11-الحوار النفسي:
عاثشة بنت أبي بكر:
عن عائشة قالت : لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعله فوضعه عند رجليه ، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع ، فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت ، فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا ، وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويدا ، فجعلت درعي في رأسي ، واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ، ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت ، فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت . فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال : ما لك يا عائش حشيا رابية ؟! قلت : لا شيء قال : لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير . قلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، فأخبرته قال : فأنت السواد الذي رأيت أمامي ؟ قلت نعم . فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ! قلت : مهما يكتم الناس يعلمه الله ، نعم . قال : فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك ، فأجبته فأخفيته منك ، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك . وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي، فقال : إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ، قالت: قلت : كيف أقول لهم يا رسول الله ؟ قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون . (رواه مسلم)
وفي حديث الإفك الطويل (........... فقدمنا المدينة ، فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك ، لا أشعر من ذلك ، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي ، وإنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول :( كيف تيكم ؟ ) ثم ينصرف ، فذلك الذي يريبني ولا أشعر ................) . (رواه البخاري) .
فالريب الذي ورد في نفس السيدة عائشة أنها لا تجد اللطف الذي تعرفه من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بالنسبة لها كافيا حتى يداخلها الريب، ويحدث عندها هذا الحوار النفسي رغم عدم معرفتها ما الحدث .
ميمونة بنت الحارث:
عن ميمونة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من عندي فأغلقت دونه الباب فجاء يستفتح الباب فأبيت أن أفتح له فقال: أقسمت إلا فتحته لي . فقلت له : تذهب إلى أزواج في ليلتي هذه . قال : ما فعلت ولكن وجدت حقنا من بولي . (الطبقات لابن سعد 138).
تابع معنا الحوار الغير اللفظي في البيت النبوي
والحمد لله رب العالمين
براء زهير العبيدي بإشراف أ.جاسم محمد المطوع