وودوا لو تكفرون
لقد جاء القرآن ليبين لنا حقيقة الكفر وأهله , ولعل من أبرز معلم الاعتقاد عند الكافرين , السعي في الصد عن سبيل الله " ويدخل تحت ذلك , أنواعاً من الصد , فمنها " السعي لإدخالنا في الكفر " أو " الردة عن الدين " أو " البعد عن ثوابت الدين " .
ولقد تكاثرت النصوص المبينة لذلك , فمنها : { ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا } ( البقرة : 217 ) .. { وودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء } (الممتحنة : 2 ) .
{ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } .. (البقرة : 120) , { ود كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردوكم من بعد إيمانكم كفاراً } ( البقرة : 109 ) ( وودوا لو تكفرون ) .. وغيرها من النصوص ..
والناظر في تاريخ الأنبياء يلحظ هذا المعلم بارزاً فانظر لقصص الأنبياء مع أقوامهم , وتأمل في صدهم عن السبيل , ثم افتح صفحات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وصحبه الكرام , لترى كيف عرضوا دنياهم لعلهم يفوزوا بتنازل الرسول عن مبادئه وثوابته , ولكنهم أغبياء ..
يعرضون الدنيا على من جاء ليقود البشرية إلى جنات النعيم .. وحينما ننظر في سير الصحابة , وندقق في الأذى الذي تعرضوا له , من التعذيب والأسْر , بل والقتل , فحينها نجزم بعداء الكافرين لكل من ينتسب لهذا الدين .
ولا تزال كتب التاريخ تروي لنا ماذا صنع أبناء الطواغيت وحفدة الشيطان بعباد الله المؤمنين { وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } ( البروج : 8 )
وفي تاريخنا القريب , سالت دماء المسلمين في البوسنة والشيشان , وكوسوفا , والعراق , وفلسطين , والصومال , وأفغانستان , ولا تزال .. إنه الحقد الأكبر في نفوس عُبَّاد الصليب , وأبناء القردة الخنازير من اليهود والعملاء .
فعجباً ممن ينتظر من الكافرين مودة أو رحمة .. وعجباً ممن نسي القرآن الذي أرسى قواعد الولاء والبراء .. فيا مسلمون , استيقظوا , فالكفر ملة واحدة , ولا تغتروا بابتسامات تخرج من عُبَّاد " الصليب " فعندنا التاريخ وقبله " كلام ربنا عز وجل " .
ومع ذلك .. فالتفاؤل لباسنا , والنصر قادم .. { وإن جندنا لهم الغالبون } ( الصافات : 173 ) .
محبكم في الله / أبو جهاد .. سلطان بن عبد الله العمري