ورقــة عمــل
قال الراوي :
..… حين لقيته هذا الصباح ، كأنما لم أره منذ زمن طويل ، مع أني البارحة فقط كنت معه في لقاء ممتع ، وكان قد وعدني أن يعطيني ورقة تتضمن برنامجا كان له بالغ الأثر في حياته
واستلمت منه الورقة بفرح طفولي ، ولم أنتظر أن أصل إلى البيت
بل شرعت أقرأها في السيارة في لهفة ..
فكان فيها هذا البرنامج في عشرين بندا :
المبادرة إلى الفرائض في أول أوقاتها _ مع الحرص على حضور القلب خلالها
الإكثار من النوافل _ ما استطعت إلى ذلك سبيلاً _ كالصلاة ، والصيام التطوعي ..
بشرط أن لا يصل الأمر إلى الإفراط فيها على حساب واجبات أخرى ..
الحرص على أخذ العلم الصحيح من مظانه .. حلقة علم ، كتب مختارة ، مذاكرة مع أخ في الله ، …
الإقبال على الذكر الكثير ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
ويدخل في ذلك
: أذكار المناسبات ، وأذكار الصباح والمساء ، والأذكار المطلقة _ كالاستغفار ، والتهليل ، والصلاة على رسول الله …
_ 5) المناجاة والتضرع والإلحاح في الدعاء ..
6) الاعتكاف بين الحين والحين ، ولو لبعض الوقت .. تخلو مع الله جل جلاله لتفكر في ما يهمك من أمر دينك ..
7) الإقبال على تلاوة القرآن بشكل يومي بالتدبر ، والرجوع إلى التفاسير قدر الاستطاعة ..
8) دراسة السيرة النبوية المطهرة .. وكذلك السنة النبوية الشريفة …
9) قراءة شبه يومية : في سيرة الصحابة رضي الله عنهم .. وفي سير الصالحين وقصصهم وأقوالهم ….
10) الحرص على حضور الحلقات المسجدية : كحلقات العلم ، والوعظ ، والذكر ..من أجل صهر القلب في أجواء ملائكية خالصة ..
11) محاسبة النفس لتحقيق شروط التوبة التي قررها العلماء ..
12) تحرير الولاء لله ورسوله وللمؤمنين .. وبغض الكفر والكافرين ونفاق والمنافقين ..
13) ضرورة مجاهدة النفس في ميدان التخلية والتحلية _ التخلية من الصفات الذميمة ، والتحلية بأضدادها
_ 14) ضرورة هجر صحبة السوء ، ومقاطعة أجواءهم لأن البقاء فيها لابد أن يؤثر على القلب ..
15) الارتباط بصحبة خير تعين على الطاعة ، وتحجز عن المعصية ، وتشجع على مزيد من القرب من الله .
16) الانشغال بأمر الدعوة إلى الله تعالى ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن ..
17) المنافسة على أعمال البر والخير في كل ميدان متاح :خدمة المسلمين ، ومساعدة المحتاج .. وغيرها
18) الحرص على بر الوالدين ، والعطف عليهما ، وإظهار مزيد من الحب لهما
.. 19) صلة الأرحام بما تيسر ، ولو بكلمة الطيبة ، والسؤال .. ونحو هذا
20) البذل لأجل الله .. كالصدقات على اختلافها .
أخذت هذه الورقة بإلحاح من صديق كنت أعرفه مسرفاً جداً على نفسه ، ثم تغير تغيراً جذرياً في كل شيء :
في كلامه .. في تصرفاته .. في حرصه على عمله ..
في سلوكياته مع الآخرين .. في قراءته … في كل شيء .. - - -
كنت قد سافرت وهو على انحرافه ، فلما عدت بعد سنة ، وجدته قد تغير كلياً ، فلزمته وتقربت إليه ، حتى أعرف سر هذا
التغيير ، فذكر لي _ ما في هذه الورقة شفوياً _ وثمرات ذلك على حياته ..
فألححت عليه أن يكتبها لي لأسير على ضوئها
لعل الله أن يكرمني كما أكرمه
.. خاصة وقد كان يؤكد لي أنه أصبح يذوق بقلبه معانٍ لم يكن يصدق أن لها وجوداً في دنيا الناس ..!
وأصبح يحس إحساساً مباشراً بالنور في قلبه ، يفيض على جوارحه ..! - - -
وصدقته لأني كنت أعرفه من قبل ، ورأيت بعيني هذا الانقلاب في حياته ..
وما أكثر ما كان يردد على مسامعي مثل هذه الكلمات التي كنت أشعر بصادها واضحا في قلبي
( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .. )
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
.. من جد : وجد ، ومن سار على الدرب وصل
رحلة الألف ميل تبدأ دائماً بخطوة ..
فلا يبقى إلا أن تشمر .. !؟
استعن بالله ولا تعجز ، فإنها جنة ورب الكعبة .. جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر
..( في مقعد صدق عند مليك مقتدر )
..
وشرعت أسير على ضوء هذا التقرير
وأنا أسأل الله أن يرزقني محبته .. وحسن الإقبال عليه جل جلاله .
ابو عبد الرحمن