وأكثر من عبارات التهذيب (شكرا), و(معذرة)، واستعن باللباقة في كل أفعالك.
• العدل:
كن عادلا بين أولادك، حتى يدركوا أنهم متساوون في كل شيء، فلا يكافأ واحد دون آخر، ولا يعاقب طفل ويترك آخر.
والخلاصة، فان غرس هذه البذور في أطفالك لا يكون مرة في العمر، بل عليك أن تتعهد تلك الغراس الفتية في أبنائك حتى تشب معهم، وترافقهم في حياتهم، فيكون أحدهم نعم الولد الصالح يسعد أباه في دنياه وبعد مماته.
2-الطفل والقراءة
تعتبر القراءة أساس التطور فى ميدان العلوم المعاصرة.. ومنذ اختراع المطبعة، وسهولة الحصول على الكتاب، تقدم العالم بخطى واسعة .
وتعلم القراءة فى عصرنا أصبح من ضروريات الحياة، فالأمى كالأعمى وسط المبصرين.. وبالنسبة للطفل فان القراءة تعتبر مصدرا رئيسيا للمعرفة والتعليم..والقراءة بمعناها البسيط، أى التصفح والاطلاع على الصور هو مايهم الطفل قبل أن يقرأ، وقبل أن يدخل المدرسة، ويعتبر الكتاب في كثير من الأحيان أشبه ما يكون بلعبة من ورق مقوي، تحوى الكثير من الرسوم، وتشجعه على التصفح وتعلم ما فيها بمساعدة والديه أو مدرسيه، كي يحصل على المعرفة الموجودة في هذا الكتاب.
وتتعدد مستويات الكتابة للأطفال من حيث المحتوى، بحسب السن، حيث تكثر الرسوم وتقل الكلمات في النواة الأولى، وتقل الرسوم وتكثر الكلمات في السنوات المتأخرة.. وتتطور مادة القراءة للطفل لتشمل أيضا أسلوب الكتاب ونوعية المحتوى.
وتختلف مواد الطفل من حيث المحتوى والأسلوب والصياغة، وحتى العرض الفني، باختلاف العمر والبيئة التي يعيشها الطفل.
إن حاجة الطفل للقراءة أساسية، لإشباع رغبته في التعلم، ومعرفة الأشياء التي حوله، والعالم الذي يعيش فيه.
وهى تنمى مع الوقت حب القراءة، ومن نشأ على ذلك منذ نعومة أظافره، فانه يكون من عشاق الكتاب إذا كبر، بل تعتبر هوايته المفضلة في كثير من الأحيان.
وتنمية قدرات الطفل القرائية لا تكون بملء عقولهم بالمعلومات بل تكون بالعناية باختيار ما يناسبهم من جانب، وما يحتاجونه من جانب آخر، دون الإخلال بالأصول والثوابت المتراكمة لديه من الأسرة والتي يفترض أن يكون منبعها الدين.ورغم أثر التلفزيون في عصرنا الحاضر في إشغال أوقات الأطفال عن القراءة، إلا أنه يجب على المربين والموجهين أن ينتبهوا لخطورة تسمرهم الساعات الطويلة أمامه، فانه في جانب القراءة يعودهم الكسل، ويعودهم على الكثير غير الكسل في جوانب أخرى..وسيكون لنا في هذا البحث تعليقا سريعا على بعض سلبيات أخرى.
كما أنه يدفع عنهم الميل الفطري للقراءة، بل يجعلها في كثير من الأحيان عبئا ثقيلا لا يرغبه الطفل.