عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 6  ]
قديم 2007-03-06, 4:34 PM
nawal123
رقم العضوية : 24659
تاريخ التسجيل : 5 - 3 - 2007
عدد المشاركات : 5

غير متواجد
 
افتراضي امتحان الله نعمة
نبدأ بهذا الحديث الرائع يقول - صلى الله عليه وسلم - : ( من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر همومه ، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك ) رواه ابن ماجة وغيره بسند حسن .


وفي حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) صححه الألباني .


فلنجعل همنا هما واحدا و لندخل رمضان بقلب نقي خال من الهموم التي تعكر صفو العبادات.
كيف؟
أولا استحضر أكبر هم لك و ضعه في كفة و في الكفة الأخرى ضع هما آخر ستطلع عليه في السطور القادمة....


قبل الدخول في الموضوع لابد أن نشير أن كل إنسان اجتباه الله للسير على درب الهداية لابد له من شخص متابع لديه تجربة و دراية بأحوال الشباب و مشاكلهم.


و لنتذكر معا قصة سيدنا موسى عليه السلام - و هي القصة الأكثر ذكرا في القرآن - سيدنا موسى لما ترك قومه 40 ليلة فقط و لما عاد وجدهم يعبدون العجل. و هذا راجع لغياب المربي عنهم. و تذكروا معي أيضا مرحلة بعد موت النبي و الوحشة التي شعر بها الصحابة لغياب هذا المربي – و نعم المربي- عنهم رضي الله عنهم


يقال لولا المربي ما عرفت ربي


فمن هو المربي؟


المربي هو الذي يبث الثقة للناس الذين يلدؤون إليه إذا أشكل عليهم أمر ما, هو الذي يسمع لهمومهم و يأخذ بأيديهم إلى الطريق القويم


فلنأخذ مثالا آخر حصل مع سيدنا موسى عليه السلام, عندما هدده فرعون و قومه و كما ذكر في القرآن الكريم : { وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } [ الأعراف/127]


فرد القائد المربي عليه السلام كما جاءنا في النص القرآني : { قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [ الأعراف/128]


فبكلماته عليه السلام بث الثقة من اتبعه و ذكرهم بالإستعانة بالله و الصبر. أولسنا ندعوا الله في كل ركعة من صلاتنا بأن يعيننا؟ قال الملك سبحانه: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة/5]


و حين الإستعانة بالله يجب أن نتذلل له سبحانه و تعالى فهو الحي القيوم الذي لا يحتاد شيئا و كل شيء يحتاجه


في قصة لأحد الصحابة الذي كان راعيا, جاءه أحدهم و سأله لمن هذا الغنم؟ فقال الصحابي: هي لله في يدي,
فكل شيء في ملك الله و ما نحن إلا مسيرين لما ملٌكنا الله سبحانه


فيا أخي الكريم و يا أختي الفاضلة لا تتعب نفسك في الدنيا


و من قصة أصحاب موسى أيضا: { قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا .... } [ الأعراف/129]


فرد موسى عليه السلام : { ..... قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } [ الأعراف/129]


خلاصة: للمربي دور أساسي في الثبات على طريق الإلتزام بالإنصات و التوجيه و الأخذ باليد إلى بر