أن سُكْـر الهوى .. اشد وأعنف من سُكْـر الخمر ..!!
غاية سكران الخمر أن يعيش ساعات مع شيطانه ...
ثم يفيق ، ويدرك الحقائق ، وتوبته قريبة ..
أما سكران الهوى .. فحدث عن البحر ولا حرج ..
يكفي الاية التي ذكرناها قبل قليل ، وكيف أنه اتخذ الهوى إلهاً دون الله !!!
ومن هنا نقول :
إن إقناع هؤلاء إنما يكون إذا وجدنا فرصة مواتية
تعود فيها عقولهم إلى رؤوسهم ، وينقدح بصيص الإيمان في قلوبهم
.. مثلا عند موت حبيب لهم !!
أو عند مرض شديد ينزل بهم يضعضع كيانهم ، ويريهم الموت قبل الموت !!
أو حين تمر بهم حالة نفسية شديدة تدفعهم إلى الانطواء على أنفسهم
...ونحو هذا ..
في مثل هذه الحالات علينا أن ننتهز الفرصة لننصح ،
ونعظ ، ونلفت النظر ، وننبه ونحو هذا ..
عندها يمكن لنا أن نرى نتيجة طيبة بعون الله ..
ومن هنا أوصي هؤلاء الفتيات _ وأيضا الشباب _ :
_ أن يزوروا المرضى ولا سيما في قسم العناية المركزة ..
_ أن يقفوا على رأس إنسان يموت ويحتضر وتنزع روحه
وهم يتابعون المشهد !!!
_ أن يزوروا القبور __ فرادى __
ويتجولون بين المقابر ويتخيلون أنفسهم هناك .!!
- - - -
ربما كنت سأتوقف هنا ، ولكن أرغب أن أزيد الصورة توضيحا ..
هؤلاء اشبه بطفل غرير غير مميز ،
يلعق التراب ، ويمص الحصى ..!!
ويزعم أنه يجد متعته في ذلك ،
ولو أن أحداً سحبه من يده ليبعده عما هو فيه ،
لضج بالصياح والبكاء والنواح ،
ولو استطاع أن يشكو هذا ( الظالم ) إلىمجلس الأمن لفعل !!!!
ولو أننا افترضنا هذا الطفل يستطيع الكلام بطلاقة ..
لرد على الساخرين منه بسخرية أكبر !!!
سيقول لهم : لأنكم لم تجربوا طعم التراب ، وحلاوة لعق الحصى !!
فأنتم تسخرون مني .. تعالوا جربوا هذا .. !!!!!
وهؤلاء الفتيات _ ومثلهم الشباب _ بالضبط
حالهم كحال هذا الصغير غير المميز .!!
يقولون لنا ساخرين منا :
لأنكم لم تذوقوا ( هذا الوحل ) الذي نتلذذ به ، فأنتم تسخرون منا ..
جربوا ما جربنا وستعرفون حلاوة ما ذقنا !!!!!!!
أهذا منطق ؟؟؟ أهذا عقل يفكر ؟؟
أهذه نفس كريمة تحب العزة والرفعة والسمو ؟؟
ناهيك عن الدين والإيمان ورقابة الله واستشعار قربه ،
والحرص على تحصيل رضاه ،
والشوق إلى الدار الآخرة ..هذه أمور منسية تماما عند هؤلاء ....!!!!
لسبب بسيط أنهم الآن في ( حالة سكر شديد ) !!
وأنهم الآن في حضن إبليس يرضعون من اثدائه المدلاة لهم ...!!!
ومتى أفاقوا من حلة السكر ، وانسحبوا من حضن الشيطان
، ستنقدح تلك المعاني السماوية في قلوبهم من جديد ..
وسيعرفون أن الله حق ، وأن عساكر الموت تنتظرهم على الطريق !!!
وفي الختام .. أذكر هؤلاء بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وهو يخبر أن المرأة إذا خرجت ( متعطرة ) فإنها زانية ..
وتلعنها الملائكة ..!
مجرد حروجها من بيتها متعطرة .. ولم تقم بأية علاقة غير شرعية ..
فكيف إذن بهؤلاء اللواتي يفعلن ما هو أدى وأمر وأنكى ..!!!
المصيبة أكبر والله !!
وفي حديث آخر يؤكد رسول الله عليه السلام أن المعاصي ( قاذورات ) ..
هكذا جاء النص ..وصف المعاصي اية معاصي بأنها قاذورات !!
فمباذا نصف هذه العلاقات المحرمة ..!
لا أقل من أن نصفها أنها ( قاذورات ) !!
فليهنأ هؤلاء بالعيش مع هذه ( القاذورات ) ..!!
وسؤال أخير ..
نسأل هذه الفتاة : هل الله سبحانه راضي بما تفعلين ؟؟
إن قالت متهكمة : نعم ..
فهذه قليلة الأدب مع الله .. وعليها أن تجدد إيمانها ..
وإن استحت على نفسها وقالت : لا .. اعرف أن الله لا يرضى بذك ..
يقال لها : فلماذا تفعلين هذا إذن وأنت تعلمين أن الله غير راض عنك .. ألا تخافين أن يسخط الله عليك ، وتكونين من المغضوب عليهم والضالين ..!!
ألا تخافين أن تموتي هذه الليلة بالسكتة القلبية فجأة ،
فتلقين الله وهو غضبان عليك !!
ولن ينفعك ذلك الحبيب الذي شرع يبحث عن ( دمية ) جديدة غيرك ،
ليتلهى بها ..!!
أطلت .. أعلم ذلك ..
ولكني أقول بقيت نقطة ..لابد من المرور عليها ..
