عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 6  ]
قديم 2011-09-21, 9:14 AM
الوديعه
عضو جديد
رقم العضوية : 155795
تاريخ التسجيل : 17 - 9 - 2011
عدد المشاركات : 76

غير متواجد
 
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد سماع القصة تأكد لغياث بن عبد المغيث صدق توقعه ، وأن الذهب ليس غنيمة باردة00
بل هناك فئتان تصطرعان عليه مروان وشقيقه و حنظلة ومن تبقى من رفاقه0

وقرر في نفسه أنه يجب المسارعة بالرحيل فلابد أن القوم سيقتفون أثر مروان ويأتون إلى هنا00فيجب أخذ الخرج والسباحة إلى الضفة الثانية من النهر ، ثم ركوب الجمل والهروب 00

وفكر في كيفية قطع النهر سباحة والخرج ثقيل وليس هناك قارب غير ذلك القارب المعطوب الذي ربما أستقر في المياه الأن00

واهتدى إلى طريقة00و اعتزم تنفيذها00سيفرغ قربة الماء ثم يملأها بالهواء ويربطها إلى خرج الذهب، ويسهل بذلك جذبها معه خلال السباحة !

ودبت فيه الحيوية، وقام لتنفيذ فكرته والمسارعة بالهروب 00 لكن ذلك أصبح مجرد أمنية!
فقد تناهى إلى سمعه صوت فرس راكض 0 0 فخرج ليتحقق من الصوت فرأى فارساً طويلاً بسيف طويل ينهب الأرض باتجاه البيت 0000 فعاد إلى الداخل وهتف بمروان:

-لقد قدم أحدهم0

فصاح مروان برعب:
-لقد عرفوا مخبأي00 إنه الموت!!

وتعاقبت على وجهه الألوان00 وأيقن بالهلاك ولما رأى غياث تغيُّر سحنته طمأنه وقال بنبرة صادقة:
-لن يصلوا إليك وأنا هنا00 فأنا لست جباناً ولا خائناً0

وكل الذي تمناه في هذه اللحظة لو أنه سارع مع مروان بالرحيل ولم يتلكأ00 وأسر في نفسه الندامة00لم يكن من طبيعته الجبن00 لكنه أراد أن يتجنب قتالاً هو في غنى عنه0

وفتح أحد الصناديق وأخذ أجود الحراب الموجودة واختبأ خلف الباب، وسمع الفارس يترجل عن فرسه ويربطها في الجهة الخلفية من النخيل ويتقدم إلى الباب ، وتوقع غياث أن يجهز على مروان ساعة دخوله 00 لكنه بخلاف ذلك أنكب عليه بلهفة يتحسسه ويقول مبتهجاً :
-مروان!! هل أنت حي؟!

وصاح مروان مدهوشاً:
-سعيد أخي!؟

-كيف جرحك؟

-على شر حال!

-لقد تسرعت فيما فعلت00 ولو أخبرتني بنيتك لأخذتُ أهبتي ولما جرحت0

-لقد طرأت علي الفكرة فجأة، فسارعت إلى تنفيذها!

-هل تألمت من الطعنة كثيراً؟

-لقد تمنيت الموت من شدة ما وجدت!

وبرفق أخذ الفارس يد أخيه ورفعها عن بطنه ، ولم يرَ غياث تعابير وجهه لأنه كان ملقياً إليه بظهره00 لكنه سمعه يقول متكدراً:
-إنه جرح كبير!!

ثم رد يده إلى مكانها وقال يطمئنه:
-ستشفى وتنجو0

-أشك في النجاة00 لقد سال من دمي الشيء الكثير00لكن قل لي كيف تركت الرجال؟

-لقد قُتل ذاهب المقدسي00تعمَّد حنظلة قتله بسيفه00

-إنه لئيم وحقود0

-وقتل جميع رجاله00ومات منا أربعة00 أما أنا فقد قتلت عدي الذي أعترضك،وسلبته فرسه وهربت إليك00لقد علمت أنك ستكون هنا00وتأكدت من ذلك عندما رأيت ضوء النار من نافذة الحجرة0

