عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2007-03-22, 12:33 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
6- الحوار بالبكاء:

صفية بنت حيي:
عن صفية بنت حيي أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه فلما كان ببعض الطريق برك بصفية جملها فبكت، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك، فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي (رواية لأحمد) ( وأمر الناس بالنزول، ولم يكن يريد أن ينزل... ) (رواه الإمام أحمد جـ2 143-144).

7- الحوار بالإعراض:
أم سلمة:
كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة . قالت عائشة : فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة : والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار ، قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت: فأعرض عني ، فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني ، فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال.( يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها) .( رواه البخاري)
فتأمل قولها فأعرض عني –مرتين-، فإنه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم تأذى من كلامها وكأنه لا يريد أن يسمع منها هذا الكلام ، لذا ما قاله بلغة الجسد في المرتين الأوليين، قاله بلغة اللسان في المرة الثالثة، ( لا تؤذيني في عائشة).

8- الحوار بالسكوت الذي فيه علامة الرضى:

عائشة بنت أبي بكر:
‏عن‏ ‏عائشة زوج النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قالت: ‏
‏أرسل أزواج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فاطمة بنت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في ‏ ‏مرطي ‏ ‏فأذن لها فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة ‏ ‏أبي قحافة ‏ ‏وأنا ساكتة قالت فقال لها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أي بنية ألست تحبين ما أحب فقالت بلى قال فأحبي هذه قالت فقامت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏حين سمعت ذلك من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فرجعت إلى أزواج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلن لها ما ‏ ‏نراك أغنيت عنا من شيء فارجعي إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقولي له إن أزواجك ‏ ‏ينشدنك ‏ ‏العدل في ابنة ‏ ‏أبي قحافة ‏ ‏فقالت ‏ ‏فاطمة:‏ ‏والله لا أكلمه فيها أبدا قالت ‏ ‏عائشة: ‏ ‏فأرسل أزواج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏زينب بنت جحش زوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهي التي كانت ‏ ‏تساميني ‏ ‏منهن في المنزلة عند رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من ‏ ‏زينب ‏ ‏وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ‏ ‏ابتذالا ‏ ‏لنفسها في العمل الذي تصدق به ‏ ‏وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا ‏ ‏سورة ‏ ‏من حدة ‏ ‏كانت فيها تسرع منها ‏ ‏الفيئة ‏ ‏قالت: فاستأذنت على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مع ‏ ‏عائشة ‏ ‏في ‏ ‏مرطها ‏ ‏على الحالة التي دخلت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏عليها وهو بها فأذن لها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة ‏ ‏أبي قحافة ‏ ‏قالت: ثم ‏ ‏وقعت بي ‏ ‏فاستطالت ‏ ‏علي وأنا أرقب رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت فلم ‏ ‏تبرح ‏ ‏زينب ‏ ‏حتى عرفت أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا يكره أن أنتصر قالت: فلما ‏ ‏وقعت بها ‏ ‏لم ‏ ‏أنشبها ‏ ‏حتى ‏ ‏أنحيت ‏ ‏عليها قالت: فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وتبسم: (إنها ابنة ‏ ‏أبي بكر). (رواه مسلم ).
لعل من الواضح هنا أن رد السيدة عائشة على السيدة زينب رضي الله عنهن ما كان ليكون لولا لغة الحوار المتمثل بهذا السكوت من النبي صلى الله عليه وسلم الذي استدلت منه أنه لا يكره لها أن تنتصر لنفسها، - وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها، فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر-،وهكذا انتصرت عائشة ، وهكذا بارك لها صلى الله عليه وسلم هذا الانتصار بقوله (إنها ابنة أبي بكر) .

9- الحوار بالإحترام

صفية بنت حيي:
عن أنس رضي الله عنه قال:(.... ثم خرجنا إلى المدينة -قادمين من خيبر- فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوي لها- أي لصفية- وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب) .(رواه البخاري).
إن هذا الموقف من النبي صلى الله عليه وسلم مع أم المؤمنين فيه أرقى لغة للحوار من خلال هذا الإحترام والتقدير، يثني –صلى الله عليه وسلم- ركبته الشريفة لتضع زوجته قدمها حتى تركب، من يفعل هذا إلا صاحب الخلق العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟!.
ولعل موقفا آخر مع أمنا صفية فيه معنى الإحترام في التوديع، ولكن نضعه تحت عنوان :

10- الحوار بالتوديع:

عن صفية أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب، فقام يقلبها حتى إذا بلغت المسجد عند باب أم سلمة، مر رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما النبي صلى اله عليه وسلم: ( على رسلكما، إنها صفية بنت حيي) فقالا: سبحان الله يا رسول الله ، وكبر عليهما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا). ( رواه البخاري ومسلم).
خرج صلى الله عليه وسلم من معتكفه ليوصل صفية إلى دارها، فهذه اللغة غيرالناطقة في التوديع، بحد ذاتها تدل على أدب نبوي في الحوار لا مزيد عليه، فما أسهل من أن يقول لها : ( أذهبي إلى دارك ) أو أن تنصرف ويبقى في مكانه، أليس هذا الذي يعتاده الناس، لكن يأبى الخلق العظيم إلا أن يكون عظيما حتى في أبسط الأشياء، ويا ترى كم يكون عامرا بالحب قلب امرأة هكذا يلاطفها زوجها بهذا النوع من الحوار؟!.............. فهنيئا .