الجنة الضائعة
نحن ننام في وضع القرفصاء لأننا نحلم بالعودة
إلى رحم الأم السعيد!! ليس هذا فقط!!
بل إن بعض علماء النفس يرى أن الإنسان في
هذه الحياة يظل يعاني من المهد إلى اللحد
إلى أقصى درجة لأنه لا يستطيع أن ينسى أبداً
أنه كان يعيش داخل رحم أمه في راحة كاملة لا يحلم بها
أعظم إمبراطور في تاريخ هذا العالم..!!
تخيل نفسك في مكان، لن تشعر فيه ببرد أو حر، فالتكييف المركزي
دائم ومستمر، لكنه لا يسبب أية حساسية أو مرض..
الطعام مجاناً، ويصل في موعده تماماً، بدون أي مجهود
او مشقة، لن تتحرك خطوة، ولن تمد يدك، بل لن تتعب
في مضغ وابتلاع الطعام؟! في هذا العش السامر
لا توجد ذبابة تضايق العين، والمكان الملاكي لا يشاركك فيه أحد
والمساحة مناسبة تماماً، ويمكنك النوم والصحيان
بحرية وحيثما تريد.. هناك لا توجد شيخوخة ولا غنى وفقر...
أنت فقط تعيش في عالم سعيد إلى جوار أفضل وأوفى وأجمل... لكن فجأة!!
تجد نفسك تنزلق خارج هذا النعيم، وبهذا تصرخ بشدة
بعد أن وجدت نفسك وبدون أسباب واضحة مطرود
من هذا الفردوس الحالم لتقف عاريا وسط غابة من البشر.. لتصارع من البقاء والمؤسف أكثر أنك سترى كل الذين من حولك مبتسمين في سعادة
وأنت لا تعرف هل يضحكون من أجلك أو يضحكون عليك..!!؟
من اطلاعاتي