حقيقة ضخمة..
- - - - - -
( له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ) ..
تكرر هذا المعنى مراراً في كتاب الله تعالى ،
ذلك ليقرر حقيقةً ضخمةً هائلة ، لها ما بعدها حين تستقر في جذور القلب ..
عد إلى الآية الآنفة وتملاها جيداً ، وقلّب النظر فيها ، واستدعِ معانيها ، ثم سلْ نفسك :
.
هل أبقى الله سبحانه لغيره شيئاً في السموات وفي الأرض وما بينهما ، وما تحت الثرى ،
ولو كشروى نقير ، أو ما هو دون القطمير ؟! كلا والله ..!
فعلامَ الهم إذن والكل ملكه وحده ، ومفاتيح كل شيء بيده وحده ، وجميع الخلائق
_ بما فيهم الملائكة _ فقراء بين يديه ، لا يملكون لأحد حولاً ولا طولاً ،
ولا نفعاً ولا ضراً ، ولا موتاً ولا حياة ، ولا نشورا ..!؟
.
لقد قيل ويقال : لا كرب ولك رب .. كما يقال للصغير :
لا تحملْ هماً ما دام لك أب كريم ، يرعاك ويتولى شؤونك ولا يغفل عنك ..!
ولذا لم نر أبداً طفلاً يحمل هماً ، لقد رمى جميع همومه على ظهر أبيه ،
ونام قرير العين ، وعاش مبتهج النفس ، كأنما هو يعيش في غير هذا العالم المترع بالهموم ..!
فلمَ لا تكونُ لنا ثقة ويقين بالله سبحانه ، تشبه ثقة ويقين ذلك الصغير بأبيه ؟
لو تقررت هذه الحقيقة واستقرت في أرض القلب ، لأخرجت حدائق ذات بهجة ..!
بو عبد الرحمن