عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2011-08-02, 1:26 AM
فسرو لي لو سمحتو
مشرفة سابقة
الصورة الرمزية فسرو لي لو سمحتو
رقم العضوية : 84628
تاريخ التسجيل : 11 - 8 - 2009
عدد المشاركات : 5,518

غير متواجد
 
افتراضي
>> الحائـــض ورمضـــان <<

( ب )

أخيتي الحائض ، لا يخفى عليكِ فضل قراءة القرءان !

رسولنا الكريم عليه صلوات ربّي وتسليمه قال :
عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :*

" مَن قرأ حرفاً مِن كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ،
لا أقول { الم } حرف ، ولكن ألِف حرف ، ولامٌ حرف ، وميمٌ حرف "*

فما بالكِ بقراءة القراءن في رمضان ! حينما تكون الأجور مضاعفة ..

يقول ابن باز رحمه الله :" فإذا كان الشهر فاضلا والمكان فاضلا ضوعفت فيه الحسنات وعظم فيه إثم السيئات ،*
فسيئة في رمضان أعظم إثما من سيئة في غيره ، كما أن طاعة في رمضان أكثر ثوابا عند الله من طاعة في غيره "
من مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (15/446)

لذلك يا أخيتي حينما يأتيكِ الحيض في رمضان لا تتوقفي عن وِردكِ اليومي من القراءة ،
بل واظبي عليه وكثّفيه وتوجّهي لفهم معاني الآيات وأحكامها حتّى تعم الفائدة*
وبالتالي تحصدي الأجور النافعة بإذنه سبحانه وتعالى ..

والشرع لم يحرّم قراءة الحائض للقرءان في أصحّ قوليّ العلماء ولكن دون مس للمصحف ،

وقد سقنا في هذا الموضوع فتاوي عديدة لأهل العلم تنصّ على القول ،

منها قول شيخنا ابن باز رحمه الله وجزاه عن الأمّة الإسلاميّة خير الجزاء وأعظمه :

" لا حرج على الحائض والنفساء في قراءة كتب التفاسير ولا في قراءة القرآن
من دون مس المصحف في أصح قولي العلماء ،" فتاوى إسلامية 1/239


والدورة الشهرية تدوم عند أكثر النساء ما بين خمسة إلى سبعة أيام ،
تستطيعين خلال هذه المدّة أن تنجزي ختمة كاملة للقرءان ..

وحينئذ تكونين قد طردتِ وساوس إبليس وتلبيساته عليكِ ،
بأن الدورة حائل بينكِ و بين الرقي في عبادة الله سبحانه وتعالى ..

( ج )

ذكــر اللـــــه ، الدعـــــــاء ، الاستغفــــــار*

عبـــادات رفيعة المكانة ، عظيمة الجزاء ، بركتها مُثمرة بإذن الله سبحانه وتعالى ،
لم يمنعكِ شرعنا الحنيف من التعبّد بها يا أخيتي الحائض !
بل حضّ عليها لما فيها من الفضل والبركة والاطمئنان وحُسنُ المثوبة ..*

>>> <<<

فذكـــــر اللــــــه ، يُحي القلوب ويُنعشها ويطمئنها..

قال تعالى : -

{ ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب }

وقد عظّم الرسول صلّى الله عليه وسلّم جزاء المداوم على ذِكر الله في قوله :

( أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله )

وجاء في حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربّه عزّ وجلّ :

( يا ابن آدم، إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم،
وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا، وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا،
وإن أتيتني تمشي أتيت إليك أهرول )

فاجعلي أخيتي لسانكِ رطباً من ذِكر الله وليس ذلك على المؤمنين عسير*

قال أحد العارفين: "المؤمن يذكر الله تعالى بكلِّه؛ لأنه يذكر الله بقلبه فتسكن جميع جوارحه إلى ذكره؛
فلا يبقى منه عضو إلا وهو ذاكر في المعنى، فإذا امتدت يده إلى شيء ذكر الله فكف يده عما نهى الله عنه.
وإذا سعت قدمه إلى شيء ذكر الله فغض بصره عن محارم الله.
وكذلك سمعه ولسانه وجوارحه مصونة بمراقبة الله تعالى، ومراعاة أمر الله، والحياء من نظر الله؛
فهذا هو الذكر الكثير الذي أشار الله إليه بقوله سبحانه*
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا}.


