س17 :
بعض الأدباء يصيغ الأحاديث بطريقة قصصية ، فيزيد أحداث من عنده ، صحيح أن هذه الأحداث لا تخل بالقصة ، لكنها لم تفاصيل لم ترد في نص الحديث ، فيجعل من الحديث الذي روي في أربعة أسطر ، يجعله قصة في عشرين صفحة .
فما الحكم في ذلك ؟
والمشكلة أني لا أحب هذه القصص ، ولكن زوجي يشتريها لأطفالنا ...فهل أمكنهم من قراءتها ؟
جزاكم الله خيرا ونفع بكم المسلمين
الجواب :
بارك الله فيكم وفي الأخت ام يحيى وجزاكم الله خير الجزاء
بالنسبة للقصص التي تؤخذ وتُستخلص من الأحاديث لا أرى بأساً بصياغنها صياغة أدبية بشرط عدم نسبة تلك الصيغة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
وها هنا قصة قاتل المائة صُغتها بصياغة أخرى ، وكانت صياغة إلقاء ثم طرحتها هنا نزولا عند رغبة أختنا الفاضلة الكريمة ( عابدة الرحمن ) للمشاركة في الموضوع
القصة هنا
http://www.aljwaher.net/vb/showthre...=&threadid=2506
وأنت تلحظين تصرّف الكاتب إلا أنه أشار إلى أصل القصة
فقال : أما هذه القِصّةُ فأصلُها في الصحيحين من حديثِ أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه .
نعم . أصلها وليست هي بهذا اللفظ
والله أعلم .
________________________________________
س18:
هل صح حديث ( لم يكذب ابراهيم الا ثلاث كذبات ) وان صح كيف نوفق بينه وبين العصمة
وبارك الله في جهودكم
الجواب :
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لم يكذب إبراهيم النبيّ عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات ؛ ثنتين في ذات الله قوله : ( إني سقيم ) ، وقوله : ( بل فعله كبيرهم هذا ) وواحدة في شأن سارة ، فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة ، وكانت أحسن الناس ، فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم إنك امرأتي يغلبني عليك ، فإن سألك فأخبريه إنك أختي ، فإنك أختي في الإسلام ، فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك ، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار أتاه فقال له : لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك ، فأرسل إليها فأتي بها ، فقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة ، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها ، فقُبضت يده قبضة شديدة فقال لها : ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك ، ففعلت ، فعاد ، فقُبضت أشد من القبضة الأولى ، فقال لها مثل ذلك ، ففعلت ، فعاد ، فقُبضت أشد من القبضتين الأوليين ، فقال : ادعي الله أن يطلق يدي فلك الله أن لا أضرك ، ففعلت ، وأُطلِقت يده ، ودعا الذي جاء بها فقال له : إنك إنما أتيتني بشيطان ! ولم تأتني بإنسان ، فأخرِجها من أرضي ، وأعطها هاجر . قال : فأقبلت تمشي فلما رآها إبراهيم عليه السلام انصرف فقال لها : مهيم ؟ قالت : خيراً . كفّ الله يد الفاجر ، وأخدم خادما .
و ( مهيم ) كلمة يُراد بها الاستفهام .
هذا خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه على آله وسلم .
وكيف اعتبر إبراهيم ومن بعده محمد - صلى الله عليهم وسلم – هذه كذبات ! مع أنها ليست بالكذب الصريح بل تحتمل التعريض ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – .
وهذا يدلّ على عِظم شأن الكذب .
وكيف عُدّت هذه من الكذب ، وهي للمصلحة .
ولا يتنافى هذا مع عصمة الأنبياء ؛ لأن نبي الله إبراهيم إنما قال ما قال ضمن دعوته لقومه
كما أخبر الله عنه في إقامة الحجة على قومه
قال الله عز وجل : ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) الآيات .
ومع هذا لا يُعـدّ هذا القول شركاً !
أعني عندما قال : هذا ربي .
والصحيح أن الأنبياء معصومون من الكبائر ، ومن الصغائر المُستحقرة ، أو أن يُقرّوا عليها .
كما أنهم معصومون من الخطأ فيما يتعلق بالتبليغ .
أما مُجرد الخطأ فليسوا بمعصومين منه .
ويدل على هذا أدلة :
ما وقع لأبي البشر آدم – عليه الصلاة والسلام – وأكله من الشجرة وتوبة الله عليه بعدها .
والحديث الذي معنا – في قصة الخليل – عليه الصلاة والسلام –
ومثله ما جرى من موسى – عليه الصلاة والسلام – ( فوكزه موسى فقضى عليه )
وما وقع لأيوب – عليه الصلاة والسلام –
وما حصل ليونس – عليه الصلاة والسلام – وخروجه غاضبا تاركاً قومه .
وما وقع بالنسبة للأسرى يوم بدر
وما وقع لابن أم مكتوم ، ونزول سورة عبسَ
وغيرها من الوقائع التي وقعت لأنبياء الله ورسله ، وما جرى منهم مجرى الاجتهاد ، أو حملتهم عليه الطبيعة البشرية .
فهذا غير داخل في العصمة .
فصلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
والله أعلم .
________________________________________
س19:
نود منكم معرفة الطريقة الصحيحة لتمييز ضعيف الحديث من صحيحه وجزاكم الله خيرا
الجواب :
الطريقة الصحيحة لتمييز الحديث من ضعيفة يكون بعدّة طُرق :
إما أن يُخرَّج الحديث ويُروى في الصحيحين أو في أحدهما ، فهذا قد جاوز القنطرة .
وتقدّمت مراتب هذا النوع .
وإما أن ينصّ إمام مُعتبر من أهل صناعة الحديث على صحة الحديث .
وتقدمت الإشارة إلى موقع الشيخ الألباني – رحمه الله – والبحث فيه ومن خلاله
كما تقدمت الإشارة إلى وجود برنامج ( الموسوعة الذهبية ) وقد تضمن الكثير سواء من التصحيح أو التضعيف .
وإما بدراسة الإسناد لمن له أهلية ذلك ، وهذا يحتاج إلى تخصص أو إلى دراسة هذا الفن على أيدي العلماء ، كما يحتاج إلى دربة عليه .
أو سؤال أهل الاختصاص في ذلك .
والله يحفظكم .
________________________________________
س20:
هل تراجع الشيخ محمد الألباني - قدس الله روحه- عن بعض احاديثه الصحيحة وضعفها قبل وفاته ؟
الجواب :
حيا الله الأخ السائل
لعل الأخ الفاضل أبو عمر العتيبي – حفظه الله – قد كفاني مؤونة البحث والاستشهاد
فقد كتب هنا بحثا حول هذا السؤال .
ومن بركة العلم نسبته إلى أهله ، والفضل لأهل الفضل
موضوعه هنا
http://www.al-muntada.com/forums/sh...&threadid=39003
والله يحفظكم .