عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2007-02-27, 4:36 PM
اسرار الليل
عضو مشارك
رقم العضوية : 20842
تاريخ التسجيل : 3 - 1 - 2007
عدد المشاركات : 114

غير متواجد
 
Unhappy امرأة ... موقف !!!!!!!!!
تعالت الأصوات في مقر القيادة , وأخذ 1لجنود الصهاينة يروحون ويجيئون في فرح ظاهر, يهنئ بعضهم بعضا ً, فقد نجحوا في اغتيال المجاهد الذي أعياهم وزرع الخوف في دروبهم كما غرسه في نفوسهم وقلوبهم , أعدوا له كمينا ً, ساعدهم في ذلك أبو رغال* آخر عليهم كلهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
دخل أحد الجنود فجأة ونظر إلى وجه الشهيد وقال في تخوف : أخشى ألا يكون هو !‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
قال هذه الكلمة وكأ نما فجر قنبلة في المعسكر, ودب الرعب في قلوب الجميع وانتقلت كلماته هذه بين الجنود كما تنتقل النار في الهشيم وشاع الخوف , إذا لم يكن هو فأين هو الآن ؟
ربما يخطط الآن لعملية جديدة , بل ربما يكون بيننا يحاول تنفيذ عملية جديدة , أخذوا يتلفتون حولهم في حذر يشوبه الخوف , فقد بذلوا الكثير من الجهد والوقت والمال ونصبوا له عدة كمائن حتى إذا ظنوا أنهم ظفروا به أتاهم هذا الشك فأقلقهم وأحال سرورهم إلى يأس قاتل , قال الضابط مهدئاًَ من روعهم : بل إنه هو سنأتي بأمه إلى هنا للتعرف عليه .
وأرسل عصابة من جنوده ليأتوا بأم البطل وسرعان ما عاد الجنود بصحبتهم امرأة كبيرة في السن , تمشي بقوة لا تكترث لهؤلاء المدججين بالسلاح حولها حتى وقفت قرب جسد الشهيد المسجى .
سألها الضابط وهو يكشف وجهه : هل هذا ولدك ؟؟ نظرت المرأة إلى وجه يكاد يشع منه النور, وهم يرقبونها في تخوف واضح , يتمنون أن تنهار باكية وتتعرف إلى ولدها . لكنها خيبت آمالهم جميعاً, استمدت من ضعفهم قوة ومن خوفهم عزة ثم رفعت رأسها في كبرياء وقالت : إنه ليس ولدي.
ومضت تشق طريقها بين الجنود الذين دب الذعر واليأس في قلوبهم , حتى غادرت المعسكر وقد أحدثت كلماتها فيه فوضى عارمة .
لا يمكن , قال أحد الجنود : إنه هو, إنني أعرفه جيدا ً, قالوا : بل لا يمكن أن يكون هو , أرأيت لو كان هو ألا تصرخ أمه أو تبكي أو على الأقل تنحني لتقبله , تودعه ...!!
ولكن أيمكن أن تكون بهذه القوة وتكتم مشاعرها إلى هذا الحد ؟! لقد بدت غير مكترثة .. لا يمكن .. ربما لهول الصدمة ؟؟ ربما . ولكن ألا ترى أننا نتعامل مع صنف غريب من البشر؟ ألا تذكر تلك الأم التي زغردت إذ بشرت بمقتل ولدها , إنهم يبحثون عن الموت مظانه ربما أكثر مما نبحث نحن عن الحياة.
قرروا أخيراً أن يأتوا بخاله للتعرف عليه , وجاء الخال ومشى الطريق الذي مشته أخته قبله حتى إذا كشفوا له عن وجه الشهيد انكب عليه يقبله ويبكي ويقول : في ذمة الله يا ابن أختي في ذمة الله يا ولدي . احتار الجنود , لم يفرحوا هذه المرة , بل راحوا يتساءلون : هل أنت متأكد أنه أبن أختك ؟ ثم رجعوا إلى أنفسهم هذا خاله غارق بدموعه , إنه هو لا شك في ذلك , يحاولون إقناع أنفسهم وتسكين مخاوفهم دون جدوى فنفي المرأة لا يدع لهم مجالا للشعور بالأمان , تشاوروا فيما بينهم ثم قرروا استدعاء الأم بوجود أخيها ..
وأتت الأم رابطة الجأش ثابتة الفؤاد . وفوجئت بأخيها يبكي عند رأس الشهيد . فأطرقت تغالب مشاعرها , وأدركت أن لا سبيل للاستمرار في الإنكار التفتت إلى أخيها كالمعاتبة , لماذا؟؟
شعر الضابط ببعض الارتياح لكنه قال لها : أريد أن أسألك سؤالاً واحداً فقط : لماذا أنكرت في المرة السابقة ؟؟ لم تلتفت إليه . لكنها رفعت رأسها وقالت لأخيها , سامحك الله يا أخي لماذا أبلغتهم انه هو , كنت أريدهم أن يخافوه ميتاً كما خافوه حياً.
__________________________________________________ ______
*أبو رغال هو ذلك العربي الذي دل أبرهة على طريق البيت الحرام وهو يعلم أنه ينوي هدمه , فأصبح اسمه رمزاً لكل خائن.

منقووووووول ولكنه كان على الجرح حيث ذكرني بموطني