من المعاكسات إلى الهداية
شاب كان يقف مع فتاة بالشارع فأتاه من ينصحه فهربت الفتاة وأخذ الناصح يذكره بالموت وفجأته والساعة وهولها فإذا به يبكي ..
يقول الداعية : فلما انتهيت من الحديث أخذت رقم هاتفه وأعطيته رقمي ثم افترقنا وبعد أسبوعين كنت أقلب في أوراقي فوجدت رقمه فاتصلت عليه في الصباح مسلماً وسألته : يا فلان أتعرفني ؟
فقال : وكيف لا أعرف الصوت الذي كان سبباً في هدايتي ..
فقلت الحمد لله كيف حالك ؟ .. فقال منذ تلك الكلمات وأنا بخير وسعادة ..أصلي وأقرأ القرآن وأذكر الله تعالى ..فقلت : لا بد أن
أزورك اليوم وسآتيك بعد العصر.
وعندما حان الموعد جاءني ضيوف فأخروني إلي الليل ولكن قلت : لابد أن أزوره فذهبت وطرقت الباب فخرج لي شيخ كبير فقلت له : أين فلان ؟ قال : من تريد ؟ قلت فلان .. قال من ؟! قلت : فلان..
قال : لقد مات وقد دفناه في المقبرة .. قلت :كيف لقد كلمته اليوم في الصباح ...
قال صلي الظهر ثم نام وقال أيقظوني لصلاة العصر جئنا نوقظه فإذا هو جثة وقد فاضت روحه إلي بارئها .
يقول : فبكيت.. فقال من أنت .. قلت تعرفت علي ابنك قبل أسبوعين .
قال : أنت الذي كلمته وناصحته .. دعني أقبل رأسك ..دعني أقبل الرأس الذي كان سبباً في إنقاذ ابني من النار.
وقفة : عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم بمنكبي فقال :كن في الدنيا كأنك غريب أوعابر سبيل } .
وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ..
* يقول علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ( أن الآخرة قد ارتحلت مقبلة وان الدنيا قد ارتحلت مدبرة ,فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب , وغداً حساب ولاعمل ) .
من فوئد القصة :ـ
ـ ألا يتردد الإنسان في إنكار المنكر وليستشعر الفضل المترتب علي ذالك .
ـ الإسراع للتوبة والرجوع إلي الله تعالي وعدم التسويف في ذالك .
ـ أن السعادة والحياة الطيبة في ترك المحرمات والإقبال علي فاطر الأرض والسموات .
ـ الاستعداد وأخذ الزاد ليوم الميعاد فإن الموت يأتي بغتة .
من كتاب (قصص من الأشرطة النافعة ) بتصرف .
محبكم في الله / شامل