
2011-11-20, 11:59 PM
|
الاستقامه على الصراط ..
الاستقامة على الصراط
الذي لا يستقيم على صراط الأرض لا يستطيع الاستقامة على صراط الآخرة ، وأنواع الناس في
الاستقامة على صراط الأرض هي ذاتها الأنواع التي تجتاز الصراط يوم القيامة ، ولكن قبل هذا يجب
أن نعرف معنى الاستقامة عليه ..
• معنى الاستقامة :
عن سفيان بن عبدالله الثقفي قال : قلت يارسول الله ، قل لي في الإسلام قولاً ، لا أسأل عنه أحداً بعدك
، قال : ( قل آمنت بالله ثم استقيم ) ، يقول المناوي : ( قل آمنت بالله ) أي جدد إيمانك بالله ذكراً بقلبك ،
ونطقاً بلسانك بأن تستحضر جميع معاني الإيمان الشرعي ، ( ثم استقيم ) أي إلزم عمل الطاعات
والانتهاء عن المخالفات ، إذ لا تأتي مع شيء من الاعوجاج فإنها ضده ، وانتزع هاتين الجملتين من
الآية ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) ، وهذا من بدائع جوامع الكلم ، قد جمعت جميع معاني
الإيمان والإسلام اعتقاداً وقولاً وعملاً ، إذ الإسلام توحيد ، وهو حاصل بالجملة الأولى ، والطاعة
بسائر أنواعها في ضمن الثانية ، إذ الاستقامة امتثال كل مأمور وتجنب كل نهي وعرفها بعضهم : بأنها
التابعة لسنن المحمدية مع الاتصاف بالأخلاق المرضية ، وبعضهم عرفها ، بأنها الاتباع مع ترك
الابتداع ، وقيل حمل النفس على أخلاق الكتاب والسنة ..
روغان الثعالب
ومن أجمل ما قيل في تعريف الاستقامة مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( الاستقامة ، أن
تستقيم على الأمر والنهي ، ولا تروغ روغان الثعالب ) ، فهو يتحدث عن صنف من الناس يعبدون الله
عبادة ثعلبية ، فتارة يستقيمون على الصراط ، وتارة يلتفون إلى الأبواب التي في السور على جانبي
الصراط ، فيهتكون الأستار ، ويعبدون مما حرم الله من الربا والزنا وشرب الخمر ، والظلم والغيبة
والنميمة ، والتبرج والغش ، وأكل المال بالباطل ، والرياء والكبرياء ، والعجب وحب الثناء .... وتارة
يرجعون إلى الصراط فيمشون عليه قليلاً ، ثم تجذب عيونهم الزينة ، وتسحب نفوسهم عطور المعاصي
فيندرون من الصراط ة ليهتكون محارم الله ، إلا أنهم يحرصون على أن يبون العبادة ، فهم على هذه
الطريقة ( الثعلبية ) في مشيهم على صراط الأرض ، يكثرون من الالتفات ويكثرون من النزول عن
الصراط ، تماماً كما يفعل الثعلب إذا سار .
منقول
|