الموضوع: دمـعـة منتـكس
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2007-05-02, 4:35 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي دمـعـة منتـكس
دمـعـة منتـكس



مشعل العتيبي
إمام جامع ابن القيم بالجبيل


اشتقت إلى صاحبى يوما فبحثت عنه حيث كنت أجده فلم أجده تنقلت بين مجالس الأخيار فلم يكن بينهم
سألت عنه في حلقات القرآن فلم يكن معهم ..ذهبت إلى منزله فلم يخرج إلي.. أرسلت إليه فلم يأتي ..ناديته فصد عنى ..
أتصلت به فانصرف منى ..
فأكثر من الأعتذار مختلقا الواهى من الأعذار

حتى صادفته يوما فاقتربت منه وأنا أتأمل فيه فلا أظنه هو فأوقفته ..تصدد عنى فأمسكت به فطأطأ رأسه وبدأت دموعه تتساقط .. فتعجبت وقلت لما هذه الدموع وما سرها ...

أحقا هذه هي دمعتك ...نعم إنها دمعتك
تخاطبك وتناديك وتعاتبك ..وتعاتبك :
(أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أما يمشى سويا على صراط مستقيم )

لقد حدثونى..نعم ..لقد ساءني مخبر ..وقال رفيقك لم يعد
كما تظن .. لكننى لم أصدق حتى رأيتك بعينى
رأيتك ففوجئت بذلك التغيير .. فيا الله ياله من تغيير
أقولها بكل أسى ..نعم بكل أسى
فأنتم لا تعلمون ..لاتعلمون حجم مصيبتى وحزنى وألمى
كيف لا..وأنتم لاتعرفونه كما عرفته
وقد كان يعيشُ في جنةِ الاستقامةِ، يتفيؤُ ظلالَ الإيمان، ويشربُ من رحيقِ القرآن ،كان معنا وبيننا لايفارق مجالس الصالحين ينهلُ من خيرِهم ويستأنس بمجالسهم
كم حدثتنى دوما بانشراحِ صدرِك،
والآن تسلكُ طريقاً مظلماً موحشاً،
لاتدري هل تعودُ منهُ سالماً، أو تتيه في دروبهِ
فتلقى الله ظالماً آثماً .
أنت .. أنت يامن كنت شعلة في مسجدك ، ألم تكن مرتادا للحلقات،
ألم تكن مسابقا إلى الخيرات .أين تلك الركعات والسجدات ؟
أين ذلك الوقار والهيبة ؟ أين الاتزان والالتزام ؟
أين ذهب ذلك كله ؟
والله لقد كانت هيئتُك تسُرُّ الأنظار ووجهكُ تزينهِ لحيتك وتزيدهُ نوراً وإجلال .
لماذا كل هذا .. ما الذى حدث يا أخى ..
هل تغير الحال ..أصدقنى هل تغير الحال ؟
أخبرنى كما كنت تخبرنى عن كل شىء.
أصحيح ما بلغنى عنك ؟
أوحقا أنك هجرت مجالس الأخيار ..
أهكذا يتغير مظهرك فجأة حتى زال من الوجه الضياء
فخُففتِ لحيتك إلى الزوال ،والثوبُ طال ،
ماذا يعنى هذا ؟؟أليس ذلك إعلاناً منك بتغيرِ الحال .
أليس تغيرِ الظاهرِ نذيرٌ بخرابِ الباطن،
أليس هذا علامة لقسوة القلب حتى هجرَت كتابَ الله ،
ولن أسألك عن الصلوات .. لن أسألك عن الصلوات
وكأنك لم تبكى يوما على فوات تكبيرة الإحرام
للأسف لقد قالوا وليتهم ما قالوا
أنك استحللت ما كان حراماً من نظرٍ للقنوات،واستماعٍ للمُحرمات، وسهرٍ في الاستراحاتِ على تضييع الأوقات ....
فيالها من ساعة رهيبة، ولحظة أسيفة ...
ويا حسرتاه ..أتستبدل حياةَ السعداء بحياة الأشقياء ،
أتتركَ حياةَ النعيمِ والاستقرارِ مع الصالحينَ والأخيار، لتقترنَ بالعارِ مع الطالحينَ والأشرار .
ألم تكن حريصاً على الطاعات، مسابقاً ومُسارعاً إلى العبادات،
ألم تكن مواظباً على الحلقاتِ ، بل أكثرنا حرصا على الدروسِ والمحاضرات،
ألم تكن أكثرنا نشاطاً وحماساً، ووقتك يمضى دعوةً وجهاداً، أنسيت ذلك اليوم وقد دمعت عينك عندما أخبروك عن عدم قبولك فى جامعة الإمام
أنسيت عندما تمعر وجهك وأنت تسمع عن الأسواق
وليس فيها من ينكر المنكرات
ياسبحان الله ألم تكن أنت دليلنا في الكثير من أعمال الخير
أنسيت أنك أنت .. نعم أنت أكثرنا حفظا للمتون والقرآن
مالذى حدث ؟ أحقا هذا هو أنت ؟
يامن كنت حريصا على صيام أيام البيض ..والاثنين والخميس
بل والجلوس بعد صلاة الفجر فى المسجد ؟
من الذى كان يتفقد أحوال الجيران مع الإمام والمؤذن
فينصح هذا .. ويوجهه هذا .. ويعين ذاك ..
من الذى كلما اجتمعنا عند أحد الإخوة وبدأنا نقرأ فى سيرة الإمام ابن باز بدأت دموعه تتساقط ؟من ؟
من الذى كان يحثنا على قيام الليل ؟
أنسيت عندما كنا نقرأ سويا حديث النبى عليه الصلاة والسلام
{نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل} فأثنى عليه بقوله:نعم الرجل {لو كان يقوم من الليل}
أتذكر مالذى قلته عندما قرأنا هذا الحديث
أتريد أن أذكرك ؟ ألم تقل وفى ذلك فليتنافس المتنافسون

ألم تقرأ علينا قول الله
{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّل * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلا * نِصْفَهُ أو انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً *
أو زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً
بل وتردد إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } إن لهذه الآيات معنى

فبدأنا نبحث جميعا فى أمهات الكتب ..حتى قفزت من بيننا فرحا وقلت وجدت المعنى وجدت المعنى ..
وأنت تردد إنها الثبببببببات ..إنها الثبببببات
ودموعك تنهمر وأنت تقول لن يصبر على القول الثقيل
ولن يثبت على الإستقامة إلا من كان له مع الله تعالى عبادة، وقربى،فبدأت توصينا ..الله الله بقيام الليل ..
الله الله بقيام الليل ..أنت الذى كنت تقولها ..
الله الله بقيام الليل..فكيف أنت الأن مع قيام الليل...