تقولين ايتها الفاضلة :
ان كثير من الآباء والأمهات اصبحوا يتقبلون هذا الأمر ..
اقول : أما أنا فأحسب أن الأمر ليس كذلك ..
قد يقع هنا وهناك ، ولكن الغالبية من الآباء والأمهات لا يرضون بذلك ،
فلا زال الخير في أمتنا كثير ..
وكم سمعنا أن أبا أو أما كاد أن يقتل ابنته حين علم بمثل هذه العلاقة ..
القصص في هذا كثير جدا ..
وقد شهدت حديقة عامة في أحد البلاد أما تكاد تقتل ابنتها ،
لأنها اكتشفت أن البنت انسحبت في غفلة من الأم لتلتقي بشاب ..
فلما عرفت الأم ذلك هجمت عليها كالوحش الكاسر على مرأى من الناس
تصرعها أرضا وتخنقها حتى تدخل الناس ففصلوها عنها ..
هذه حادثة وأمثالها كثير جدا ..
أسأل الله أن أكون قد وفقت في هذا العرض ..
فإن كان التوفيق حليفي فذلك فضل الله ، فله الشكر وحده ..
وإن حدث خطأ ، أو تقصير ، أوسوء في عبارة ..
فذلك من نفسي وإني استغفر الله ، وأعتذر إليكم ..
اقول قولي هذا وبالله التوفيق .. وسامحونا على الإطالة !!
- - - - - -
أما موضوع الأخت الكريمة فقد جاء على النحو التالي :
قلت لتلك الفتاة ذات يوم :
لم لا تفكرين بترك من تسميه صديقك
او بلغتنا المحليه > رفيجك < و تهتدين ؟؟
فنظرت لي نظره كأني قد قلت لها لم لا تنتحري او تقفزي من فوق جبل !!
فقالت لي : أتتكلمين بجديه ؟؟ أتريدينني ان أتخلى عن انوثتي
أتريدين ان تكون فلانه و فلانه أفضل مني ؟؟ -
و طبعا صدمت عندما عرفت ان الافضليه تقاس بعلاقه الفتاة بالشاب ؟؟
المهم قلت لها كيف انه هذا خطأ ؟ فقالت لي :
و الله مصيبه .. علاقتي بفلان خطأ ؟؟؟
الا ترين التلفاز و أفلام الحب و مسلسلات الحب
و كيف يجب ان يكون لكل فتاه حبيب ؟؟
الا تسمعين تلك الاغاني التي تمتلئ بها الاشرطه
و التي تصف مدى حب فلانه لفلان و العكس ؟؟
الا تقرأين قصص العشق و الغرام التي دائما ما تنتهي نهاية سعيده
بالزواج ؟؟؟ الا تعلمين ان كل من لم تحظى بحب شاب انها ناقصه
و لابد ان بها عيبا جعلها تبتعد عن الشباب ؟؟
ثم اذا كان كل ما حولي يدعو للحب و ان الحياة بلا حب
كوردة لا رائحه لها و لا لون يابسه لا تحمل من الحياة الا ساقا
يكاد يصفر من الجفاف ؟؟
أخبريني عن شئ واحد يدعوني للتخلي عن فلان
و يكاد حتى الحجر من حولي في هذا الزمن يتغنى بقصص الحب
و متعتها و أهميتها ؟؟
فأطرقت برأسي الى الأرض أفكر : هل يا ترى هي على حق ؟؟
هل أصبحنا في زمن اذا لم ترفع الفتاه الموبايل الى اذنها لتهمس به
الى > رفيجها < تكون فتاة بها عله ؟؟
أأصبحنا في عالم أصبح الخطأ به عادة و الحرام منهجا ؟؟
بماذا أرد عليها و انا عندما ادخل منزلي اجد اسرتي مجتمعه على التلفاز
رجالا نساء ينتظرون بفارغ الصبر ان يعثر البطل على حبيبته
و ينقذها لتنتهي قصه حبهما نهايه سعيده دون ان يقول الاب هذا حرام
و لا يحلل بشريعتنا التي نكاد من تشبهنا بالغرب و طبائعهم
ان تضيع من بين ايدينا لولا رحمة الله !!
فرفعت رأسي و رأيتها تصارع دمعة في عينيها فقلت لها :
ربما لست انت المخطئه انه خطأ الأسره و المجتمع
و لكن الأكيد ان لكي دورا في هذا الخطأ و دورا كبيرا ..
و نهضت لألحق بمحاضرتي فالتفت على صوت رنين موبايل خلفي
لأجدها ترفع الموبايل الى أذنها و تهمس به فابتعدت مهروله
على أصوات ضحكتها ... و انا أقول في نفسي يا لها من مسكينه .
فهل فعلا غدت الأنوثه بشاب تصادقه الفتاه ؟؟
و موبايل تهمس به و تتكلم به بعيدا عن الأنظااار
هل فعلا العالم من حولنا يتطلب أن نكون كذلك ؟؟
تساؤلات ما زالت تضطرب في داخلي .. الله يستر من الخافي و الأعظم ..
- - -- -- -
وعقب بعض الأخوة .. وكان تعقيبي الذي يسره الله لي هو ما تقدم ..
وأسأل الله أن أكون قد وفقت في ذلك ..
وعلى كل حال ..
قناعتي التي اعتقدها من خلال معرفتي بالنصوص هي تلك التي ذكرتها
فإذا كان لأحدكم تعقيب آخر فليأتنا به ..
ويا حبذا يعتمد على نصوص الوحي لا على نصوص ( الهوى ) ..
وجزاكم الله خير الجزاء
ابو عبد الرحمن