عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2011-09-07, 3:39 AM
ريحانة الوجود
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية ريحانة الوجود
رقم العضوية : 92839
تاريخ التسجيل : 6 - 11 - 2009
عدد المشاركات : 8,030

غير متواجد
 
افتراضي
قلتُ : إذًا أنتِ تُبغضين الوِحـدة وتُحِبِّين الصداقة ..!

قالت : نعم .

قلتُ : ألم تسمعي قولَ رَبِّكِ سُبحانه : ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ البقرة/216 ..؟!

قالت : بلى ، سمعتُه وقرأتُه .

قلتُ : إذًا لا داعي لِمَا أنتِ عليه ، فالآيةُ معناها واضحٌ وجلِىّ .

قالت : لكنْ ........!

فقاطعتُها بقولي : انتظري ، فلم أُكمِل حديثي .

قالت : أكملي .

قلتُ : لكِ في رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وصحابتِه - رضوانُ اللهُ عليهم - أسوة .. نبيُّنا محمدٌ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - كان في بدايةِ دعوته وحيـدًا ، لم ينصره أحـد ، لم يُعاونه على نشر دعوتِه أحـد ، وكان يدعوا الناسَ للإسلامِ سِرَّاً ، منهم مَن يقبل ومنهم مَن يَرُدُّه ، ولا يكتفي بذلك ، بل رُبَّما ضربه واستهزأ به . قالوا عنه : ساحِرٌ و شاعِرٌ و كاهِنٌ و مَجنون ، ومع ذلك لم يعبأ بكلامِهم ، وتحمَّل كثيرًا ليصل الدينُ إلينا . لم يتوقَّف لحظةً ليقول : سئِمتُ أو تعِبت . لقى ما لقى مِن قومه ، ومع ذلك لم يَدعُ عليهم ، بل كان يدعوا لهم .. أتظنين أنَّ بلاءَكِ أشدُّ مِن بلاءه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أو بلاءِ غيره مِن أنبياءِ اللهِ ورُسُلِه عليهم السلام ، كسيدنا يُونُس أو أيوب أو لوط أو غيرهم عليهم السَّلام ..؟!!

عندما أُلقِىَنبىُّ اللهِ يُونُس - عليه السَّلام - في اليَمِّ فالتقمه الحوتُ ، ماذا فعل ؟ توجَّه إلى اللهِ سُبحانه وتعالى بقوله : ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ الأنبياء/87 ، فكان الفرجُ مِن اللهِ سُبحانه وتعالى : ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ الأنبياء/88 . ألَا تتوجَّهين إلى رَبِّكِ - جلَّ وعلا - بهذا الدعاء لعلَّه يُفرِّج عنكِ ما تجدينه مِن هَمّ ..؟!

وهذا نبىُّ اللهِ أيوب - عليه السَّلام - عندما أصابه ما أصابه مِن المرض ، توجَّه إلى رَبِّه سُبحانه : ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ الأنبياء/83 ، فكانت الاستجابةُ مِن رَبِّنا سُبحانه : ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ الأنبياء/84 .. أرأيتِ تأثيرَ الدعاء ..؟!! فلماذا لا تطرقين هذا الباب ..؟!!

وقد نجَّى اللهُ تعالى نبيَّه لُوطًا - عليه السَّلام - مِن القرية التي كانت تعملُ الخبائِث . ونجَّى نبيَّه إبراهيم - عليه السَّلام - مِن النار ، وجعلها بَردًا وسلامًا عليه . ورزقَ زكريا - عليه السَّلام - الولدَ على كِبَرِ سِنِّه .

ألَا تلجأين إلى رَبِّكِ سُبحانه وتعالى ، وتَبُثِّين إليه شكواكِ وأحزانكِ ، كما فعل نبىُّ الله يعقوب عليه السَّلام ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ يوسف/86 ..؟!! ألَا تدعينه سُبحانه وتطلبين منه ما تُريدين ..؟! فهو سُبحانه القائِل : ﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ البقرة/186 ، وهو القائِل : ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ غافر/60 .

يتبع



توقيع ريحانة الوجود

: لم تخرج الأنفاس بحروف أفضل من قول (لا إله إلا الله)، أثقل في الميزان من مثاقيل الجبال ومكاييل البحار...

اللهـم سخر لنا من عبادك الصالحين من يدعو لنا في ظهر الغيب.. اللهم آآمين.

((رياحين من بستان التلاوات)


وتبقى الدعوات الطيبة
((اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي))