هل أخبر أحداً ؟ ؟
وأخيراً هل تفضل الفتاة الإفصاح عن مشاكلها أم لا ؟؟!!
كانت معظم الإجابات تميل إلى عدم الإفصاح للآخرين وذكروا أسباب عديدة لذلك ..
مستحيل لأني لا أستطيع الكتمان وعندما أمر بمشكلة قد لا أكون في حالة تفكير جيدة!! (سمر عبد الرؤوف)
أفضل الإفصاح عن مشاكلي لعدة أسباب، أولها أني أستفيد من الحلول والآراء من الجميع ثم الراحة وحتى لو لم أستفد من حلولهم تكفيني مجرد مشاركتهم في المشكلة (ابتسام) .
كثيراً ما أفضل عدم الإفصاح ربما لأن هذه طبيعة شخصيتي كتومة وأحياناً أشعر بأن المشاكل التي أواجهها لا يوجد شخص قادر على حلها فلماذا أفصح (خ . ع) .
وتسرد لنا ( س.ف ) عدة أسباب لعدم رغبتها في الإفصاح عن مشاكلها للآخرين فتقول: لا أريد أن أكون خفيفة اللسان كما يقال أو جبانة لعدم قدرتي على تخطي هذه المشاكل بنفسي! كما أنني لا أريد أن أثقل كاهل غيري بمشاكلي، والشخص الذي يفصح دائماً عن مشاكله فإنه معروف بعدم ثقته بنفسه وأنه ضعيف وغير صبور، ثم إن الإنسان الذي يكتم مشاكله له شخصية فريدة!
أكره نظرات الشفقة والرحمة وكلام النصائح من قبل الآخرين وأظهر دائماً أني سعيدة ولا أعاني من أية مشاكل (نجود)
وتضيف (ثمراء) وتتفق (عائشة وندى) في القول بأن الشكوى لغير الله مذلة وضعف.
وما رأي أهل الاجتماع ؟
بعد ذلك قمنا بسؤال الأخصائيات الاجتماعيات حول رأيهن في الموضوع فكانت إجابتهن كالتالي :
في البداية سألنا المشرفة ف. العبد الله في المرحلة المتوسطة عن أسباب المشاكل التي تواجه الفتيات في هذه المرحلة، وكيفية علاجها. فذكرت لنا عدة أسباب لهذه المشكلة قائلة :
أولاً : غياب مراقبة الأم لابنتها، وتأثير صديقات السوء قد يؤدي إلى الانحراف لا سمح الله وغياب الأب عن المنزل يشعر الفتاة بأنه لا يوجد أحد يمكن أن تخشاه فتعمل ما تشاء.
ثانياً : مشكلة الضعف الدراسي وهذا يرجع للإهمال من قبل الأسرة وعدم الحرص على حثها للعلم مما يفقدها الجدية تجاه مستقبلها.
ثالثاً : مشكلة سوء الأدب، وهذا يرجع إلى بعد الأسرة عن أسس التربية الصحيحة المستمدة من تعاليم الدين.
رابعاً : عدم الثقة في النفس وقد يكون نتيجة القسوة من قبل الوالدين أو أحدهما.
وترجع الأخصائية نوال عبد العزيز من الثانوية 44 الأسباب إلى:
الفراغ وضعف الوازع الديني، وعدم استغلال أوقات الفراغ بما هو مفيد بالإضافة إلى الخلافات والمشاكل الأسرية.
أما الأخصائية وفاء فتقول:
معظم المشاكل تكون نفسية نظراً للمرحلة العمرية التي تمر بها الفتاة في سن المراهقة،
ــــــــــــــــــــــ
مفتاح مشاكلي
هل تمتلك الأم مفتاح مشاكل الفتاة؟ أم أنها لا تمتلك حتى نسخة منه!
تتحدث أم هدى عن معاناتها مع ابنتها قائلة:
تتجنبني ابنتي كثيراً فلا تتبادل معي أي حديث، ولم أذكر قط يوماً حدثتني فيه عن مشاكلها لدرجة أنني لم أعلم ببلوغها إلا بعد ثلاث سنوات!! فقد كانت تخفي عني ذلك طوال هذه الفترة.
وعلى النقيض من ذلك تحدثنا والدة مرام حيث قالت:
لو حدث شرخ بسيط في الجدار لحضرت ابنتي مسرعة تخبرني عنه، فهي لا تخفي عني أي صغيرة أو كبيرة تحدث لها، فأنا دائماً المفتاح الأساسي لجميع مشاكل ابنتي ولذلك فإن علاقتي بابنتي ولله الحمد متينة جداً..
وأخيراً طلبنا من د. عبد الله الفوزان إبداء رأيه حول الاستبانة ونتائجها حيث أجاب قائلاً:
من الطبيعي أن الإنسان يحتاج إلى شخص يأمنه لعرض مشكلته من باب البحث عن حلول ومن باب التنفيس عما بداخله، لذلك ليس من المستغرب أن تجيب الغالبية العظمى من العينة بنعم عن السؤال وبنسبة 85% والأجمل من ذلك أن تكون الأم في المرتبة الأولى بالنسبة للفتاة كي تبث همومها وشكواها مما يدل على تقارب الأمهات والفتيات وثقة هؤلاء الفتيات بالأم. ولكن كان من المفروض معرفة القضايا والمشكلات التي تلجأ فيها الفتاة إلى الأم لاستشارتها، ومع ذلك تبين أن الأخت والصديقة تلعبان دوراً مهماً في حياة الفتاة في مجتمعنا.
ويبدو أن طبيعة المشكلة التي تتعرض لها الفتاة تلعب دوراً مهماً في اختيار الفتاة لمن تشكو إليه وتعرض مشكلتها عليه، فعندما يتعلق الأمر بأمور تمس الفتاة مباشرة مثل التعرض للمعاكسات وتأخر الدورة الشهرية نجد أن الأم أقرب إلى قلب الفتاة لبث الشكوى وأخذ المشورة.
أما حين تعلق الأمر بالقصور في الدرجات فإن الأمر وإن استدعى مشاورة الأم والأب فإن المعلمة باعتبارها المسؤولة عن رصد الدرجات أخذت نصيباً وافراً من استجابات العينة.
وهذا في نظري يشكل غاية العقلانية في التصرف لدى الفتاة السعودية عند التعرض لمشكلات معينة.