عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2011-09-16, 5:56 PM
رؤى عابرة
عضو نشط
رقم العضوية : 96113
تاريخ التسجيل : 13 - 12 - 2009
عدد المشاركات : 212

غير متواجد
 
افتراضي كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن ؟!
كيف يحدث الوصال بين القلب والقرآن؟!

إنَّ الإيمانَ بقيمةِ الشيءأي شيءهو الذي يولِّدُ الانبهارَ به، والاستسلامَ له، وفتحَ منافذِ الاستماعِ والتلقي منه، والعكسُ صحيحٌ فعدمُ الإيمانِ بالشيء يدفعُ لإغلاقِ منافذِ الاستماعِ له، وعدمِ الاكتراثِ به.
من هنا نقولُ بأنَّ نقطةَ البدايةِ الصحيحةِ للانتفاعِ بالقرآن هي العملُ على زيادةِ الإيمانِ به في القلوبِ كما يقول الإمامُ البخاري: "لا يجدُ طعمَه إلا من آمن به".
فكلما ازدادَ الإيمانُ: ازدادَ التلهّفُ للإقبالِ عليه، والاستسلامِ له، والانجذابِ نحوه، والانشغالِ به.
فكيف لنا أن نُترجمَ هذا الكلامَ النظريَ إلى واقعٍ عمليٍ، ليحدثَ الوصالُ بين القلبِ والقرآن؟!
هناك ثلاثةُ محاورَ ينبغي أن نسيرَ فيها مجتمعةً حتى يتحقّقَ لنا بمشيئة اللهالهدفُ الذي نصبو إليه.
هذه المحاورُ هي:
أولاً: تقويةُ الرغبةِ والدافعِ للانتفاعِ الحقيقي بالقرآن .
ثانيًا: صدقُ اللجوءِ إلى الله والإلحاحِ عليه لتيسيرِ انتفاعنِا بالقرآن.
ثالثًا: الإقبالُ على القرآنِ، والإكثارُ من تلاوتِه، واتخاذُ الأسبابِ والوسائلِ المعينةِ على تدبُّرِه والتأثُّرِ به.
المحور الأول: تقويةُ الرغبةِ والدافعِ للانتفاعِ الحقيقي بالقرآن.
الخطوةُ الأولى في طريقِ العودةِ إلى القرآنِ، وتوجيهِ القلبِ نحو أنوارِه -كما أسلفنا- هي زيادةُ الثقةِ فيه، والتعرفُ على قيمتِه الحقيقيةِ، وكيف أنّه قادرٌ -بإذن الله- على إحياءِ قلوبِنا وتغييرِ ما بأنفسنا، والتعرف كذلك على العقباتِ التي تواجهُنا في طريقِ العودةِ إليه وكيفية اجتيازها، مع تصحيحِ المفاهيمِ الخاطئةِ التي رسختْ في الأذهانِ عن كيفيةِ التعاملِ معه.. وكلما ازدادت الثقةُ في القرآنِ قويت الرغبةُ، واشتدت الحاجةُ، وتولّد الدافعُ القويُ للإقبالِ الصحيحِ عليه.
وإليك أخي القارئ كلماتٌ لأبي الحسن الندوي -رحمه الله- تؤكّدُ هذا المعنى يقولُ فيها:
"إنّ من الشروطِ الأوليةِ الأساسيةِ للاستفادةِ من القرآنِ الكريمِ والانتفاعِ به، هو وجودُ الرغبةِ إليه، وطلبُ الاستفادةِ منه، فمن لم تتحقّق عنده الرغبةُ والطلبُ ماذا يكونُ تأثيرُ القرآن فيه؟
إنّ من سنةِ الله تعالى ونواميسِه أنه لا يعطي إلا بالرغبةِ والسؤالِ، وللرغبةِ والسؤالِ عنده قيمةٌ كبيرةٌ، فالقلقُ على الوضعِ الراهنِ وعدمِ الاقتناعِ به، والجهد للإصلاحِ والتغييرِ، والبحث عن الطريقِ هو أول خطوةٍ عنده في سبيلِ السعادة"[المدخل إلى الدراسات القرآنية الندوي ص93].
لذلك فإنَّ الخطوةَ الأولى والأساسيةَ في طريقِ العودةِ إلى القرآنِ هي ترسيخُ وتعميقُ الشعورِ بالرغبةِ الأكيدةِ والاحتياجِ الحقيقي إليه.
يتبع


توقيع رؤى عابرة
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين