عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2007-05-02, 4:38 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
11. باعتقادي أن السعادة لها ركائز و أعمدة و أطناب لا تقوم خيمتها إلا بتكاملها , و الذي أجده أن الرومانسية التي نجدها في كثير من أماكن النشر إنما هي تعالج ركناً واحداً فقط , و لأسف قد غفلت عن أركان أخرى , أو أهملت مقومات أخرى للسعادة , فعلاقة العبد مع ربه , و علاقته مع أهله أمه و أبيه , و علاقته مع أخوته و جيرانه و أهل حيه هي ركائز أخرى للسعادة , لذا يجب أن يكون لدينا قناعة أن السعادة تكاملية بين عدة مواهب للعلاقات الشخصية لمن حولك من الناس , وهي أيضاً موهبة التعرف على ما يحب و يعشق الناس , و كيف التواصل معهم ؟ و كيف التعرف على طباعهم ؟ و من ثم التعامل معها . فعندما نتكلم على أن كل السعادة هو في تطبيق الرومانسيات فحتماً أن هذا خلل عظيم و إقصاء لعوامل أخرى مهمة أو تكاد تكون هي أكثر منها أهمية .

12. لا يفهم من العروض المنتشرة للرومانسية و تطبيقاتها أن تكون العلاج الناجح لكل هموم المتزوجين , بل لا يفهم أن تؤخذ على أنها وصفة سحرية سريعة المفعول تصيب الهدف و بقوة , بل يحسن بنا أن نتعامل معها على أنها قد تناسب أناس و لا تناسب آخرين , و تنعكس بالإيجاب على أزواج و بالسلب على آخرين , و أنها قد تحل جزئية و لكن لا تجد حلاً كاملاً لمشكلة زوجية , إنها ملطف للجو و ليست معالجة لحالة التلوث التي يعيشها الزوجان حال وقوع مشكلة , فالحلول الرومانسية هي حلول جميلة لطيفة لكنها ليست بالقوة التي تجعلها تقف صامدة أما عواصف المشاكل العاتية التي تفوق طاقتها و قدرتها , فيجب أن نحكم عقولنا بما يناسبنا قبل أن نقع في فخ الفشل و نحن نريد الإصلاح .

13. معظم النساء عاطفيات , و هذا بعكس الرجال وهم من يميل للجانب العقلي الواقعي , و لكن قد لا تنطبق هذه القاعدة على الجميع فقد تجد المرأة أن زوجها عاطفي و يميل للحياة العاطفية , لذا فعليها أن تعطيه ما يناسبه و بقدره . و كذلك قد تكون المرأة تميل للواقعية و بعيدة عن العاطفية , فلذا فإن أغلب الحلول و العروض الرومانسية هي قد صيغت بشكل يناسب المرأة العاطفية و التي توافق طبيعتها , فهنا يجدر بالزوج أن يحورها بما يناسب زوجته التي تختلف عن الفتيات الأخريات داخل تلك الحلول .

14. كذلك مما يجدر التنبه له أن الفتاة قد تعيش حلم الحياة الرومانسية قبل الزواج , و تتفاجئ أن الحياة بواقعها تطمس كثيراً مما رسمته الحروف عبر الكتب أو المواقع النتية . فهنا تكمن التوعية الأسرية للفتاة المقبلة على الزواج , و ذلك بالتلميح و التنبيه على أن الواقع رسمه يختلف بعض الشيء عن الأحلام .

15. من خلال الكتابات و الكتب و الدعوات لهذا المنهج قد يعتقد القارئ أنه سهل عليه أن يتأقلم و يتعود بيسر مع تلك النقلة , بينما يفاجئ بعد أيام أو شهور أو سنوات فيجد نفسه لم يطق صبراً على السير في تلك الدروب أو المضي في عالمها . لذا فإن من الأفضل لمن أراد أن يجرب أو يستفيد أن لا يقتحم تلك البوابة و بقوة , بل يسير برفق و لين و بخطوات تؤدة و برسم لدربه موزون , حتى لا يقع في شراك العجلة المفسدة , أو يهدم من حيث أراد البناء .

16. من الأزواج أو الزوجات من يطلع على هذه الخطوات الرومانسية بعد أن أمضى عمراً طويلاً في حياته الزوجية التقليدية و التي تأقلم عليها و أعتاد عليه , فينتاب المسكين أحساس أنه قد مضى عمره الأول و هو يعيش بجهل و أن الناس من حوله ينعمون بسعادة , و يبدأ تفكيره ينشط للحق بالركب و تتبع خطوات القوم . و لا يعلم أن هذا التغيير الذي سوف يحدثه في حياته يتطلب وقتاً طويلاً حتى يعتاد هو و الطرف الآخر على هذا التغيير , لأن التغيير الذي يطرأ قد يكون لا يناسب أن يحدث فجأة في عمره و حياته الزوجية بعد مضي عمر طويل على نسق واحد ., فهنا يلزم التفكير هل من الأفضل له و أجدر أن يستمر على منوال حياته الذي اعتادت عليه الزوجان و سلكت بينهم أمور حياتهم وسارت كل هذه السنوات على خير و سعادة ؟ أو أن يبدأ مشواره بتغيرات محسوبة و دقيقة و بطيئة حتى لا يحس بهزة تزلزل عرش الحياة الزوجية .

