السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل الخير وأثابك الثواب العظيم على جهدكم وسعة صدركم
نفع الله بعلمكم الإسلام والمسلمين وجعلكم من رسل الكلم الطيب أللهم آمين
لي تساؤل أخيتي بارك الله فيك
كتبت في تعليقك الأول ما نصه ....: (( فكيف يكون ذلك الأعرابي أعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم .. بقدرة الله ورحمته وفضله .. ))
لا أدري لماذا تساءلتي بهذا السؤال فأين ما جاء في ذلك الحديث الذي يدل على أن هذا الأعرابي أعلم من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ...؟؟؟
فما جاء في ذلك الحديث أنه عندما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخبار الأعرابي وقول الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم ...:
(( قل للاعرابي, لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا,فغداً نحاسبه على القليل والكثير, والفتيل والقطمر ))
وجاء جواب الأعرابي بما يوضح بأنه لا يعلم بأن الله يحاسبه وهذا يدل على أنه لا يعلم من الأمر شيئاً ... فكان جوابه
(( فقال الاعرابي: او يحاسبني ربي يا رسول الله؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم يحاسبك إن شاء ))
فقال الاعرابي: وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه
فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : وعلى ماذا تحاسب ربك يا اخا العرب؟
قال الاعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته, وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه,
وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه ))
وهنا يتضح لنا أن الأعرابي حقاً ما زال لا يعلم من الأمر شيئاً فجاء جوابه....: إن حاسبني الله ... ســ .... وإن حاسبني الله ســ ... وإن حاسبني الله ســــ .... وهذا دليل على أنه مازال يتساءل إن حاسبه الله .... وهنا أيضاً بدت ثقة الأعرابي بالله العظيم وثقته بمغفرته وعفوه وكرمه في مقابل ذنوبه ومعصيته وبخله ... لذلك قال ما قاله كإنسان لا يعلم أن الله سيوقف البشر وسيحاسبون ولن ينتظر منهم رداً أو دفاعاً فلا عاصم اليوم لهم من حساب الله ومن عقابه أو عفوه .... وهذا دليل على أنه لا يعلم من الأمر شيئاً ...
ونحن نعلم جيداً أن الله أوجد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأوجد معهم الصالحين والحكماء ومنهم من كان يعلم من الغيب أكثر من الأنبياء لحكمة من الله في تعليم الأنبياء كبشر بأنهم مهما وصلوا من علم من الله جل جلاله فلن يعجز الله أن يأتي بمن هو أعلم منهم وأحكم ... وهذا أسلوب الله عز وجل في تربية أنبيائه وابتلائه لهم وصقلهم في مشوار حياتهم ... ولنا في قصة رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام مع الصالح الذي كان يعلم من العلم ما لم يستطع عليه سيدنا موسى عليه السلام صبراً ولا قدرة ... وغيره من الحكماء والصالحين ...
ونعلم أيضاً أن الكثير من الروايات التي حدثت للأنبياء وبالتحديد التي حدثت لنبينا الكريم خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم كانت لتعليمه وتربيته وصقله من لدن الله العلي القدير وكان الكثير منها بأن ينزل عليه الملائكة بهيئة البشر وقيامهم بسؤاله عن الدين وغيره حتى يعلمه ويعلم من بعده البشر الذي أرسل عليهم ليهديهم بما أنزل عليه الله من الهدى والحكمة والموعظة ..
على العموم كل التقدير والاحترام لشخصكم الكريم وعلى ما أبديتم من شرح وسعة صدر جزاكم الله الثواب العظيم أللهم آمين ...
وكلي أمل أن يجلب لي أخي في الله ومن يسكن ديار الرسول الكريم بتلك الكتب التي تحدث عنها لنعلم جيداً مصدر الحديث ومدى صحته من ضعفه وصدقه من كذبه ...
بارك الله فيكم
ونفع بعلمكم الإسلام والمسلمين
أللهم آمين
اللهم آمين
أللهم آمين
التعديل الأخير تم بواسطة ساحره ; 2005-01-11 الساعة 10:25 AM.
|