عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2007-03-29, 6:05 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي

الوقفة الأولى : الابتلاء سنة الله في خلقه .
هي سنة علينا وعلى من سبقنا ، ومن سيأتي بعدنا { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } .
إن الدنيا – أخي – دار امتحان واختبار ، وأسقام وأكدار .

فالمرء رهن مصائب لا تنقضي *** حتى يوسَّد جسمه في رمسه
فمؤجلُ يلقى الردى في غيره *** ومعجل يلقى الردى في نفسه

== تذكر أخي المكروب أن هناك خلقاً غيرك ممن حلت بهم المصائب ، فلست وحدك في ساحة الابتلاء ؛ بل لا أبالغ إذا قلت : إنه لا يوجد أحد إلا ولديه ما يُهِمُّه ويحزنه .

كل من لاقيت يشكو دهره *** ليت شعري هذه الدنيا لمن؟

== إن الدار التي ليس فيها كدر ولا حزن ، هي الجنة جعلني الله وإياك من أهلها . نعم تلك المَحَلَّة التي يكون فيها النعيم والسرور سرمدياً أبدياً ، لا يحول ولا يزول .
وأهلها في فرح دائم ، ومتعة باقية { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } فاصبر وصابر لها واحصد ما استطعت من الحسنات فلعلك أن تظفر بها وتكون من أهلها .
== إن هذه الدنيا أيها الحبيب مليئة بالهموم والأكدار
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "إن لكل فرحة ترحة ، وما مليء بيت فرحاً إلا مليء ترحا" وقال ابن سيرين : "ما ضحكٌ إلا كان بعده بكاء ".

الوقفة الثانية : سبب المصيبة
إن المصيبة حين تحل بالعبد فلابدَّ أن يكون لنزولها سب ، وهذا السببُ في غالب الأمر لأجل ما كان من العبد من معصية اجترحتها يداه ، أو تفريطٍ في طاعة مولاه .
قال تعالى : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } ، وقال سبحانه : { أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا ؟ قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير } 0
== وروى الطبري وصححه الألباني عن البراء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما اختلج عرقُ (أي اضطرب ولا تحرك عرق) ولا عينُ إلا بذنب ، وما يدفع الله أكثر " 0
== قال ابن سيرين – رحمه الله – " إني لأعلم الذنب الذي حرمت به قيام الليل أربعة أشهر ذاك ني قلت لرجل : يا مفلس " !! قال أبو سليمان الداراني : " قلّت ذنوبهم فعرفوا من أين أوتوا وكثرت ذنوبناً فلم ندر من أين نؤتى " والله المستعان .
== وسار أحد العلماء ومعه أحد طلابه فمرَّت امرأة فأطلق الطالب بصره فيها ، فقال الشيخ : " والله لتجدنَّ غبها ولو بعد حين " فنسيَ القرآن بعد أربعين سنة ، وقد كان حافظاً له . نعوذ بالله من سخطه وعقابه 0