عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2011-08-09, 9:26 PM
زادي تقى
عضو مشارك
رقم العضوية : 62201
تاريخ التسجيل : 16 - 10 - 2008
عدد المشاركات : 148

غير متواجد
 
افتراضي

وقال شيخه ابن تيمية في مجموع الفتاوى 10/723 ـ في معرض حديثه عن أحوال النية ،وعلاقة الأفعال بها :
"ومنها ما يتولد عن فعل الإنسان :
كالداعى إلى هدى أو إلى ضلالة ،والسانُ سنة حسنة وسنة سيئة ، كما ثبت فى الصحيحين عن النبى أنه قال :
(من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شىء ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه من غير أن ينقص أوزارهم شىء) .
وثبت عنه فى الصحيحين أنه قال : (من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شىء).

فالداعي إلى الهدى وإلى الضلالة هو طالب مريد ، كامل الطلب والإرادة لما دعا إليه ، لكن قدرته بالدعاء والأمر وقدرة الفاعل بالإتباع والقبول
ولهذا قرن الله تعالى فى كتابه بين الأفعال المباشرة والمتولدة ، فقال :
" ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {120} وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{121} "
فذكر فى الآية الأولى ما يحدث عن أفعالهم بغير قدرتهم المنفردة ـ وهو ما يصيبهم من العطش والجوع والتعب ، وما يحصل للكفار بهم من الغيظ وما ينالونه من العدو ـ وقال : (كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ) ، فأخبر أن هذه الأمور التى تحدث وتتولد من فعلهم ،وفعل آخر منفصل عنهم يكتب لهم بها عمل صالح .

وذكر فى الآية الثانية نفس أعمالهم المباشرة التى باشروها بأنفسهم ـ ،وهي الإنفاق ،وقطع المسافة ، فلهذا قال فيها : ( إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ ) فإن هذه نفسها عمل صالح .
وإرادتهم فى الموضعين جازمة على مطلوبهم ـ الذي هو أن يكون الدين كله لله ، وأن تكون كلمة الله هى العليا ـ
فما حدث مع هذه الإرادة الجازمة من الأمور التي تعين فيها قدرتهم بعض الإعانة هى لهم عمل صالح ... الخ ).

اللهم رضاك والجنة ,,


توقيع زادي تقى
ترحل من الدنيا بزاد من التقى ... فعمرك أيام وهن قلائــل ..