عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2011-10-30, 8:42 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي لكن . . لا زلت أملكُ قلباً
لكن . . لا زلت أملكُ قلباً

سبعةٌ وثلاثون عاماً قضيتها على ظهر هذه الحياة . . ليس لي فيها أي معلمٍ من المعالم سوى رحمة الله التي بها حُفظت في بطن أمي ، وبها خرجت إلى هذه الدنيا ، وبها انتقلت من طور الطفولة إلى طور الشباب ، ثم ها أنا الآن على مشارف طور الشيخوخة التي يعقبها لقاء الله لا محالة ، ولعله قد آن الأوان لكي أسأل نفسي :
ما العمل الذي سألقى به ربي ؛ فينجيني يوم يفزع الأنبياء ، وتُصعق الملائكة ؟!
من خلال سردٍ سريع لأيام حياتي الخالية ، لن أجد من الأعمال ما يؤهلني إلا إلى الإلحاح على الله في الدعاء بأن يُفنيني فلا يَبعثني تارةً أخرى ؛ حتى لا يُؤاخذني بما كان من فرط الذنوب والآثام !!
إلا أن أمراً مقضياً قد سبق من الله ببعث الخلائق للحساب ، فلا مفرّ منه ولا عتاب ، ولم يبق أمامي فيما بقي من أيام حياتي ، أو عند دخول قبري ، وعند نصب الموازين لحسابي ، إلا رجاء رحمة الله ، مراتٍ أخرى ومرات . فأنا أعرفها جيداً . . فهي هذه التي لم يحرمني الله بها رزقاً رغم انغماسي في المعاصي والشهوات ، وهي هذه التي ستر الله بها عليَّ يوم أن كنت أبالغُ في اقتراف الزلات ، وهي هذه التي أنجاني الله بها من كيد الماكرين والأوغاد إنّ أيَّ معنىً لحياتي يفتقد مضمونه وجوهره ؛ إذا ما افتقدت معنى هذه الرحمة ، وإنًّ يوماً أقضيه دون ما استشعارٍ لهذه الرحمة ؛ فليس من عمري ولا أعرفه ، وإنما أعرف فقط المعنى الحقيقي للضعف والذِّلة والمهانة ، فبالبعد عن هذه الرحمة أوشك على الهلاك ، وبالبعد عن هذه الرحمة أصبح فريسةً لكل العباد ، وبالبعد عن هذه الرحمة أُسلب معنى الحياة ، إلا أنني برغم ذلك ، لا آمن على نفسي أن أُسلب هذه الرحمة لفرط زللي ، و لإسرافي في أمري فهذه الرحمة ، قد جعلها الله قريبةً من المحسنين _ ولست منهم _ فأنّى لي أن أطمع فيها ، ولست من أهلها ؟!
أم كيف لي أن أتجرأ على الله بسؤال نصرته ، وقد نكصت عن نصرة دينه ؟
إنّ كافة الأسباب قد سلبتها من نفسي بنفسي ، ولكن يبقى الأمر من الله بعدم القنوط من رحمته ، هو عزائي الوحيد فيما تبقى لي من أيام عمري ، فبأمرك يا رب لن أقنط من رحمتك على الرغم من معصيتي !!
وبأمرك يا رب سأظل واقفاً بابك وإن طردتني لسوء فعلي !!
فأنت الذي علمتني استشعار معنى هذه الرحمة ، وأنت الذي جعلت مستقرها في قلبي ، فجُد عليَّ بعفوك ومغفرتك ، وأصلح لي ما بقي من عمري ، واغفر لي يا مولاي ما كان من ذنبي ، فبرغم غفلتي ومعصيتي . . .

إلا أنني لا زلت أملك قلباً ؛ فلا تعذبني . .
ابو مهند القمري


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