عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2007-03-29, 6:04 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي عزاء لأهل البلاء
عزاء لأهل البلاء



عبدالله بن محمد العسكر


الحمد لله الصبور الشكور ، العلي الكبير ، السميع البصير ، جرت مشيئته في خلقه بتصاريف الأمور ، وأسمعت دعوته لليوم الموعود أصحاب القبور ، قدّر مقادير الخلائق وآجالهم ، وكتب آثارهم وأعمالهم ، وخلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور . القاهر القادرُ فكل عسير عليه يسير ، وهو المولى ، فنعم المولى ونعم النصير ، يسبِّح له ما فغي السموات وما في الأرض ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 0
وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، جلّ عن الشبيه والنظير ، وتعالى عن الشريك والظهير ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير 0
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، خيرته من بريته ، وصفوته من خليقته ، أعرف الخلق به ، وأعظمهم له خشية ، أسلم قلبه وقالبه لربه ، وأناب إليه في كل أمره ، وقضى حياته عبادة وجهادا وصبرا ومصابرة حتى أتاه اليقين ، وما من خير إلا دلَّ أمته عليه ، وما من شر إلا حذَّرها منه ، وما مات وطائر يطير بجناحيه في السماء إلا وأعطانا منه خبرا ، فاللهم صلِّ عليه وسلم ، وبارك وأنعم ، وأجزه خير الجزاء وأوفاه ، وأعلاه وأسناه ، واحشرنا اللهم في زمرته يوم يقوم الأشهاد . واجعلنا من أتباع سنته ، وحماة شريعته ، وتوفنا على ذلك غير مبدلين ولا مضيعين ، آمين ، آمين . أما بعد :
فالسلام عليكم معاشر الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته .وأسأل الله بمنه وكرمه أن يجعل هذا اللقاء مباركاً نافعاً لمن قاله ، ومن سمعه .

أيها الأحبة الأجلاء : هذه تذكرة لأولي الألباب وتسلية لكل محزون ومصاب ، تشرح صدره ، وتجلب صبره ، وتهون خطبه ، وتنفس كربه .
وهي وقفات مع آي الكتاب العظيم ، وأحاديث المصطفى الكريم ، وتجوالٌ في سير عباد الله الصالحين ، ممن ألمت بهم المصائب ، وحلت بهم الكوارث والفواجع ، فثبتوا وصبروا ، وحمدوا ربهم وشكروا ، فكانوا مضرب المثل في الرضا بمرِّ القضا ، والصبر على ما كتب الله عليهم من عظيم البلا . إنها تسليةٌ لكل مكروب ومنكوب ، وعزاءٌ لمن حلت به مصيبة ، ونزلت به فجيعة .
دعونا – أيها الإخوة والأخوات – نسير وإياكم في أفياء هذه الكلمات ، ونقف مع عبرها وآياتها وقفات ووقفات ، فلعل كلمة منها تقع في قلب مكروب طال حزنه ، وغشيه من الهم ما غشيه ، فتسليه وتعزيه ، وتصبره وتثبته .
أيها الأخ المكروب ، أيها المحزون المهموم :

إني أعزيك لا أني على ثقة *** من الحياة ، ولكن سنة الديـن
فما المعزَّى بباقٍ بعد ميِّتـهِ *** ولا المعزِّي ، ولو عاشا إلى حينِ

فأسلم إليَّ قلبك – وفقك الله- ، وأنصت إلى هذا الحديث ، فلعل الله أن يجمع لك به بين سعادة الدنيا ونعيمِ الآخرة ، وما ذلك على الله بعزيز .وتأمل معي هذه الوقفات ، ففيها آيات وعظات ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .