بورك فيك 55ريما55.
لكن يجب الحذر من تفسير الزمخشري ففيه طوام .
ولا اعني بكلامي شخصكم الكريم ولكن من هم على شاكلتي في قلت البضاعة .
وقد سؤل الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله هل يجوز اقتناء تفسير الزمخشري وقراءته؟
قال :إذا كان مقتنيه طالب علم وعنده بصيرة، ولا يخشى من تأثيره عليه، فلا بأس أن يستفيد منه؛ لأن فيه بلاغة في أسلوبه، والمعاني التي يقررها. أما إذا كان مبتدئًا فلا ينبغي أن يقتنيه، بل يقرأ في كتب التفسير الميسرة - كتفسير الشيخ السعدي وتفسير الحافظ ابن كثير أي التفاسير السلفية.
أما أن يقتني تفسير الكشاف للزمخشري أو مفاتيح الغيب للرازي ففيه طوام أيضًا، فيه بيان وتقرير لشبه أهل الباطل، حتى أنه قرر وجوب تعلم السحر، حتى قال بعض العلماء: فيه كل شيء إلا التفسير، نقل ابن كثير عن الرازي أنه أوجب تعلم السحر، استدل بقوله: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ والعلم في ذاته شربف، والسحر علم من العلم فيجب تعلمه. هكذا يقول.
فتفسير الكشاف للزمخشري أو مفاتيح الغيب للرازي لا ينبغي للمبتدئ أن يقتنيهما، لكن طالب العلم الذي عنده بصيرة لا بأس أن يستفيد منها.
قال الله تعالى : ( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) * سورة الشعراء
فلما شاهدوا ذلك، وعلموا أنه ليس من تمويه السحرة, آمنوا بالله وسجدوا له، وقالوا: آمنَّا برب العالمين رب موسى وهارون.
قال الله تعال : ( قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) ) سورة طه
قال فرعون للسحرة: أصدَّقتم بموسى, واتبعتموه, وأقررتم له قبل أن آذن لكم بذلك؟ إن موسى لَعظيمكم الذي عَلَّمكم السحر; فلذلك تابعتموه, فلأقطعنَّ أيديكم وأرجلكم مخالفًا بينها, يدًا من جهة ورِجْلا من الجهة الأخرى, ولأصلبنَّكم - بربط أجسادكم - على جذوع النخل, ولتعلمنَّ أيها السحرة أينا: أنا أو رب موسى أشد عذابًا من الآخر, وأدوم له؟
تفسير ابن كثير يقول :
يقول تعالى مخبرًا عن كفر فرعون وعناده وبغيه ومكابرته الحق بالباطل، حين رأى ما رأى من المعجزة الباهرة والآية العظيمة، ورأى الذين قد استنصر بهم قد آمنوا بحضرة الناس كلهم وغُلِب كل الغلب -شرع في المكابرة والبهت، وعدل إلى استعمال جاهه وسلطانه في السحرة، فتهددهم وأوعدهم وقال ( آمَنْتُمْ لَهُ ) أي: صدقتموه ( قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ) أي: وما أمرتكم بذلك، وافتتم عليّ في ذلك. وقال قولا يعلم هو والسحرة والخلق كلهم أنه بَهْت وكذب: ( إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ) أي أنتم إنما أخذتم السحر عن موسى، واتفقتم أنتم وإياه عليّ وعلى رعيتي، لتظهروه، كما قال في الآية الأخرى: إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ [الأعراف 123] .
ثم أخذ يتهددهم فقال: ( فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) أي: لأجعلنكم مثلة [ولأقتلنكم] ولأشهرنكم.
قال ابن عباس: فكان أول من فعل ذلك. رواه ابن أبي حاتم.
قال ابن عباس : وكان أول من صلب وأول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف فرعون .
قال الله تعالى: ( وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ) أي: بصنيعه هذا الذي أراد أن يوهم به الرعية أنه يعمل شيئا يتوصل به إلى تكذيب موسى، عليه السلام؛ ولهذا قال تعالى: ( وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلا فِي تَبَابٍ ) قال ابن عباس [رضي الله عنهما] ، ومجاهد: يعني إلا في خسار .
قال الله تعالى : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلا فِي تَبَابٍ (37) ) سورة غافر
وقال فرعون مكذِّبًا لموسى في دعوته إلى الإقرار برب العالمين والتسليم له: يا هامان ابْنِ لي بنًاء عظيمًا; لعلي أبلغ أبواب السماوات وما يوصلني إليها, فأنظر إلى إله موسى بنفسي, وإني لأظن موسى كاذبًا في دعواه أن لنا ربًا, وأنه فوق السماوات, وهكذا زُيَّن لفرعون عمله السيِّئ فرآه حسنًا, وصُدَّ عن سبيل الحق؛ بسبب الباطل الذي زُيِّن له, وما احتيال فرعون وتدبيره لإيهام الناس أنه محق, وموسى مبطل إلا في خسار وبوار, لا يفيده إلا الشقاء في الدنيا والآخرة.
وشكرا لكم ، وجزيتم خيرا وأعانكم الله على فعل الخير
والله أعلم وأحكم