17. يفكر كثيراً من الأزواج أو الزوجات و بخفاء عن مقدار ألمهم و مصابهم و همهم بأنهم لم يستطيعوا أن يصلوا لتلك الرومانسية المرسومة عبر الكتابات , و لا يعلمون أن الحياة لا ترسم بحروف فتصبح بيوم و ليلة مزخرفة جميلة , إنما ترسم بعمل وحب صادق , فقد يكون كاتب تجربته ينثر ألمه على النت , أو ينشر إخفاقه , أو يحكي آماله , أو يتحدث بأمانيه و تطلعاته , لذا يجب أن نتيقن أن الكتابات سهل نسجها , و يسير زخرفتها , و بسيط أن نتقن السعادة عبر حروفها , لكن الواقع مختلف جداً عن لغة الحروف البسيطة . فلا تيأس من الفشل عبر خطوط الحياة , بل استمر و بخطوات واثقة مقننة في كافة مجالات الحياة تتبع فيها ما يناسبك أنت و شريك حياتك و واصلا النجاح بكافة جوانب الحياة .

18. قد يعتقد بعض المطلعين على تلك الكلمات أن الوصول إلى عالم خالي من المشاكل هو شيء ممكن , و أن تحقيق تلك الخطوات الرومانسية هو الدليل الناجح و العلاج الناجع للهموم الزوجية , و هو حل مؤكد لكل المشاكل , و شمعة تضيء في طريق الخلافات , و من بعدها تكون الطريق سالكة لحياة هادئة و منعمة بدون أي منغصات تشوبها كل فترة , و هذا يخالف طبيعة البشر و لا يتوافق مع ماجبل الله عليه الخلق , فلابد أن يكون هناك عواصف تهب كل حين بين الزوجين , أو أن تثار بعض الخلافات التي تنتج عن اختلاف وجهات النظر , كل ذلك يكون و إن طبقوا بالحرف الكامل كل الوصفات الرومانسية في الحياة الزوجية .

19. خطوات تلك الصور الرومانسية قد تبدوا ببعض عروضها معقدة , أو غير مستساغة , أو مخالفة للعادات و التقاليد التي عاش عليها المرء , أو مكلفة تكلفة باهظة , أو فيها إحطاط من قيمة المرء و علو منزلة بني آدم , لذا فالنتفهم هذا الأمر , و لنقف بعقولنا و قلوبنا لحسم المناسب لنا منها و موافقتها أنفسنا و أنفس شركاءنا في تلك المواقف .

20. قد يجد بعض من يحب أن يخوض غمار الكثير من هذه العروض الرومانسية , قد يجد مع الوقت صعوبة بالإيفاء بكامل التزاماتها , أو بتتبع جميع خطواتها , و بالتالي ينقلب على نفسه , و يعود إلى طريقته الأولى التي أعتاد عليها , و هناك يحس الطرف الآخر بتزعزع الثقة بالنفس , أو بتأرجح تفكير الشخص بين حالين , أو أن الطرف الآخر قد أرتاح مع الطريق الجديدة ثم فجأة و بدون مقدمات قد حرمانه منها بسبب نكوص أحد الطرفين عنها بسبب الملل أو لأي سبب آخر .

21. قد يجد البعض بتنفيذ تلك الخطوات صعوبة بعض الشيء, و تحثه نفسه بأن يرتقي لما عليه الجمع من حوله , و يبدأ حياته بتلك الطرق فتصبح كل حركاته تطبيقات معقدة , و تمثل متملق , و متابعة مملة , و محاولة لتطبيق النص بحذافيره و بدون أن يصبغه بصبغته الخاصة , و بدون أن يضفي عليه لمساته السحرية , و بدون أن يفكر بأن هذا عمل بشر قد يصيبه النقص أو الخطأ , فيكدح و يألم من صعوبة الخطوات , فيراجع كل برهة خطواته الرومانسية لعله يوفق . فهذا خطر عظيم يجب أن يتنبه له من اختار هذا الطريق , فالحياة سهلة فلا تعقدها بخطوات معدة بطريقة شبه قانونية , و الإخفاق و الإحساس بالفشل قد يقتل مكامن الإبداع بالمرء .