السؤال.مالذي استفدناه من ذلك. و كيف نمنح أطفالنا قبسا حانيا من أجل طفولتهم.؟
>>في هذه الحديثين عدد من المسائل والفوائد منها:
بيانن ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع وطﯿب المعشر، ورحمته بالصغار ومراعاة خواطر أهليهم إذا صدر من أولئك الصغار ما ﯾكره،,
فإن ذلك الصبي لما بال على مﻼبس النبي صلى الله عليه وسلم لم ﯾظهر كراهة ذلك، بل شرع للناس ما ﯾنبغي لهم في مثل هذه الحال،,
ولو أن صبيا بال على الفراش ﻻ على مﻼبس اﻷب أو اﻷم لسمعت دعوات الموت أن تنزل به، أو أن ﯾتخطفه الجن أو يحل به مرض أو عاهة!! رحماك يارب.
وهذا يقع من كثير من الناس وبعض اﻷمهات وهذا خلاف الهدي النبوي، وقد قال صلى الله عليه وسلم : "ﻻ تدعوا على أنفسكم وﻻ تدعوا على أوﻻدكم وﻻ تدعوا على أموالكم وﻻ توفقوا من الله ساعة ﯾسأل فﯿها عطاءً فﯿستجيب لكم "
ومن المسائل التي دلّ عليها الحدﯾث المذكور آنفًا :
* استحباب تحنيك الطفل الوليد،,
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ والتحنيك: مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي، ودلك حنكه به، ﯾصنع ذلك بالصبي ليتمرن على اﻷكل ويقوى عليه، وينبغي عند التحنيك أن ﯾفتح فاه، (حتى ﯾنزل المحنك به إلى جوفه)، وأوﻻه التمر، فإن لم ﯾتيسر تمرّ فرطب، وإﻻ فشيء حلو، وعسل النحل أولى من غيره، ثم ما لم تمسّه النار، كما في نظيره مما ﯾفطر الصائم عليه أ. هـ
ومن أدلة سنة التحنيك ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم ﯾؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم، فدل ذلك على أن التحنيك سنة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم بحيث يقوم به الوالدان أو غيرهما، لكن ﻻ ﯾطلب ذلك من العلماء أو الصالحين أو غيرهم ﻷجل التبرك بهم، ﻷن طلب ذلك من الغير ﻷجل البركة خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث جعل الله البركة في ريقه وعرقه صلى الله عليه وسلم .(من إفادات سماحة الشيخ عبدالعزﯾز بن باز)..
ومن المسائل التي دلّ عليها الحدﯾثان المذكوران، أن الصبي الذكر إذا كان ﻻ يأكل الطعام أي أنه ﻻ ﯾزال ﯾعتمد في طعامه على الحليب فقد خففت نجاسة بوله وذلك بأن ﯾكتفي بامرار الماء عليه كما في .النجاسات اﻷخرى، ولهذه المسألة تفصيلات محلها كتب الفقه
وها هو موقف آخر وصفحة مضيئة من بيت النبوة في العناﯾة باﻷطفال وتلبية نزعاتهم الفطرية من محبة ،العبث واللعب أو التعلق بأشخاص ونحو ذلك،. يبين هذا موقف طريف ﻷمامة بنت أبي العاص بن الربيع حفيدته، بنت بنته زﯾنب، فقد روى أبو قتاده ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة في الظهر أو العصر، وقد دعاه بلال للصلاة، إذ خرج علينا وأمامة بنت أبي العاص بنت ابنته على عنقه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصلاه، وقمنا خلفه، وهي في مكانها الذي هي فيه، قال: فكبرا فكبرنا، قال حتى إذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ﯾركع أخذها فوضعها، ثم ركع وسجد، حتى إذا فرغ من سجوده ثم قام، أخذها فردها في مكانها، فما زال رسول الله صلى الله عليه .وسلم ﯾصنع بها ذلك في كل ركعة، حتى فرغ من صلاته، هذه إحدى روايات أبي داود في سننه..
وأصله في صحيحي البخاري ومسلم بسياق أقصر من هذا، وكأن أمامة الطفلة الصغيرة عليها السلام قد تعلقت بأبيها صلى الله عليه وسلم حتى ألحت بأن تخرج معه للصلاة، ولو تركها لبكت لذلك، فخرج بها عليه الصلاة والسلام وصلى بالمسلمين وهو يحملها على عاتقه الشريف، فإذا سجد وضعها، ثم ﯾعيدها إذا قام,
قال اﻹمام الحافظ النووي ـ رحمه الله ـ عن فعله صلى الله عليه وسلم ذلك أنه جائز لنا وشرع مستمر للمسلمين إلى ﯾوم الدﯾن وذكر من فوائده: جواز حمل الصبيان في الصلاة وأن ثيابهم وأجسادهم محمولة على الطهارة حتى تتحقق نجاستها، وأن الفعل القليل ﻻ ﯾبطل الصلاة وأن اﻷفعال إذا تعددت ولم تتوالى بل تفرقت ﻻ تبطل الصلاة، وفيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وشفقته على اﻷطفال وإكرامه لهم . جبرًا لهم ولوالدﯾهم..
وﯾنبه هنا إلى أن الحكم بجواز حمل الصبيان في الصلاة ﻻ ﯾعني أن ﯾكون من عادة اﻷب أن يأتي بأبنائه للمسجد وهم غير مميزين أو هم يحدثون الفوضى أو هم ﻻ ﯾوُجهون وﻻ ﯾقبلون التوجيه، بل ﯾنبغي أن .يُحرص على توجيه اﻷطفال عند حضورهم للمسجد إلى ما ﯾنبغي وكل ذلك باللطف واللين.
. .ربنا هب لنا من أزواجنا وذريــاتنا قرة أعين ، وأغفر اللهم لوالدﯾنا كما ربونا صغارًا.
الكاتب: خالد الشاﯾع
1641المصدر: مجلة الدعوة - العدد
التعديل الأخير تم بواسطة سفيرة الطهر ; 2011-09-10 الساعة 3:28 AM.
توقيع سفيرة الطهر |
نسأل الله التوفيق و السداد
|
|