>>> <<<

أمّا الدعــــــاء للــــــه ،*

فهو من أعظم العبادات بل هو أيضاً طاعة لله عزّ وجلّ وامتثال لأوامره ..

قال الله تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } .

وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلّم بأن الدعاء عبادة لله عزّ وجلّ إذ قال : -

( الدعاء هو العبادة )*

وتخيّلي أخيتي أن المرء الذي لا يتقرّب إلى الله بالدعاء يُعتبر عـــاجــز !

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

( أعجز الناس من عجز من الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام ).

بل ربّما يستوجب غضب الله عليه فقد جاء في هذا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلّم : -

( من لم يسألِ اللهَ يَغْضَبْ عليه ).

ومن ثمرة الدعاء زوال الهمّ والغمّ وتفريج الكرب والضيق وتيسير الأمور وغيرها من الفضائل التي لا تعدّ ولا تُحصى ،

كما أنّ المدوامة على الدعاء تقوّي صلتنا وعبوديتنا بالله عزّ وجلّ وتبرهن صِدقِ توكّلنا عليه ،

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:*
... وكلّما قوي طمع العبد في فضل الله، ورحمته، لقضاء حاجته ودفع ضرورته؛ قويت عبوديتُه له،
وحريته مما سواه؛ فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديتَه له فَيأْسُهُ منه يوجب غنى قلبه ...

وإليكِ بعض أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم في فضل الدعاء : -

- (ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كفّ عنه من سوء مثلَه؛ ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم).
رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني.*

- (ما من مؤمنٍ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لله يسأله مسألةً إلا أعطاه الله إياها، إما عجّلها له في الدنيا
، وإما ذخرها له في الآخرة، ما لم يعجل). قالوا: يا رسول الله وما عَجَلَتُه؟ قال:
(يقول: دعوت ودعوت ولا أراه يُستجاب لي).
أخرجه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.

- (ليس شيءٌ أكرم على الله _عز وجل_ من الدعاء)
رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وابن ماجة، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.*

- (لا يغنى حذرٌ من قدرٍ، وإن الدعاءَ ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقى البلاءَ فيعتلجان إلى يوم القيامة)*
أخرجه الطبراني وقال الحاكم: صحيح الإسناد.*

وللدعـــاء شروط >> تجنبُ الاستعجال، والدعاءُ بالخير، وحسنُ الظنِّ بالله، وحضورُ القلب،*
وإطابةُ المأكل، وتجنُّبُ الاعتداءِ ...

>>> <<<

والاستغفــــار للـــه ،

مهما تحدّثنا عن ثماره وفضائله لن نستطيع إحصائها ..

فراحة البال وانشراح الصدر وسكينة النفس وطمأنينة القلب و قوة الجسم
وصحة البدن والسلامة من العاهات والآفات والأمراض و الحوادث والكوارث
ورزق الذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع والغيث المدرار
وتكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات وغيرها من النِعَمِ .....
هي من ثمرات الاستغفــــار .

قال الرسول صلى الله عزّ وجلّ :

( من لــزم الاستغفار جــعل الله لـه من كل هم فـرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب )

لذلك عليكِ بالاستغفار أخيتي لتنالي ما أردتِ وتمنّيتِ من خيرات الدنيا والآخرة*

>>>>>>>> <<<<<<<<<

والآن بعد أن بينّا فيضٌ من غيض فضائل هذه الأعمال ، هل لكِ أن تتركيها وتجتنبيها !
وخاصّة في رمضان شهر المغفرة والغفران و العتق من النيران !

أعانكِ الله على الطاعة وحُسنِ العبادة ووفقكِ لِحُسنِ اغتنام رمضان
التعديل الأخير تم بواسطة فسرو لي لو سمحتو ; 2011-08-04 الساعة 5:01 AM.


توقيع فسرو لي لو سمحتو
.. لا تنسوني من دعائكم ..

.. ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ..