المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور فهد بن سعود العصيمي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
قد يتساءل الإنسان عن سبب عدم تحق رؤيته، وأحيانا قد يكون مع هذا التساؤل نوع تسخط ، ولوم لمن فسر له الرؤيا ، وأنه لم يصب في تعبيره ، وأنا هنا سأسلط الضوء على هذا الموضوع ، وآمل منكم قراءته بتمعن ليكون الجميع على بينة ، وليعذرنا من لم تتحقق رؤيته أو تأخرت عليه .
الرؤى الصادقة التي يراها المؤمن قد تتحقق بسرعة ، ومظنة صدق الرؤيا للمؤمن التقي ، وقت قلة العلم وأهله ، وظهور الغربة، وفي هذه الغربة يعوض المؤمنون بالرؤيا؛ ويدل على هذا حديث [ إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ....الخ ] رواه البخاري .
وقد تتحقق بعد مدة طويلة نوعا ما كرؤية النبي دخوله والصحابة مكة ، فقد تحققت بعدها بعام ، ولذا فقد غضب بعض الصحابة حين ردت قريش النبي ومن معه ، وكانوا قد ساقوا البدن معهم ، ولذا قالوا للنبي ألم تعدنا ؟، وكأنهم يعاتبونه بعدم تحقق رؤيته عليه الصلاة والسلام، وقد تتحقق بعد مدة طويلة؛ ومثاله رؤيا الرسول كلبا يلغ في دمه ، فقد تحققت هذه الرؤيا بعد موته حين قتل الحسين بن علي رضي الله عنه وكان هذا بعد أكثر من خمسين سنة !
ولكنها أيضا قد لا تتحقق ، وقد تكذب رؤيا المؤمن لقوله صلى الله عليه وسلم : لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ، وكاد من أفعال المقاربة ، والمعنى أنها قد تكذب ، ولرؤية الصحابة لرؤية القدر في ليال مخصوصة ومع ذلك لم تحدد ، ولم تتحقق رؤاهم .
ولكني أريد ان أناقش هنا بعض الأسباب التي قد تؤخر الرؤيا ، أو تجعلها لا تتحقق ، ومنها :
1/ استعجال الإنسان ، ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم : يستجاب لأحدكم مالم يعجل ، قالوا كيف يعجل ؟ قال يقول دعوت ولم يستجب لي .
2/ أن الله يريد تأديب الإنسان بتأخير هذا الرزق أو الخير الذي بشر به ؛ إما لتقصيره في جانب الطاعة ، أو ليكون جديرا بهذه النعمة التي ستأتيه ، فيرعاها حق رعايتها .
3/ أن الله يدفع عنه من البلاء ما يكافئ حرمانه من النعم .
4/أن الله يدخرها لهذا الإنسان في الآخرة .
5/ تغيير نية الإنسان الحسنة إلى نية سيئة ، وأقصد في نيته بالتعامل مع هذه النعمة ، وهذا قد يجعل الله يجزيه بسلب هذه النعمة منه ، أو حرمانه منها قبل أن تأتيه .
هذه بعض الأسباب التي قد تؤخر تحقق الرؤى ، أو تمنعها ، والله أعلم .
|