عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 2011-11-09, 4:15 PM
البارقه 2009
عضو متميز بالمنتدى (مشرفة سابقة)عضو(3شهور) هدية من الموقع
رقم العضوية : 89449
تاريخ التسجيل : 3 - 10 - 2009
عدد المشاركات : 17,031

غير متواجد
 
افتراضي
هنا من تفسير إبن كثير ...
لا أقسم بيوم القيامةقد تقدم غير مرة أن المقسم عليه إذا كان منتفيا جاز الإتيان بلا قبل القسم لتأكيد النفي والمقسم عليه ههنا هو إثبات المعاد والرد على ما يزعمه الجهلة من العباد ومن عدم بعث الأجساد ولهذا قال تعالى " لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة " قال الحسن أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس اللوامة وقال قتادة بل أقسم بهما جميعا هكذا حكاه ابن أبي حاتم وقد حكى ابن جرير عن الحسن والأعرج أنهما قرآ " لأقسم بيوم القيامة" وهذا يوجه قول الحسن لأنه أثبت القسم بيوم القيامة ونفى القسم بالنفس اللوامة والصحيح أنه أقسم بهما جميعا معا كما قاله قتادة رحمه الله وهو المروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير واختاره ابن جرير فأما يوم القيامة فمعروف وأما النفس اللوامة فقال قرة بن خالد عن الحسن البصري في هذه الآية إن المؤمن والله ما نراه إلا يلوم نفسه : ما أردت بكلمتي ما أردت بأكلتي ما أردت بحديث نفسي . وإن الفاجر يمضي قدما ما يعاتب نفسه .
ولا أقسم بالنفس اللوامة
وقال جويبر بلغنا عن الحسن أنه قال في قوله " ولا أقسم بالنفس اللوامة " قال ليس أحد من أهل السموات والأرضين إلا يلوم نفسه يوم القيامة وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم عن إسرائيل عن سماك أنه سأل عكرمة عن قوله صلى الله عليه وسلم " ولا أقسم بالنفس اللوامة" قال يلوم على الخير والشر لو فعلت كذا وكذا ورواه ابن جرير عن أبي كريب عن وكيع عن إسرائيل به . وقال ابن جرير حدثنا محمد بن بشار حدثنا سفيان عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن سعيد بن جبير في قوله " ولا أقسم بالنفس اللوامة " قال تلوم على الخير والشر ثم رواه من وجه آخر عن سعيد أنه سأل ابن عباس عن ذلك فقال هي النفس اللئوم وقال علي ابن أبي نجيح عن مجاهد تندم على ما فات وتلوم عليه وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس اللوامة المذمومة وقال قتادة" اللوامة " الفاجرة قال ابن جرير وكل هذه الأقوال متقاربة المعنى الأشبه بظاهر التنزيل أنها التي تلوم صاحبها على الخير والشر وتندم على ما فات .
أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامهأي يوم القيامة أيظن أنا لا نقدر على إعادة عظامه وجمعها من أماكنها المتفرقة .
بلى قادرين على أن نسوي بنانهقال سعيد بن جبير والعوفي عن ابن عباس أن نجعله خفا أو حافرا وكذا قال مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك وابن جرير ووجهه ابن جرير بأنه تعالى لو شاء لجعل ذلك في الدنيا والظاهر من الآية أن قوله تعالى " قادرين " حال من قوله تعالى " نجمع" أي أيظن الإنسان أنا لا نجمع عظامه ؟ بلى سنجمعها قادرين على أن نسوي بنانه أي قدرتنا صالحة لجمعها ولو شئنا لبعثناه أزيد مما كان فتجعل بنانه وهي أطراف أصابعه مستوية وهذا معنى قول ابن قتيبة والزجاج .
بل يريد الإنسان ليفجر أمامهقال سعيد عن ابن عباس يعني يمضي قدما وقال العوفي عن ابن عباس" ليفجر أمامه " يعني الأمل يقول الإنسان أعمل ثم أتوب قبل يوم القيامة ويقال هو الكفر بالحق بين يدي القيامة . وقال مجاهد " ليفجر أمامه " ليمضي أمامه راكبا رأسه . وقال الحسن لا يلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدما قدما إلا من عصمه الله تعالى وروي عن عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك والسدي وغير واحد من السلف هو الذي يعجل الذنوب ويسوف التوبة وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هو الكافر يكذب بيوم الحساب .
يسأل أيان يوم القيامةأي يقول متى يكون يوم القيامة وإنما سؤاله سؤال استبعاد لوقوعه وتكذيب لوجوده كما قال تعالى " ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون " .
فإذا برق البصرقرأ أبو عمرو بن العلاء برق بكسر الراء أي حال وهذا الذي قاله شبيه بقوله تعالى " لا يرتد إليهم طرفهم " أي بل ينظرون من الفزع هكذا وهكذا لا يستقر لهم بصر على شيء من شدة الرعب وقرأ آخرون برق بالفتح وهو قريب في المعنى من الأول . والمقصود أن الأبصار تنبهر يوم القيامة وتخشع وتحار وتذل من شدة الأهوال ومن عظم ما تشاهده يوم القيامة من الأمور.
وخسف القمرأي ذهب ضوءه .
وجمع الشمس والقمرقال مجاهد كورا وقرأ ابن زيد عند تفسير هذه الآية " إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت " وروي عن ابن مسعود أنه قرأ " وجمع بين الشمس والقمر " .
يقول الإنسان يومئذ أين المفرأي إذا عاين ابن آدم هذه الأهوال يوم القيامة حينئذ يريد أن يفر ويقول أين المفر أي هل من ملجإ أو موئل.
كلا لا وزرقال ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف أي لا نجاة وهذه الآية كقوله تعالى " ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير " أي ليس لكم مكان تتنكرون فيه وكذا قال ههنا " لا وزر " أي ليس لكم مكان تعتصمون فيه .
إلى ربك يومئذ المستقر
أي المرجع والمصير.
ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخرأي يخبر بجميع أعماله قديمها وحديثها أولها وآخرها صغيرها وكبيرها كما قال تعالى " ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا " .






توقيع البارقه 2009

(رب هب لي حكما والحقني بالصالحين
واجعل لي لسان صدق في الأخرين
واجعلني من ورثة جنة النعيم )




قال عبد الله بن مسعود : " لأِن أعض على جمرة حتى تبرد أحب إليّ من أن أقول لشيء قد قضاه الله ليته لم يكُن ! ".
💕 الرضى جوهر السعادة ، جملنا به يا الله 💕


[ اجعل لي يا الله اثراً طيباً اذكر بهِ بعد رحيلي فالذكر عمرُ آخر ]
اللهم اجعلنا ممن اذا حضر حضر واذا غاب بقي له أثر

اللهم اجعلنا من اهل النفوس الطاهرة و القلوب الشاكرة والوجوه المستبشرة وارزقناطيب المقام وحسن الختام .