عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 7  ]
قديم 2011-09-04, 9:26 PM
ريحانة الوجود
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية ريحانة الوجود
رقم العضوية : 92839
تاريخ التسجيل : 6 - 11 - 2009
عدد المشاركات : 8,027

غير متواجد
 
افتراضي
( فالذي جاءت به شريعتنا أكمل الأمور ؛ لأنه وقت الشهر بأمر طبيعي ظاهر عام يدرك بالأبصار ، فلا يضل أحد عن دينه ، ولا يشغله مراعاته عن شيء من مصالحه ، ولا يدخل بسببه فيما لا يعنيه ، ولا يكون طريقاً إلى التلبيس في دين الله ، كما يفعل علماء أهل الملل بمللهم ) .

وأما بصدد وجوب اعتماد الرؤية في إثبات الأهلة والشهور ، فقال الشيخ عبد العزيز بن بازرحمه الله: ( وقد صحت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجوب اعتماد الرؤية في إثبات الأهلة أو إكمال العدة وهي أحاديث مشهورة مستفيضة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصحيحين وغيرهما ، وحكمه لا يختص بزمانه فقط ، بل يعم زمانه وما يأتي بعده إلى يوم القيامة ؛ لأنه رسول الله إلى الجميع ، والله سبحانه أرسله إلى الناس كافة ، وأمره أن يبلغهم ما شرعه لهم في إثبات هلال رمضان وغيره ، وهو العالم بغيب السماوات والأرض ، والعالم بما سيحدث بعد زمانه من المراصد وغيرها ، ويعلم سبحانه ما يقع من الكسوفات ، ولم يثبت عن رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه قيد العمل بالرؤية بموافقة مرصد أو عدم وجود كسوف ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنا أمة أمية : لا نكتب ولا نحسب ، الشهر هكذا وهكذا وهكذا ، وخنس إبهامه في الثالثة ، والشهر هكذا وهكذا وهكذا ، وأشار بأصابعه العشر ، وصح عنه أنه قال : لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ، ولم يأمر بالرجوع إلى الحساب ، ولم يأذن في إثبات الشهور بذلك .
ولست أقصد من هذا منع الاستعانة بالمراصد والنظارات على رؤية الهلال ، ولكني أقصد منع الاعتماد عليها أو جعلها معياراً للرؤية ، لا تثبت إلا إذا شهدت المراصد لها بالصحة ، أو بأن
( الجزء رقم : 45، الصفحة رقم: 148)
الهلال قد ولد ، فهذا كله باطل ، ولا يخفى على كل من له معرفة بأحوال الحاسبين من أهل الفلك ، ما يقع بينهم من اختلاف في كثير من الأحيان ، في إثبات ولادة الهلال أو عدمها ، وفي إمكان رؤيته أو عدمها .
ولو فرضنا إجماعهم في وقت من الأوقات على ولادته أو عدم ولادته ، لم يكن إجماعهم حجة ؛ لأنهم ليسوا معصومين ، بل يجوز عليهم الخطأ جميعاً ، وإنما الإجماع المعصوم الذي يحتج به ، هو إجماع سلف الأمة في المسائل الشرعية )
.
فالمراد بـ ( الحساب ) الذي أشارت إليه عبارة ( لا نحسب ) في الحديث ، هو علم حساب النجوم ، أو ما يسمى بـ ( علم التسيير ) ، وقد دل الحديث على أن هذه الأمة غير مكلفة بالأخذ بهذا العلم ، وصولاً إلى معرفة منازل القمر ، وتحديد بدايات الشهور ونهاياتها ، لما في ذلك من الكلفة والعنت ، ولكونه علماً يقوم على الحدس والتخمين ، واحتمال الوقوع في الخطأ فيه كبير ، وإنما المعول في ذلك كله على رؤية الهلال بالبصر المجرد ، لما في ذلك من التيسير على عامة الأمة ، ولكونه أمراً ظاهراً عاماً بيناً ، يشترك فيه غالب الناس ، والأخذ به أبعد عن الخطأ ، وعن التلبيس في دين الله تعالى .


وهذا كله يندرج تحت باب ( الرحمة بهذه الأمة ) ، باعتبارها أمة الفطرة ، وباعتبار رسالتها الرسالة الخاتمة ، التي تصلح لكل زمان ومكان وجيل .

من موقع الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء
وقد افتى العلماء بصحة دخول شهر شوال والحمد الله



توقيع ريحانة الوجود

: لم تخرج الأنفاس بحروف أفضل من قول (لا إله إلا الله)، أثقل في الميزان من مثاقيل الجبال ومكاييل البحار...

اللهـم سخر لنا من عبادك الصالحين من يدعو لنا في ظهر الغيب.. اللهم آآمين.

((رياحين من بستان التلاوات)


وتبقى الدعوات الطيبة
((اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي))