عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2011-09-14, 1:08 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي الدين حسن الخلق
كَانَ لِعبدِ الله ابن الزُّبير – رضي الله عنه – مزْرَعة ، في المدينةٍ المُجاورة لمزرعة يملكها معاوية ابن أبي سفيان – رضي الله عنه – خليفة المسلمين في دمشق .


وفي ذاتِ يوم دخَلَ عُمّال مزرعة معاوية إلى مزرعة ابن الزبير ، وقد تكرّر منهم ذلك في أيامٍ سابقة ..


فغَضِبَ ابن الزبير ، وكتب لمعاوية في دمشق - وقد كان بينهما عداوة - قائلًا في كتابه :


" من عبدِ الله ابن الزبير ، إلى معاوية - ابن هند آكلة الأكباد - أمّا بعد : فإنَّ عمّالك دخلوا إلى مزرعتي ، فمُرهُم بالخروجِ منها ، أو فَـ والذي لا إله إلّا هو ليكُوننَّ لي معك شأن " !


فوصَلَت الرسالة لِمعاوية ، وكان من أحْلَم النَّاس ، فقرأها ، ثُمَّ قال لابنه يزيد : " ما رأيك في ابن الزبير ، أرسَلَ إليَّ يُهدّدني " ؟!


فقال له ابنه يزيد : " أرْسِل إليه جيشًا أولّه عنده ، وآخره عندك ، يأتيك برأسه " !


فقال معاوية : " بل خير من ذلك .. ( زكاةً وأقربُ رُحْمَا ) "!


فكَتَبَ رسالة إلى عبد الله ابن الزبير يقولُ فيها :


" من معاوية ابن أبي سفيان ، إلى عبد الله ابن الزبير - ابن أسماء ذات النطاقين - أمّا بعد :


فو الله لو كانت الدّنيا بيني وبينك لسلّمتُها إليك ، ولو كانت مزرعتي من المدينةِ إلى دمشق لدفعتُها إليك!


فَإذا وصَلك كتابي هذا ، فخُذ مزرعتي إلى مزرعتك ، وعمّالي إلى عُمّالك ، فإنَّ جنّة الله عرضها السموات والأرض "!


فلمّا قرأ ابن الزبير الرسالة بكى حتى بلّها بالدموع ، وسافر إلى معاوية في دمشق وقبّل رأسه ، وقال له :


" لا أعدمك الله حُلمًا أحلّكَ في قريش هذا المحل " !


/


* همسة :


حسن الخلق ، وطهارة القلب من الحقد ( كنز ) !


ومُقابلة الإساءةِ بالإحسانِ ( كنزٌ آخر ) ..


وباللين تمتلك القلوب !!


/


جزى الله مُرسلها جنَّات النعيم ، ووالديه ، وذريته أجمعين ..


آمين آمين ..

من اطلاعاتي


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