لكن البقية علموا بما فعلت من الهروب بالأموال،وعلموا أني انضممت إليك00 وهم في أثري الآن ويلزمهم بعض الوقت ليصلوا إلى هنا00 فهيا سأحملك وسأردفك على الفرس00 ولنسارع بالنجاة بما غنمنا00فلا طاقة لنا بهم0

وسكت برهة يلتقط أنفاسه ثم سأل مروان بلهفة:
-أين الذهب والجمل؟

فأجابه مروان يشير بذقنه إلى غياث الذي برز من مخبأه:
-لقد استولى عليه هذا الفتى00!

وقفز سعيد كالملدوغ لدن سماعه بوجود شخص آخر في الغرفة وأستل سيفه وواجه غياث0

كان طويلاً00 نحيلاً00 وكان أصغر من مروان بكثير00 وأكثر وحشية وحذراً00 وهتف في خشونة:
-كيف تسلب أخي ماله00 وهو جريح عاجز؟

وقبل أن يقول غياث شيئاً صاح مروان:
-دعه ياسعيد00 لقد أخبرته بكل شيء00 مقابل أن يرجع الأموال، ويساعدنا ويأخذ بعض الذهب مكافأة له0

فنهره سعيد محنقاً وقال:
-ما زلت على غبائك يا مروان!

ووجه كلامه إلى غياث:
-أين الأموال؟

فرد غياث ببرود:
-هي أموال اغتصبت مرتين00 فما الذي يمنعها أن تؤخذ مرة 00؟

-إذاً فأنت تطلب القتال؟

-كما تشاء0

وهجم سعيد على غياث الذي كاد ينخسه بطرف حربته00 لكن سعيد كان أسرع فأطارها من يده بجنب سيفه، فدهش غياث لهذه المهارة، وقفز إلى ركن الحجرة،والتقط جذعاً قصيراً ومتيناً وواجه به سعيد الذي قال:
-إنك لا تعرف سعيد حتى تواجهه بخشبة؟!

-وأنت لا تعرف غياث حتى تتحداه!؟

وهجم سعيد على غياث وأهوى بسيفه عليه،فتدرع غياث بالغصن فعلق السيف به00وفيما حاول سعيد انتزاع سيفه00 ركله غياث برجله في خاصرته بشَّدة فسقط يتلوى ألماً0

وأخذ غياث السيف وبرك على صدره كالجمل، لكنه لم يتمكن منه لأن سعيد قبض على معصميه وضغط عليهما بقوة رهيبة حتى اكتستا لوناً أزرق فأسقط غياث السيف رغماً عنه، فحاول سعيد التقاطه وهو يمسك بغياث لكن يد مروان كانت أسرع فأخذ السيف0 وصاح به سعيد:
-دعني أقتله!

فقال مروان:
-إن له عليَّ معروفاً00 فقد أنقذني وعبر بي النهر ولولاه لكنت ميتاً الآن0

وتنازعت خواطر مضطربة فؤاد سعيد، بين ترك غياث لإحسانه أو الإجهاز عليه00لكن نزعة الشر غلبته، فهتف بمروان وهو يرص على أسنانه:
-أعطني السيف فلا مكان هنا إلا للقتال والغلبة00 وهو الذي طلب ذلك؟

فقال مروان:
-إذا قتلته ضاع منا المال إلى الأبد،فقد أخفاه في مكان لا يعرفه إلا هو0

ولما رأى غياث هذا الجدل حول حياته أخذته الأنفة00 فتناهض من تحت خصمه ثم قبض عليه من ثيابه ووقف وقد رفعه عالياً حتى لامس ظهره سقف الحجرة المنخفض وصاح:
-لست في حاجة إلى رحمتك ولا رحمة أخيك!

ثم قذف به إلى الأرض في سقطة عظيمه صرخ منها سعيد00 وهنا وقف مروان على ركبتيه على غير عادته00 وهو يطل من النافذة الصغيرة، وهتف في وجل عظيم:
-كفى عراكاً00 لقد جــــــــــــــاءوا00 حنظلة ورفاقه!