أسمع كثيراً وأرى حولي بإن من يحمل معلومات جمة في مجالات شتى يطلق عليه المثقف , من يسارع بمعلوماته ويجيب , فهل هذا مثقف ؟
الثقافة المعلوماتية كما أحب إن أسميها ليست ثقافة تامة , فهنالك من يحمل في ذاكرته آلاف المعلومات لكنه لا يحضر عندما نريد منطق العقل إن يتكلم , فما هي الثقافة ؟
تعددت تعاريف الثقافة , فمنهم من ذهب بها إلى العادات والتقاليد الاجتماعية ونمط الشعوب وهذا المتداول الأساس الأول كما عند تايلور , وهنالك من عرفها بأنها الحنكة والتفكر والإلمام بالأمور وهذا أشمل وأوسع في نظري , المثقف يتطلب منه إن يكُن حاضراً بوعيه لا معلومات في الذاكرة وكفى , وليس هذا يعني أن يكون له في كل بستان زهرة أو أن يمسك الشيء من رأسه وعليه يقرع , أو إن يفرض المطالب , ويتزمت بالتحضر بعيداً عن الدين ..
بليغ الشعور إذ أستشعر عندما أقف عند قامة ثقافية أنني قد رويت وهذه هي , بإختلاف التيارات والمناهج إن صح المُسمى , فكري .. شرعي , المهم إن نقطة الالتقاء وسطيه شملت وشملت , استطاعت في يد مُحنك أن تسدد وتقارب وتحل وتربط في تفكير راقي يعود للأساس ويقف عند الحدود ويطرح آرائه , وها أنا هنا قد خرجت عن مساري ..
المثقف لابد إن يجانب أفكاره شواهد ونماذج أكثر من المعلومات التي لا غنى له عنها بالتأكيد , لكن من يحملها دون صفات المثقف فهذا ليس مُثقف وإنما معلوماتي , ويحق لي أن أسأل هل يطلق عليه ثقافة عامة