بسم الله الرحمن الرحيم
الأربعين النووية لأبوزكريا محي الدين النووي
للعلامه محمد بن عثيمين رحمه الله:
( الحديث الأول )
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى . فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه ) .
رواه إماما المحدثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزيه البخاري الجعفي ، رقم ( 1 )
وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري رقم : [1907 ] رضي الله عنهما في (( صحيحيهما )) اللذين هما أصح الكتب المصنفة .
( الحديث الثاني )
عن عمر رضي الله عنه أيضا ، قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يري عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد . حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه علي فخذيه ، وقال : (( يا محمد أخبرني عن الإسلام )) .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الإسلام أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداُ رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاٌ )) .
قال : صدقت .
فعجبنا له ، يسأله ويصدقه !
قال : فأخبرني عن الإيمان .
قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره .
قال : صدقت .
قال : فأخبرني عن الإحسان .
قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فأن لن تكن تراه فأنه يراك .
قال : فأخبرني عن الساعة .
قال : وما المسؤول عتها بأعلم من السائل )) .
قال : فأخبرني عن أماراتها .
قال : (( أن تلد الأمة ربتها ، وأن تري الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )) .
ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال : (( يا عمر أتدري من السائل ؟ )) .
قلت : (( الله ورسوله أعلم )) .
قال : (( فإنه جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم )) رواه مسلم [ رقم : 8 ] .
( الحديث الثالث )
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان )) رواه البخاري [ رقم : 8] ومسلم[ رقم : 16 ] .
( الحديث الرابع )
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو الصادق المصدوق ـ : (( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويؤمر بأربع كلمات : يكتب رزقه ، وأجله وعمله ، وشقي أم سعيد ، فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ))
رواه البخاري [ رقم 3208 ] ومسلم [ رقم : 2643 ] .
( الحديث الخامس )
عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) . رواه البخاري [ رقم : 2697 ] ، ومسلم [ رقم : 1718 ] .
وفي رواية لمسلم : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) .
( الحديث السادس )
عن أبي عبد الله النعمان بن بشبر رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن الحلال بين ، وإن الحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقي الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمي الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهى القلب )) رواه البخاري [ رقم : 52 ] ، ومسلم [ رقم : 1599 ] .
( الحديث السابع )
عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( الدين النصيحة )) .
قلنا : لمن ؟
قال : (( لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم )) رواه مسلم [ رقم : 55 ] .
( الحديث الثامن )
عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى )) [ رواه البخاري [ رقم : 25 ] ، ومسلم [ رقم : 22 ] .
( الحديث التاسع )
عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( وما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم علي أنبيائهم )) .
رواه البخاري [ رقم : 7288 ] ، ومسلم [ رقم : 1337 ] .
( الحديث العاشر )
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى طيب لا بقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى : (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا )) ، وقال تعالى : (( يا أبها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )) . ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب له ؟ .
رواه مسلم [ رقم : 1015 ] .
( الحديث الحادي عشر )
عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما ، قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( دع ما يريبك إلي ما يريبك )) .
رواه الترمذي [ رقم : 2520 ] والنسائي [ رقم : 5711 ] ؛ وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .
( الحديث الثاني عشر )
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ))
حديث حسن ، رواه الترمذي [ رقم : 2318 ] ابن ماجه [ رقم : 3976 ] .
(الحديث الثالث عشر )
عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه ، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) .
رواه البخاري [ رقم : 13 ] ، ومسلم [ رقم : 45 ] .
( الحديث الرابع عشر )
عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يحل دم امرئ مسلم [ يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ] إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة )) .
رواه البخاري [ رقم : 6878 ] ، ومسلم [ رقم : 1676 ] .
( الحديث الخامس عشر )
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراُ أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه )) .
رواه البخاري [ رقم : 6018 ] ومسلم [ رقم : 47 ] .
( الحديث السادس عشر )
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني قال : (( لا تغضب )) فرد مرارا ، قال : (( لا تغضب )) .
رواه البخاري [ رقم : 6116 ] .
( الحديث السابع عشر )
عن أبي يعلي شداد بن أوسٍ رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله كتب الإحسان علي كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته )) .
رواه مسلم [ رقم : 1955 ] .
( الحديث الثامن عشر )
عن أبي ذر جندب بن جنادة، وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن )) .
رواه الترمذي [ رقم : 1987 ] وقال : حديث حسن ، وفي بعض النسخ : حسن صحيح .
(الحديث التاسع عشر )
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : كنت خلف النبى صلي الله عليه وسلم يوما ، فقال : (( يا غلام ! إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا علي أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ؛ رفعت الأقلام وجفت الصحف )) .
رواه الترمذي [ رقم : 2516 وقال : حديث حسن صحيح .
(الحديث العشرون )
عن أبي مسعود عقبه بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )): إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) .
رواه البخاري [ رقم : 3483 ] .
(الحديث الحادي والعشرون )
عن أبي عمرو ، وقيل : أبي عمرة ؛ سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه ، قال : قلت : يا رسول الله ! فل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك ؛ قال : (( قل : آمنت بالله ، ثم استقم )) .
رواه مسلم [ رقم : 38 ] .
( الحديث الثاني والعشرون )
عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما : أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أرأيت إذا صليت المكتوبات ، وصمت رمضان ، وأحللت الحلال ، وحرمت الحرام ، ولم أزد علي ذلك شيئا ، أأدخل الجنة ؟ قال : (( نعم )) .
رواه مسلم [ رقم : 15 ] .
(الحديث الثالث والعشرون )
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو نملأ ـ ما بين السماء والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك ؛ كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها ، أو موبقها )) .
رواه مسلم [ رقم : 223] .
( الحديث الرابع والعشرون )
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى ، أنه قال : (( يا عبادي : إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ؛ فلا تظالموا .
يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم .
يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم .
يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم .
يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ؛ فأستغفروني أغفر لكم .
يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .
يا ! عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أتقي قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئا .
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي شيئا .
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واجد ، فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر .
يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ، ثم أوفيكم إياها ؛ فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) .
رواه مسلم [ رقم : 2577 ] .
(
يــــــــــــــتــــــــــــــــــــبع
0
0
0