
2011-08-31, 5:05 PM
|
- " ألا إن الفتنة ههنا ، ألا إن الفتنة ههنا [ قالها مرتين أو ثلاثا ] ، من حيث
يطلع قرن الشيطان ، [ يشير [ بيده ] إلى المشرق ، و في رواية : العراق ] " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 653 :
هو من حديث ابن عمر و له عنه طرق : الأولى : عن نافع عنه أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم و هو مستقبل المشرق يقول : فذكره . أخرجه البخاري ( 2 / 275
و 4 / 374 ) و مسلم ( 8 / 180 - 181 ) و أحمد ( 2 / 18 و 92 ) من طرق عنه . و
السياق و الزيادة الأولى لمسلم . و في رواية لأحمد : " كان قائما عند باب عائشة
فأشار بيده نحو المشرق " . و هو رواية لمسلم . و لفظ البخاري في الموضع الأول
المشار إليه : " قام خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة " . و في أخرى لمسلم : عند باب
حفصة . و هي شاذة عندي . الثانية : عن سالم عنه مثل رواية نافع الأول إلا أنه
كرر الجملة ثلاثا و قال فيها : " ها " ، بدل : " ألا " . أخرجه البخاري ( 2 /
384 و 4 / 374 ) و مسلم أيضا و الترمذي ( 2 / 44 ) ، و قال : " حسن صحيح " . و
أحمد ( 2 / 23 و 40 و 72 و 140 و 143 ) و السياق له في رواية و كذا مسلم و في
إحدى روايتي البخاري : " و هو على المنبر .. يشير إلى المشرق " . و في الأخرى :
" قام إلى جنب المنبر فقال ... " . و في أخرى لأحمد : " صلى الفجر فاستقبل مطلع
الشمس ، فقال ... " . و إسناده صحيح . و في أخرى له و لمسلم من طريق عكرمة بن
عمار عن سالم بلفظ : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال : "
رأس الكفر من ههنا ... " . لكن عكرمة فيه ضعف من قبل حفظه ، فلا يحتج به فيما
يخالف الثقات . و في أخرى لأحمد قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يشير بيده يؤم العراق : ها إن الفتنة ... " الحديث بتمامه . و هو رواية لمسلم .
و يشهد لها رواية أخرى له من طريق ابن فضيل عن أبيه قال : سمعت سالم بن عبد
الله بن عمر يقول : يا أهل العراق ! ما أسألكم عن الصغيرة ، و أركبكم للكبيرة !
سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول : فذكره مرفوعا .
الثالثة : عن عبد الله بن دينار عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يشير إلى المشرق فقال : فذكره ، مثل رواية سالم الأولى ، إلا أنه كرر الجملة
مرتين . أخرجه مالك ( 3 / 141 - 142 ) و البخاري ( 2 / 321 و 3 / 471 ) و أحمد
( 2 / 23 ، 50 ، 73 ، 110 ) ، و كرر الجملة ثلاثا في رواية له و السياق للبخاري
. الرابعة : عن بشر بن حرب : سمعت ابن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : " اللهم بارك لنا في مدينتنا ، و في صاعنا و مدنا و يمننا و شامنا
. ثم استقبل مطلع الشمس فقال : من ههنا يطلع قرن الشيطان من ههنا الزلازل و
الفتن " . أخرجه أحمد ( 2 / 126 ) و رجاله ثقات رجال مسلم ، غير بشر هذا فإنه
لين . لكن يشهد له حديث توبة العنبري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره . إلى قوله : " و شامنا " مع تقديم و تأخير و زاد : " فقال
رجل : يا رسول الله ! و في عراقنا ؟ فأعرض عنه ، فقال : فيها الزلازل و الفتن و
بها يطلع قرن الشيطان " . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 133 ) و إسناده
صحيح . و له طريق أخرى عند الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 201 / 1 ) عن
ابن عمر نحوه و فيه : " فلما كان في الثالثة أو الرابعة قالوا : يا رسول الله !
