عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 8  ]
قديم 2011-10-17, 4:07 PM
♪♪ تَراتِيلُ حَرفْ ♪♪
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 147469
تاريخ التسجيل : 12 - 5 - 2011
عدد المشاركات : 1,594

غير متواجد
 
افتراضي
معنى الحزن والاكتئاب



عباد الله: الحزن في لغة العرب: هو الاغتمام، يقولون: حزن الرجل إذا اغتم واشتد همه، وهذا الحزن، يعد أحد صور العاطفة، والمشاعر الإنسانية الفطرية التي تسيطر على الإنسان، فإذا ما اشتدت عليه اشتداداً تتغير به نفسه وتنكسر، فإنه حينئذٍ يسمى اكتئاباً، وهو أيضاً إحساس عاطفي، يعد قمة الحزن وغايته، حيث يجعل الفرد نهباً لشعوره الداخلي، الذي يورث الفشل وخيبة الأمل، واختفاء الهشاشة والبشاشة، والحبور والانشراح، مع انفعالات مزدوجة بالآهات والزفرات، حتى تعزف النفس بسبب ذلك عن بذل أي نشاط حيوي، بل ولربما عزفت عن الحياة بالكلية، ليكون الانتحار هو الحل الوحيد للمصاب بهذه الأزمة -والعياذ بالله- في حين أنه لو سلم من قتل نفسه، والقضاء عليها، فلا أقل من أن تصيبه، لوثة بعض الأمراض المصاحبة لها، كأمثال القرحة، وألم المفاصل، والأرق والصداع وغير ذلك، وقد قال ابن القيم رحمه الله: أربعة تهدم البدن: الهم، والحزن، والجوع، والسهر.



العلاج الروحي للحزن والاكتئاب



إن أهمية التطبب النفسي من خلال عرض الفرص العلاجية عبر جوانب إيمانية من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لعلة الحزن والاكتئاب؛ لتكمن في كونها البديل الأفضل والأكمل والأسلم لمئات من أنواع الأدوية والعقاقير المهدئة والكيوفات المؤقتة، التي قد يتعود عليها الجسم، فتتحول مرضاً أفتك من الحزن والاكتئاب ذاته.





ثم إن العلاج الشرعي الروحاني على وجه العموم قد يفوق العلاج السريري لهذه الظاهرة الفتاكة بمرات كثيرة.
وإذا كان هناك برامج في الطب النفسي تشير أن في السباحة المائية، ومزاولة الأعمال المنزلية بصفة متكررة، علاج لهذه الأزمة، فإننا معاشر المسلمين، لا يمكن أن نتصور كون الفرد سابحاً عاملاً في منزله ليلاً ونهاراً، ولكن يمكن لنا أن نتصور هذا الفرد، متعبداً مسبحاً مستغفراً، ليله ونهاره، قيامه وقعوده، وعلى جنبه، ولا جرم، فقد وصف الله أولي الألباب بقوله: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ [آل عمران:191] ومن هنا يأتي تفاضل الأدوية الشرعية الروحانية على المادية السريرية، رغم أهميتها، وعدم إغفال دورها الفعال في بعض الأحاين.






أسباب الحزن والاكتئاب

العقاقير الطبيه


وبعد يا رعاكم الله! فلسائل أن يسأل ويقول: قد عرفنا صورة هذه الأزمة، ولكن ما أسبابها الظاهرة؟ وما علاجها المرجو؟ فنقول: إن هناك مسببات طبية بحتة، لا يمكن تجاهلها إزاء المصابين بالحزن والاكتئاب، ومن أشهر هذه الأسباب: كثرة تعاطي الأدوية والعقاقير التي تؤدي بدورها إلى تغيرات كيميائية في الدماغ، الناتج عنها الإصابة بالاكتئاب نفسه، ومن ذلك أيضاً: تعاطي المخدرات والمسكرات، المؤدية إلى الإدمان المروع، والإحساس بأن الحياة لا شيء بدون معاقرتها.




البعد عن الله



ومن ذلك العوامل الوراثية، وبعض الأمراض العضوية، ولكن الذي يعنينا هنا من على هذا المنبر، هي تلكم الأسباب التي تناولتها الشريعة الغراء، من خلال ذمها، والتحذير منها في غير ما آية أو حديث لكافة شئون الدين والدنيا، فقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على أن خواء القلب من ذكر الله ويبس اللسان منه؛ أمارة من آمارات الضيق والنكد والحزن وكسف البال، فقد قال الله تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124].
وقد جاء في السنة، ما يدل على أن مواقعة المعاصي والاستهانة بها سبب رئيس من أسباب حلول هذا البلاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها من العمل؛ ابتلاه الله عزَّ وجلَّ بالحزن ليكفرها عنه } رواه أحمد .




خواء الأفئدة من الإيمان بالله


ومن أسباب ذلك أيضاً: قلق كثير من الناس، وخواء أفئدتهم من الإيمان بالله، وبقضائه وقدره، وفزعهم من المستقبل المجهول، والشعور بالوهن عن حمل المصائب وتحمل المشاق، فتجدون أمثال هؤلاء قوماً يفرقون لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلاً لولَّوا إليه وهم يجمحون.
التعديل الأخير تم بواسطة ♪♪ تَراتِيلُ حَرفْ ♪♪ ; 2011-10-17 الساعة 4:36 PM.


توقيع ♪♪ تَراتِيلُ حَرفْ ♪♪
أشياء بسيطة لربما منحتنا راحةً نفسية وسعادةً لا حدود لها
كَ هسيس ساعة جدارية يسرق منا الإنصات ..

( لا تستحقرن صغيراً )
***
تراتيل