4- السنة أن ينوِّع المصلي بين صيغ التشهد
فيفعل هذه الصيغة تارة وهذه تارة , ومما ورد :
- « التحيّات للّهِ والصلواتُ والطيِّبات: السلامُ عليكَ أَيُّها النبيُّ وَرحمةُ اللهِ وَبرَكاتهُ، السلامَ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحين , أَشهدُ أن لا إلهَ إلاّ اللهُ، وأشهَدُ أَنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه». متفق عليه عن ابن مسعود .
- «التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لله , السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ ...». ثم يكمل كما سبق , رواه مسلم من حديث ابن عباس رضى الله عنه .
- « التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لله. السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ...» ثم يكمل كما سبق , رواه مسلم من حديث أبي موسى , فيسنُّ أن ينوع فيأتي بهذا تارة وبهذا تارة , كما هي القاعدة في السنن الواردة على صيغ متنوعة .
5- السنة أن يجلس المصلي في التشهد الأخير مُتَوَرِّكاً في الصلاة الثلاثية والرباعية
والمقصود أن يقعد في التشهد الأخير إذا كانت الصلاة رباعية أو ثلاثية على مقعدته فيقعد على الورك الأيسر , والتورك ورد على أكثر من وجه فيستحب التنويع حينئذ , ومما ورد :
- أن يفرش رجله اليسرى ويخرجها من الجانب الأيمن وينصب اليمنى ويجعل مقعدته على الأرض .
وهذه الصفة رواها البخاري عن أبي حميد الساعدي .
- أن يفرش القدمين جميعاً ، ويخرجهما من الجانب الأيمن ، ويجعل مقعدته على الأرض .
وهذه الصفة رواها أبو داود وابن حبان والبيهقي عن أبي حميد الساعدي وصححها الألباني .
وليُعلم أن التورك على الصحيح ليس في كل تشهدٍ أخير , وإنما في التشهد الأخير في الصلاة الثلاثية والرباعية دون الثنائية.
6- السنة أن ينوِّع المصلي بين صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلام
فقد وردت عدة صيغ في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلام فالسنة أن ينوِّع بينها ومما ورد :
- « اللّهمَّ صل على محمدٍ وعَلَى آلِ محمدٍ كما صليتَ على إِبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنكَ حَميدٌ مَجيد، اللّهمَّ بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركتَ على إِبراهيم وعلى آلِ إبراهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيد». رواه البخاري من حديث كعب بن عجرة أيضاً .
_ « اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ. وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ. فِي الْعَالَمِينَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ». رواه مسلم من حديث أبي مسعود الأنصاري .
- « اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ. كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ. وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ. كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ». متفق عليه من حديث أبي حميد الساعدي .
7- - يسنُّ يستعيذ المصلي من أربع قبل أن يسلِّم
وهو قول جمهور العلماء , لحديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلام قال : «إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ. فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللّهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ. وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ. وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ». رواه مسلم وهو في الصحيحين من حديث عائشة .
وهناك أدعية أخرى وردت في السنة يسنُّ للمصلي أن ينوِّع في الإتيان بها قبل السلام , ومما ورد :
- «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ من المأْثَمِ والمغْرَمِ» متفق عليه .
_ « اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَأَعَوْذَ بِكَ مِنَ النَّارِ " رواه أبوداود.
- « اللّهمَّ إِني ظَلمتُ نفسي ظلماً كثيراً، ولا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلاّ أنتَ، فاغفِرْ لي مَغفِرةً من عِندكَ، وارحمني إِنك أَنتَ الغفور الرَّحيم». متفق عليه .
- « اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ». رواه أحمد وأبوداود والنسائي .
- « اللهمَّ إني أعوذُ بك منَ البُخلِ ، وأعوذ بكَ منَ الجبن، وأعوذ بك من أن نُرَدَّ إلى أرذلِ العُمرِ، وأعوذ بك من فتنةِ الدُّنيا وعذابِ القبر » رواه البخاري .
- «اللهمَّ حاسِبْني حِساباً يَسِيراً » رواه أحمد .
ثم يُسلِّم ملتفتاً في سلامه , والتفاته في الصلاة سنة , والمبالغة في الالتفات سنَّة أيضاً ؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلام كان يلتفت حتى يرى من وراءه بياض خدِّه صلى الله عليه وسلام فعن سعد بن أبي وقاص قال : « كُنْتُ أَرَى رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلام يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. حَتَّى أَرَى بَيَاضَ خَدِّهِ. » رواه مسلم .
ي- الأذكار المشروعة بعد السلام من الصلاة المفروضة سنة
- قال النووي : " أجمع العلماء على استحباب الذكر بعد الصلاة "
ويستحب رفع الصوت بهذا الذكر لحديث ابن عباس رضي الله عنهما : «أن رفعَ الصوتِ بالذِّكرِ ـ حينَ يَنصرِفُ الناسُ منَ المكتوبةِ كانَ عَلَى عهدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلام ». وفي لفظ قال ابن عباس «كنتُ أَعرفُ انقضاءَ صلاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلام بالتكبير».
- والأذكار هي :
- يسْتَغْفِرُ الله ثَلاَثاً ثم يقول : «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ. تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ» رواه مسلم من حديث ثوبان .
- «لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ. لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللّهِ. لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ. وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ. لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ. وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ. لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ».متفق عليه من حديث ابن الزبير وَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلام يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ، والإهلال : هو رفع الصوت .
- «لاَ إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ. لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ. وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ. وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» متفق عليه من حديث المغيرة بن شعبة.
يتبع