و في عراقنا ؟ ... " الحديث . و إسناد صحيح أيضا . و أصله عند البخاري و أحمد
فراجع له كتابي " تخريج فضائل الشام " ( ص 9 - 10 ) . و قد تقدم تخريجه و الذي
قبله برقم ( 2246 ) بزيادة . ثم إن للحديث شاهدا من رواية أبي مسعود مرفوعا
بلفظ : " من ههنا جاءت الفتن نحو المشرق و الجفاء و غلظ القلوب في الفدادين
... " الحديث . أخرجه البخاري ( 2 / 382 ) . قلت : و طرق الحديث متضافرة على أن
الجهة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي المشرق ، و هي على
التحديد العراق كما رأيت في بعض الروايات الصريحة ، فالحديث علم من أعلام نبوته
صلى الله عليه وسلم ، فإن أول الفتن كان من قبل المشرق ، فكان ذلك سببا للفرقة
بين المسلمين ، و كذلك البدع نشأت من تلك الجهة كبدعة التشيع و الخروج و نحوها
. و قد روى البخاري ( 7 / 77 ) و أحمد ( 2 / 85 ، 153 ) عن ابن أبي نعم قال :
" شهدت ابن عمر و سأله رجل من أهل العراق عن محرم قتل ذبابا فقال : يا أهل
العراق ! تسألوني عن محرم قتل ذبابا ، و قد قتلتم ابن بنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هما ريحانتي في الدنيا
" . و إن من تلك الفتن طعن الشيعة في كبار الصحابة رضي الله عنهم ، كالسيدة
عائشة الصديقة بنت الصديق التي نزلت براءتها من السماء ، فقد عقد عبد الحسين
الشيعي المتعصب في كتابه " المراجعات " ( ص 237 ) فصولا عدة في الطعن فيها و
تكذيبها في حديثها ، و رميها بكل واقعة ، بكل جرأة و قلة حياء ، مستندا في ذلك
إلى الأحاديث الضعيفة و الموضوعة ، و قد بينت قسما منها في " الضعيفة " ( 4963
- 4970 ) مع تحريفه للأحاديث الصحيحة ، و تحميلها من المعاني ما لا تتحمل كهذا
الحديث الصحيح ، فإنه حمله - فض فوه و شلت يداه - على السيدة عائشة رضي الله
عنها زاعما أنها هي الفتنة المذكورة في الحديث - *( كبرت كلمة تخرج من أفواههم
إن يقولون إلا كذبا )* <1> معتمدا في ذلك على الروايتين المتقدمتين :
الأولى : رواية البخاري : فأشار نحو مسكن عائشة ... و الأخرى : رواية مسلم :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال : رأس الكفر من ههنا .
.. فأوهم الخبيث القراء الكرام بأن الإشارة الكريمة إنما هي إلى مسكن عائشة
ذاته ، و أن المقصود بالفتنة هي عائشة نفسها ! و الجواب ، أن هذا هو صنيع
اليهود الذين يحرفون الكلم من بعد مواضعه ، فإن قوله في الرواية الأولى : "
فأشار نحو مسكن عائشة " ، قد فهمه الشيعي كما لو كان النص بلفظ : " فأشار إلى
مسكن عائشة " ! فقوله : " نحو " دون " إلى " نص قاطع في إبطال مقصوده الباطل ،
و لاسيما أن أكثر الروايات صرحت بأنه أشار إلى المشرق . و في بعضها العراق . و
الواقع التاريخي يشهد لذلك . و أما رواية عكرمة فهي شاذة كما سبق ، و لو قيل
بصحتها ، فهي مختصرة جدا اختصارا مخلا ، استغله الشيعي استغلالا مرا ، كما يدل
عليه مجموع روايات الحديث ، فالمعنى : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت
عائشة رضي الله عنها ، فصلى الفجر ، ثم قام خطيبا إلى جنب المنبر ( و في رواية
: عند باب عائشة ) فاستقبل مطلع الشمس ، فأشار بيده ، نحو المشرق . ( و في
رواية للبخاري : نحو مسكن عائشة ) و في أخرى لأحمد : يشير بيده يؤم العراق .
فإذا أمعن المنصف المتجرد عن الهوى في هذا المجموع قطع ببطلان ما رمى إليه
الشيعي من الطعن في السيدة عائشة رضي الله عنها . عامله الله بما يستحق .
انتهى النقل .
فماذا بعد الحق إلا الضلال .. فهذا العلامة الألباني يشرح الحديث ، ويورد الروايات ويثبت صحتها ... ويرد على أهل البدع الذين قالوا أن ( نجد ) المقصودة في الحديث ، هي ( نجد ) المعروفة اليوم في السعودية ... وهذه صفعة قوية من هذا الإمام الرباني في وجه هذا الدعي السفيه الذي لم يحركه إلا الحقد و البغض كما حرك الذين قبله من أهل البدع .
ربما تكون هناك إضافة .
أسأل الله لي ولكم المغفرة و الفوز برضاه .
|