احتفظت بهذا المشهد في ذاكرتي ، ومضت سنوات حتى جاء يوم خرجت فيه من المنزل وركبت سيارتي فدخلت معي إلى السيارة ذبابة وراحت تزعجني كعادة الذباب، واستمرت في إزعاجي حتى وصلت إلى منزل صديقي ، وبينما أن في انتظاره خرجت الذبابة وبشكل مفاجئ وراحت عيني تتبعها وترصدها وإذا بها تتجه إلى صندوق النفايات القريب ، فرجعت ذاكرتي سنوات إلى الوراء وتذكرت النحلة فقلت في نفسي: عين النحلة أحلى!!
نعم؛ عين النحلة لا تشاهد إلا الأشياء الحسنة ، وعين الذبابة لا ترى إلا القبيح من الأشياء ، ترى هل ننظر إلى الحياة بعين النحلة فنراها جميلة ونبصر الزاوية المشرقة منها أم ننظر بعين الذبابة فنراها سلبية مظلمة.
جميعنا يمتلك عينين، ولكننا نفتح واحدة ونغلق أخرى ، فمن منا يستطيع أن يفتح عين النحلة دائما سنجده متفائلا إيجابيا ، يرى في المحنة متعة وفي المصيبة فرصة ، ويمتلك حكما إيجابيا على كل شيء حوله ؛ لأنه يرى حسناته وصفاته الجيدة.